صحافة دولية

لوبلوغ: روسيا تعزز من نفوذها بجنوب اليمن.. ما هدفها؟

لوبلوغ: روسيا تعزز من دورها في جنوب اليمن- جيتي
لوبلوغ: روسيا تعزز من دورها في جنوب اليمن- جيتي

نشر موقع "لوبلوغ" تقريرا للكاتب جوناثان فينتون- هارفي، يتحدث فيه عن القوة الروسية الناعمة وأثرها في جنوب اليمن

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 يمثل مرحلة للتأثير في لعبة السلطة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى أن موسكو كانت تلتزم بموقف الحياد في النزاعات الإقليمية المتعددة، وتتحدث مع الأطراف كلها، وتقيم أي طرف يمكن أن تدعمه، وتحصل في النهاية على ورقة نفوذ تستخدمها مع الأطراف كلها، كما تفعل حاليا في اليمن.

ويقول هارفي إنه "في الوقت الذي توسع فيه روسيا حضورها في المنطقة، فإن هذا قد يؤدي إلى تعميق تدخلها في اليمن، وإعادة نفسها بصفتها لاعبا مهما في سياسة البلاد، ومن هنا فإن المواجهات الأخيرة بين الجماعات الداعية لانفصال الجنوب عن الشمال والحكومة المعترف بها دوليا فتحت الباب أمام روسيا لاستعادة دورها". 

 

ويجد الموقع أنه في ظل غياب القيادة الأمريكية والقوى الأخرى لدعم المفاوضات الشرعية، فإن روسيا تجد نفسها أمام وضع لتقوم بدور محوري، خاصة أنها الطرف الوحيد الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع أطراف النزاع. 

وينقل التقرير عن المحاضر في شؤون الحكم والسياسة في جامعة جورج ميسون البروفيسور مارك كاتز، قوله: "بالتأكيد، يمكن لموسكو العمل مع المجلس الجنوبي الانتقالي وجنوب اليمن المستقل، فقد كان جنوب اليمن تحت حكم نظام ماركسي مؤيد للسوفييت منذ استقلال اليمن عن بريطانيا عام 1967 حتى الوحدة عام 1990 ونهاية الحرب الباردة، ودرس عدد من أفراد النخبة القديمة في الاتحاد السوفييتي، ولم تنقطع العلاقات بينهم وبين روسيا". 

ويبين الكاتب أنه في الوقت الذي بهت فيه الوجود الروسي في الجنوب، إلا أن هذا يتغير، خاصة بعد سيطرة الانفصاليين على مدينة عدن مقر الحكومة المؤقتة، التي يترأسها عبد ربه منصور هادي.

ويلفت الموقع إلى أنه خلال الحرب الأهلية، التي اندلعت في آذار/ مارس 2015، بعد الحملة العسكرية التي شنتها السعودية، ظلت روسيا خارج المشهد، واحتفظت بعلاقات جيدة مع الأطراف كلها دون أن تعبر عن موقف واضح داعم لأي طرف في الحرب.

ويورد التقرير نقلا عن بيتر سالزبري من مجموعة الأزمات الدولية والمتخصص في شؤون اليمن، قوله: "كانت روسيا، بالتحديد، لاعبا واضحا أو نشطا في اليمن طوال فترة الحرب، واستقبلت السفارة الروسية في صنعاء حتى مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام 2017، ممثلين عن الحوثيين والمجلس الجنوبي الانتقالي، لكنها قالت إنها تحترم الحكومة الشرعية لهادي". 

وينوه هارفي إلى أن روسيا أظهرت منذ العام الماضي اهتماما باليمن، وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إن موسكو مرتبطة بدعم الجهود السلمية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وفي نيسان/ أبريل قام رئيس المجلس الجنوبي الانتقالي عيدروس الزبيدي بزيارة إلى موسكو بناء على دعوة من المسؤولين الروس، وزعم أن هناك "توافقا على حل سياسي شرعي"، وناقش إمكانية التعاون الاستراتيجي. 

ويفيد الموقع بأن روسيا لم تتحرك بعد في اليمن، حيث تقوم باستكشاف سبل التفاوض مع الانفصاليين، مشيرا إلى قول كاتز: "يبدو أن بوتين عازم على استعادة ما خسره الاتحاد السوفييتي"، ما يشير إلى أنه قد يعيد فتح العلاقات القديمة مع الجنوب اليمني، ويضيف أن المجلس الجنوبي الانتقالي "مستعد للعمل مع موسكو، وهذا يعطي روسيا القابلية للعمل معه". 

ويذكر التقرير أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع تعزيز موقفه في الجنوب بصفته قوة سائدة، وعمل الحزام الأمني وبقية المليشيات التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة، وتفوق على القوات التابعة للحكومة اليمنية عددا وقوة، مشيرا إلى أنه لهذا السبب سيطر على عدن وهزم هادي. 

ويقول الكاتب إن روسيا قد تدخل في مفاوضات مع المجلس الانتقالي لتقديم الدعم، إن لم يكن الاعتراف به، ومن هنا يرى كاتز أن خطوة كهذه قد تقوي من قوة روسيا الناعمة في المنطقة، ويقول: "مع إقامة الدول الأخرى قواعد عسكرية لها على طول البحر الأحمر، فإن هذا مثير لانزعاج روسيا بأنها لم تنشئ واحدة، وربما منحها الجنوب اليمني المستقل الفرصة لإنشاء قاعدة".

ويرى الموقع أن "موسكو قد تجد أن خسارة هادي عاصمته الثانية تعني فقدانه التأثير، وأنه لم يعد صالحا لخدمة مصالحها في المنطقة، ولو استطاعت موسكو القيام بدور صانع السلام في اليمن فستكون لديها الحرية للتدخل في الشؤون اليمنية، وتعزيز تأثيرها في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، حيث حاولت إقامة علاقات تجارية وعسكرية مع السودان وإريتريا". 

ويشير التقرير إلى الدور الإماراتي، حيث لاحظ توافقا في المصالح بين روسيا والإمارات التي دعمت المجلس الانتقالي وجناحه العسكري.

وينقل هارفي عن كاتز، قوله: "يبدو أن لدى روسيا والإمارات مصالح متبادلة في جنوب اليمن، كما هو الحال في مناطق أخرى في الشرق الأوسط".

ويلفت الموقع إلى أنه في ليبيا وجدت روسيا والإمارات أرضية مشتركة لدعم خليفة حفتر وجيشه الوطني، وفي سوريا أبدت الإمارات تقبلا لنظام بشار الأسد، حيث أعادت العام الماضي فتح سفارتها في دمشق، بل إن أبو ظبي أبدت حيادية في الموقف من حليفة روسيا، إيران، واتهامات السعودية والولايات المتحدة بتخريب ناقلات نفط هذا الصيف في خليج عمان. 

وينوه التقرير إلى أن الإمارات قوت علاقاتها مع روسيا، حيث اجتمع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وناقشا موضوع اليمن والتعاون بين البلدين، مشيرا إلى روسيا والإمارات أبدتا دعمهما للأنظمة الديكتاتورية المستقرة تحت اسم مكافحة الإرهاب، الذي قد ينطبق على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أبدى ميولا ديكتاتورية من خلال إدارة الفرع العسكري له سلسلة من السجون وتعذيب المعارضين له. 

ويورد الكاتب نقلا عن سالزبري، قوله إنه في الوقت الذي قد يؤدي فيه الدور الروسي إلى إثارة حساسية السعودية، إلا أن هذا لا يمنع موسكو وأبو ظبي من بناء علاقات قوية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ويضيف: "من العدل القول إن الخطوط مفتوحة للأطراف كلها في النزاع، وأن هناك فرصة للمجلس الانتقالي للعمل مع حليف لا تريده الولايات المتحدة، لكن على علاقة جيدة مع الإمارات، التي تحتفظ بعلاقات قوية مع روسيا"، ولو منحت موسكو شرعية للمجلس الانتقالي وقضيته فقد يتقبل تدخلها.

ويختم "لوبلوغ" تقريره بالقول إنه في الوقت الذي أقامت فيه روسيا علاقات مع السعودية والإمارات والمجلس الانتقالي وهادي، فإنها تلقت دعوة من الحوثيين لتعمل وسيطا في اليمن، ما يعني أن الطريق بات مفتوحا أمام موسكو للقيام بدور مهم في الملف اليمني، وبالتالي تقوية موقعها الإقليمي والدولي.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
احمدعبيدالفضلي
الأحد، 15-09-2019 05:50 م
اليمن ليست حقل تجارب للعملاء والمرتزقة من بني سعود ونهيان وهي عصية في وجه الطغاة شرقا وغربا وثورتها العارمةمتواصلة لاستاصال واجتثاث المخانيث من غير اولي الاربه في الدرعية والعين واربابهم ورسلهم في الناتو والكيان اللقيط والانتهازيه المارقه في موسكو واللقطاء من السلفيين والاخوان المسلمين وكل دعاة الفجور الاسلامي اليمن انجبت ذمار علي الذي استخذى العالم كله لقوة باسة وبطولاته وانجب بلقيس التي ادان لها كل الارباب والرسل واسست لاول دولة حكمت بالحق والعدل والحريه حتى غشي نورها الاكوان وانخ لعبقريتها جبابرة الفرس والروم كما فعل التبع ذمار علي فمن يجرؤ على يمن التريخ والحضارة الازليتان التي نشاتها هي الحياة ومن عليها عبر الزمن لاموسكو ولا المخنثة واشطن بقادرتين للنيل منها اما سبع مشيخات وتسع وتسعون بدوانيه من الاعراب والمنافقين في الدرعية والعين فاعمارهن اقل واصغر من عمر ملكة البورنو ماياخليفة اليمن تسكن الجوزاء والمخانيث يسكنون مواخير الدرعية وملاهي وكازينوهات الحرمين المدنسين بسنابك المرينز والصهاينة ويهود وصهاينة الغجر المستجللين من بحر الخزر الى فلسطين ونجد والعين كل هؤلاء ابخس من شعرة واحدة في عانة ملكة البورنو الجميلة ماياخليفه وسلام على اليمن وفلسطين المغتصبة واختم بمظفر النواب حكاما اعرابا منافقين اولاد القحبة لااستثني منكن احدا القدس عروس عروبتكن لماذا ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها ووقفتن خلف الباب تسترقون السمع على صرخات بكارتها فحضيرة خنزير اشرف من اشرفكم وشعرة واحدة من عانة مومس مسرطنه تغشاها الايدز اطهر من اكبركم وعلى الباغي تدور الدوا332
العربي اليقظان
الثلاثاء، 20-08-2019 06:53 م
يبدو لي أن الكاتب جوناثان فينتون- هارفي صغير في السن أي أنه لم يعايش ولادة سياسة الوفاق الدولي بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي في مطلع الستينات التي بموجبها تم تقاسم مناطق النفوذ في العالم و اعترف السوفيت بأن الشرق الأوسط و شبه الجزيرة العربية "و منها اليمن" و شمال إفريقيا هي مناطق نفوذ أمريكية خالصة لا يعمل الروس فيها شيء إلا لخدمة مصالح أمريكا. روسيا الاتحادية ، التي اعترفت بها أمريكا كوريثة للاتحاد السوفيتي المنهار ، ملزمة باعتبار مناطق نفوذ أمريكا حصرية لها و لذلك تحتاج روسيا إلى أمر أو استئذان من أمريكا لفعل أي شيء فإن طلبت أمريكا منهم دخول عدن دخلوها و إن منعتهم امتنعوا . قالت أمريكا للروس تدخلوا في سوريا فتدخلوا و منعتهم من التدخل في العراق (البلد الأهم و الأغنى من سوريا) فامتنعوا . لو يحاول بوتين التمرد على أمريكا فستقوم بتكسير رأسه ، و هذا ما يعرفه بوتين تماماً .