سياسة عربية

احتجاجات شعبية في إدلب ضد ممارسات جبهة النصرة

"النصرة" تحاول فرض "اللباس الشرعي" ومنع الاختلاط في المدارس - أرشيفية
"النصرة" تحاول فرض "اللباس الشرعي" ومنع الاختلاط في المدارس - أرشيفية
أفاد  إعلاميون وناشطون بتواصل الاحتجاج في صفوف المواطنين بريف إدلب، ضد ما يعتبرونه تضييقاً من "جبهة النصرة" بحقهم، و تدخل عناصره  في شؤونهم الشخصية لفرض أفكارهم وفهمهم للشريعة على الناس، مشيرين أن "عددا من بلدات وقرى المنطقة شهدت مظاهرات منددة بتلك التصرفات، شارك فيها المئات، وقامت الجبهة بتفريقها بالقوة".

وأوضح  الصحفي"حازم داكل"، أن "جبهة النصرة تنتهج أسلوب "داعش"، فهي تحارب النظام من جهة وتفرض أفكارها على الناس من جهة ثانية"، مشيراً أن "المواطنين في ريف إدلب رحبوا بجبهة النصرة في البداية باعتبارها جبهة مجاهدين تحارب النظام وتذود عنهم، لكنهم تفاجأوا فيما بعد بتصرفاتها المتشددة".

وأكد داكل "أن "النصرة" تحاول فرض "اللباس الشرعي" ومنع الاختلاط في المدارس، إضافة إلى شنها حملة اعتقالات عشوائية بحق مخالفيهم في الفكر والتوجه".

وأوضح الصحفي أن "جبهة النصرة شنت حملة اعتقالات في (سلقين)، لمؤيدي الجيش الحر، وبسبب دفاعهم عن بنات كن يرفضن اللباس الشرعي".

واقتحمت الجبهة، بحسب داكل، عدة قرى في ريف إدلب، اعتقلت على إثرها عشرات الشبان، وأمرت بإغلاق كافة محلات التسلية، كألعاب البلياردو والفيشة والعاب الكمبيوتر.

وكانت مظاهرة نظمت قبل يومين، وسط "سلقين"، طالبت بانسحاب عناصر جبهة النصرة من المدينة، وتسليم إدارتها لحركة "أحرار الشام"، وذلك بعد أن قام عناصر من المكتب الدعوي، بضرب فتيات غير ملتزمات بمواصفات اللباس الذي تعتبره النصرة شرعياً.

من جهتها حاولت الجبهة فض المظاهرة، واعتقلت خمسة من المتظاهرين، بعد أن أطلقت عيارات نارية في الهواء، ما دفع عناصر من حركة أحرار الشام للتدخل، أسفرت عن مصادمات، غير مسلحة،  بين الجانبين واعتقل كل طرف عناصر من الطرف الآخر، تم الإفراج عنهم فيما بعد، نتيجة مصالحة قام بها وجهاء المدينة. 

كما انطلقت مظاهرة في قرية "جوزف" شرق جبل الزاوية، الأحد، بعد أن منع عناصر من الجبهة، تركيب جهاز بث لإذاعة "روزانا" المعروفة هناك، مما حدا ببعض المتظاهرين لمواجهتهم بالحجارة، فردت عليهم الجبهة بالنار، ما أدى لمقتل شاب وجرح 6، بينهم نساء، واعتقال حوالي 100 متظاهر، بحسب ما أفاد الإعلامي عبد الرزاق فضل، العامل في الإذاعة المذكورة للأناضول.

وفي السياق ذاته  أفاد الناشط السياسي عبد القادر دهون، أن "النصرة تركت الأمور الأساسية كتوفير الخدمات والعمل الإغاثي، واتجهت للتركيز على الأمور الثانوية، وفرض قناعاتها على المواطنين،لافتاً أن تلك التصرفات  تسببت بغضب شعبي وتغيير وجهة نظر الناس إزاء جبهة النصرة، حسب تعبيره.

من جهة ثانية، التأم أعضاء مجلس الشورى والمكتب الدعوي والمكتب الإغاثي لجبهة النصرة بعد تلك التطورات، وصدرت عنها عدة قررات لامتصاص الغضب الشعبي، من بينها منع خروج الدعويين والدعويات للمدارس، وتوكيل أمرها للإداريين، وفصل عنصر من الجبهة اعتدى بالضرب على إحدى الفتيات في "سلقين"، كما نصت القرارت على أن يصدر تعميم بخصوص اللباس الشرعي، وتخويل مجلس الشورى في الشؤون الفقهية، وتشكيل مكاتب شكاوى تحت إشراف المجلس.

يذكر أن جبهة النصرة أحكمت قبضتها على أجزاء واسعة من ريف إدلب، بعدما دحرت "جبهة ثوار سوريا" من المنطقة، وتنامت قوتها في المنطقة بعد سيطرة فصائل، كانت في مقدمتها "النصرة" على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين للنظام في ريف إدلب. 
التعليقات (0)

خبر عاجل