سياسة عربية

اتهام جبهة النصرة بمنع مظاهرة بإدلب بسبب علم الثورة (فيديو)

المتظاهرون تعرضوا في مدينة إدلب للاعتداء من قبل "اللجنة الأمنية" التابعة لجيش الفتح ـ أرشيفية
المتظاهرون تعرضوا في مدينة إدلب للاعتداء من قبل "اللجنة الأمنية" التابعة لجيش الفتح ـ أرشيفية
منعت "اللجنة الأمنية لجيش الفتح" بمدينة إدلب السورية، مظاهرة للثوار والجيش الحر بالمدينة، كانوا يرفعون علم الثورة، واعتقلت ناشطين، وسط اتهامات لـ"جبهة النصرة" بالوقوف وراء عملية نسف التظاهرة واعتقال الناشطين.

وقالت مواقع الثورة السورية إن المتظاهرين تعرضوا في مدينة إدلب الإثنين، للاعتداء من قبل "اللجنة الأمنية" التابعة لجيش الفتح وبعض الفصائل، حيث قامت عناصر اللجنة بالاعتداء على المتظاهرين والإعلاميين إثر خلاف دار بين رئيس اللجنة الأمنية والمتظاهرين حول علم الثورة.

وتابعت المواقع أن اللجنة الأمنية طلبت سحب أعلام الثورة من الناس بحجة "كي لا تكون فتنة"، إلا أن المتظاهرين رفضوا ذلك، فدب الخلاف، وبدأت بعض عناصر اللجنة بالاعتداء على المتظاهرين وتم إزالة الأعلام وتحطيم "كاميرات" الإعلاميين، بالإضافة إلى اعتقال عدد منهم، دون أي توضيح.

وكان الناشطون وزعوا الدعوة للمظاهرة التي خططوا لها في إدلب الاثنين منذ يوم الجمعة الماضي وجاء فيها: "المظاهرة المليونية لمحافظة ‏إدلب الاثنين"، مع تحديد نقطة التجمع بمدينة إدلب في ساحة البازار في الثانية ظهرا، وبدأت التجهيزات للمظاهرة التي توقع الناشطون لها أن تكون ضخمة.

وأظهر شريط فيديو نشرته مواقع الثورة السورية، أن عددا قليلا من النشطاء والمدنيين عادوا إلى ساحة الساعة ورفعوا الشعارات وأعلام الثورة بعدما انسحبت "اللجنة الأمنية".

                                         
المنع

حين تقدم المتظاهرون باتجاه ساحة "الساعة" بالمدينة كان بانتظارهم تجمع لعدة عناصر من "جبهة النصرة" بالإضافة لبعض الملثمين، وبدأ الجمعان بالتلاسن حول علم الثورة المرفوع بيد المتظاهرين، لتبدأ بعدها عناصر النصرة بالاعتداء على المتظاهرين ثم ليقتحم الملثمون المظاهرة حيث قاموا بتحطيم الكاميرات بالإضافة لاعتقال بعض الإعلاميين عرف منهم محمد كركص، حسام هزبر، عبد الناصر هزبر، معاذ الشامي وعمران فيطاز.

اتهام جبهة النصرة

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا كبيرا بما جرى في إدلب، وقال الناشط والباحث "أحمد أبازيد" في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الشعب الذي ثار لأجل حريته وكرامته ضد أعنف الدول القمعية التي عرفها المشرق وواجه مئات آلاف القتلة، واهم من ظن أنه سيركعه بعدة مقرات أمنية".

وأضاف: "ندعو أحرار إدلب إلى التظاهر في حلب (المحررة) بحماية الجيش الحر إن لم يستطيعوا -كسكان دمشق- رفع علم الثورة والهتاف بإسقاط نظام الأسد في مدينتهم".

من جهته، قال أسامة أبوزيد، مستشار الجيش الحر في تغريدة على "تويتر": "ما حاجة الأسد لبقاء جيشه ومخابراته في إدلب، إن كان باسم الدين يمنع التظاهر ضده ويمنع أشهر هتاف هز كرامته وكرامة كلابه؟".

وتابع أسامة أبوزيد: "هم ضد الهدنة لكن لا يهاجمون ولا يفتحون معارك، هم ضد الأسد لكن يقمعون ويفرقون المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ويعتقلون الناشطين".

وعلق حذيفة عبد الله عزام، نجل عبد الله عزام في حسابه على "تويتر" ساخرا: "المظاهرات حرام في الإسلام ولا تجوز شرعا، والتصوير حرام في الإسلام إلا لجماعة بعينها، وأعلام الثورة أعلام شركية لا يجوز رفعها والإعلام لا يجوز إلا بشروط".

النصرة تتهم جيش الفتح

ونفى "أبو عمار الشامي" المتحدث الرسمي للمكتب الإعلامي في "جبهة النصرة"، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مسؤولية "جبهة النصرة" عما حدث من قمع للمتظاهرين الذي خرجوا  الإثنين في مظاهرة بمدينة إدلب، وحمل المسؤولية لجميع الفصائل بجيش الفتح حول ما جرى.

وقال في تغريدته: "في الوقت الذي تسطر فيه جبهة النصرة الملاحم والبطولات وفي ريف حلب الجنوبي، والتي تحسب لثورة الشام وجهادها، نؤكد أن ما يجري الآن من تلك التضحيات ما هي إلا خط موازٍ للحراك السلمي الذي قام به أهلنا في الأيام القليلة الماضية، حيث بعثوا الأمل بأن روح الثورة لا زالت موجودة في نفوس أهل الشام ولن تنطفئ حتى إسقاط النظام وحلفائه".

وأضاف الشامي قائلا: "نبين هنا أن مدينة إدلب تحت إدارة جيش الفتح التابع لعدة فصائل، ولا ينفرد فصيل دون آخر بإدارة المدينة ويتحمل الجميع ما جرى اليوم".

وأكد أن "جبهة النصرة التي حمت المظاهرات في أواخر 2011، لن يكون مسارها إلا إكمال حماية أهلنا والذود عنهم إن شاء الله".

أحرار الشام والمظاهرات

وكان بارزا موقف قيادات حركة "أحرار الشام" الذين هاجموا الاعتداء ورأوا فيه خطأ كبيرا، حيث قال "خالد أبو أنس" القيادي في الحركة في صفحته على "تويتر": "لن تنجح ثورة دون شعب يتبناها، ويخطئ كثيرا من يظن أنه سيهزم إرادة الجماهير ويكسرها، من يرد قمع الشعوب الثائرة في معركة الحرية والكرامة فهو خاسر".

ومن جهة أخرى صرح المتحدث الرسمي لأحرار الشام "أحمد قره علي" لشبكة "أورينت" بالقول: "ليس للأحرار أي صلة بما حدث اليوم في إدلب، فنحن جزء من الثورة، ونرفض الاعتداء على المظاهرات السلمية التي تنادي بإسقاط النظام"، وأكد أن "عناصر أحرار الشام ستعمل على حماية تلك المظاهرات".
التعليقات (0)