ملفات وتقارير

أصداء بريطانية رافضة لاتفاق "بريكست" الجديد.. لهذه الأسباب

عدة أحزاب أعربت عن رفضها للاتفاق الذي يأتي قبل أسبوعين من الموعد النهائي لـ"بريكست"- الأناضول
عدة أحزاب أعربت عن رفضها للاتفاق الذي يأتي قبل أسبوعين من الموعد النهائي لـ"بريكست"- الأناضول

رغم إعراب قادة الاتحاد الأوروبي ورئيس الورزاء البريطاني، بوريس جونسون، الخميس، عن تفاؤل كبير بتمكن اتفاق جديد بين الجانبين من إنهاء أزمة "بريكست"، إلا أن أطرافا عديدة في المملكة المتحدة سارعت للتأكد على رفض الصيغة الجديدة.

واعتبر رئيس حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين أن اتفاق "جونسون" للخروج من الاتحاد الأوروبي هو أسوأ من اتفاق رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، فيما أعرب الوحدويون الأيرلنديون عن رفضهم الشديد، وكذلك سياسيون اسكتلنديون، وذلك لأسباب عديدة.

 

وفي حديث لـ"عربي21"، قال الخبير في الشؤون الأوروبية، حسام شاكر، إن الصيغة الجديدة للاتفاق يصعب القول إنها تمثل "انتصارا لجونسون"، رغم احتفائه به.

 

وأوضح "شاكر" أن رئيس الوزراء البريطاني "في مأزق، وخياراته محدودة جدا، وهذا الاتفاق يظهر تراجعا جوهريا عن مواقفه السابقة"، في إشارة إلى تهديده مرارا بالخروج دون اتفاق.

 

"الحقوق والحماية"

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن كوربين قوله: "بناء على المعلومات الواردة إلينا، يبدو أن رئيس الوزراء توصل في المفاوضات إلى اتفاق أسوأ حتى من اتفاق تيريزا ماي، الذي كان مرفوضا على نطاق واسع".

وأضاف: "هذه المقترحات من شأنها التسبب في سباق نحو الهاوية فيما يتعلق بالحقوق والحماية: فهي تعرض سلامة الأغذية للخطر، وتقلل المعايير البيئية وحقوق العمال، وتفتح المجال أمام إمكانية استحواذ شركات أمريكية خاصة على خدماتنا الصحية"، في إشارة إلى تحلل بلاده من المعايير الأوروبية، وفك الارتباط بشكل كامل مع مؤسساتها.

وحذر كوربين ممثلي حزبه في البرلمان من مغبة الموافقة على الصيغة الجديدة، في جلسة يتوقع أن تعقد السبت.

معضلة "أيرلندا"

لا يزال ملف مستقبل العلاقة بين أيرلندا الشمالية، التي تعد جزءا من بريطانيا، وجمهورية أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، معضلة أساسية أمام التوصل إلى صيغة طلاق بين لندن وبروكسل، قابلة للتمرير في غرفتي البرلمان البريطاني.

وتشمل التسوية الجديد، بحسب تقرير لوكالة "رويترز"، أن تلتزم أيرلندا الشمالية بتطبيق إجراءات الاتحاد الأوروبي على البضائع التي تصلها من دوله، رغم كونها ضمن الإقليم الجمركي للملكة المتحدة، وذلك في إطار نظام معقد.

اقرأ أيضا: لماذا يخشى بريطانيون من "بريكست على طريقة جونسون"؟

كما لن تتم إعادة الحدود البرية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، على أن تتم الإجراءات الجمركية في الموانئ والمطارات.

 

وفي حديثه لـ"عربي21"، قال "شاكر"، إن الصيغة تحمي سيادة بريطانيا على أيرلندا الشمالية، ولكن تجعلها بمثابة "منطقة دخول تجارية" بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وأضاف الخبير في الشؤون الأوروبية أن الاتفاق يعني، من جهة ثانية "تعطيل بعض مفاعيل بريكست في أيرلندا الشمالية وحدها"، بما يضمن بقاء الحدود مفتوحة بين شطري الجزيرة الأيرلندية.

 

وتابع أن هذا الاتفاق يتضمن تفاصيل كان يتم تأجيلها في صيغ سابقة، جراء تعقيداتها السياسية والقانونية والاقتصادية.


تجدر الإشارة إلى أن حزب الوحدويين الديمقراطيين، الأيرلندي الشمالي، إلى رفض تلك الصيغة، ما شكل ضربة مبكرة لمساعي جونسون.

ونقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن زعيمة الحزب، آرلين فوستر، أنه من غير الممكن دعم الاتفاق بشكله الحالي، وأنها تعتزم مواصلة العمل للتوصل إلى صيغة أكثر "منطقية".

ويعد الوحدويون الأيرلنديون حلفاء لحزب المحافظين، بقيادة جونسون حاليا، منذ انتخابات عام 2017.

"تضرر" اسكتلندا

بدوره، وصف سياسي بارز في الحزب الاسكتلندي القومي الاتفاق الجديد بأنه "مدمر للغاية" لاسكتلندا.

وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال مايك راسك، الذي يشغل منصب أمين مجلس الوزراء في حكومة اسكتلندا، إن الاتفاق يجب أن يحظى بموافقة سكان المقاطعة، من خلال استفتاء شعبي.

وأضاف: "لا يوجد شيء اسمه اتفاق عظيم للخروج.. جميع اتفاقات الخروج تضر باسكتلندا، وهذا الأخير مدمر على وجه التحديد".

وأوضح: "إذا ما جرت الموافقة عليه (داخل البرلمان البريطاني) بعد غد السبت، فإن الديمقراطية تستلزم عرضه لتصويت برلمان وشعب اسكتلندا، حيث من المرجح أن يرفضاه".

 

 

وفي ختام حديثه لـ"عربي21"، اعتبر "شاكر" أن ما جرى خلال الساعات الـ24 الماضية، بكل الأحوال، هو تحريك مهم للملف في مفاوضات اللحظة الأخيرة بين لندن وبروكسل، وذلك بعد مسار طويل وشاق.

وتابع أن الكلمة في النهاية هي للبرلمان البريطاني، الذي يبدو أنه لن يمرر الاتفاق بسهولة، لكن بدائله قد تكون أسوأ بالنسبة للملكة المتحدة.
التعليقات (0)