ملفات وتقارير

ماذا وراء انتقاد وسائل إعلام روسية للأسد؟

اعتبر مراقبون أن "انتقاد الحلفاء لبعضهم البعض لا يعني تخليا عن العلاقة التحالفية"- جيتي
اعتبر مراقبون أن "انتقاد الحلفاء لبعضهم البعض لا يعني تخليا عن العلاقة التحالفية"- جيتي

وجهت وسائل إعلام روسية، مؤخرا، انتقادات حادة لسياسات رئيس النظام السوري بشار الأسد بشأن التعامل مع مسألة "اللجنة الدستورية"، وكذلك لتصريحاته الهجومية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي التفاصيل، اعتبرت وكالة "تاس" الروسية، أن الأسد يسعى إلى إبطاء عمل اللجنة الدستورية، لأنه لا يرغب في الوقوف أمام استحقاق الانتخابات الرئاسية.

كذلك ترجمت قناة "روسيا اليوم" مقالا نشرته صحيفة "زافترا" الروسية، ينتقد تصريحات الأسد ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وجاء في المقال "لا يمكن بأي حال من الأحوال تقبل مثل هذه التصريحات التي أطلقها ضد الرئيس التركي، وضد تركيا التي تنسق مع روسيا، وخصوصا أن روسيا لعبت الدور الأساسي في حماية كرسي الأسد وحكمه".

وطرح ذلك جملة من التساؤلات بشأن إمكانية حدوث تغيير في موقف روسيا من رأس النظام السوري.

"روسيا ليست معنية بالأسد كشخص"

وفي هذا السياق، بدا الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، مقتنعا بأن روسيا ليست معنية بالأسد كشخص، معتبرا أنه "لو كانت الظروف غير ما هي عليه اليوم، لكانت روسيا تخلت عنه ببساطة".

وأضاف لـ"عربي21"، أن روسيا التي هي بحاجة إلى "الشرعية" في سوريا، لشرعنة جميع خطوات سياستها السورية، تتمسك بالأسد، الذي لا زال يحظى حتى الآن باعتراف دولي ويستمد شرعيته دوليا من مقعده في الأمم المتحدة، فهو بهذا المعنى "نظام حكم شرعي".

اقرأ أيضا: FT: هذه قصة استثمارات أقارب بشار الأسد في موسكو

وقال عبد الواحد، المهم لروسيا أن تكون كل الاتفاقيات المبرمة مع الأسد شرعية وفق الأصول الدولية، أي أنها ليست اتفاقيات مع "بشار الأسد" بل مع دولة، ما يجعل أي حكومة أخرى في سوريا ملزمة باحترام نصوص تلك الاتفاقيات.

واستكمل قائلا " كذلك تستفيد روسيا من الأسد، في مرحلة التسوية السياسية، حيث تعزز هذه "الشرعية" الموقف الروسي الذي ترى أنه يستند على "التعاون مع حكومة شرعية".

دعم رحيله عبر انتخابات

ويُحتم كل ذلك على روسيا، من وجهة نظر عبد الواحد، التمسك بالأسد، وعدم السماح برحيله إلا عبر انتخابات، وتريد من ذلك التأكيد على "نموذج" التغيير يكون عبر الصناديق، وليس عبر ما تصفه "ثورات ملونة" تتهم غالبا الولايات المتحدة بالوقوف خلفها وتنظيمها.

وقال "لهذا نلاحظ استماتة روسية في التصدي للتحقيق بالهجمات الكيماوية، والدفاع عن الأسد في هذا الملف، هي لا تريد صدور أي اتهامات عن منظمة دولية للأسد لأنها ستقوض "شرعيته" التي تمنح "شرعية" للسياسات الروسية في سوريا ولدورها في التسوية السياسية".

وطبقا للكاتب الصحفي: لا يعني تمسك روسيا بالأسد في هذه المرحلة، أنها مرتاحة لتصرفاته وتعامله مع التسوية السياسية، إلا أنها لا تعلن عن استيائها بوضوح، وإلا فإنها ستقوض أهليته بنفسها، وهذا آخر ما تريده الآن، منهيا بقوله "لأسد باعتقادي ضرورة مرحلية لروسيا، وستكون موسكو مرتاحة بالتأكيد لو تمكنت من إبقائه في كرسيه نظرا لعطاياه الكريمة".

انتقاد الحلفاء

المحلل السياسي، المختص بالشأن الروسي، بسام البني، اعتبر بدوه أن انتقاد الحلفاء لبعضهم البعض لا يعني تخليا عن العلاقة التحالفية.

وقال في حديث لـ"عربي21" من موسكو، لم تتخل روسيا عن الحلفاء، وهذا هو الخط الواضح للسياسة الروسية خلال العقود الأخيرة.


اقرأ أيضا:
 هل تتغلب روسيا على «مقاومة» الأسد للحل السياسي

واستدرك "لكن بالمقابل، فإن ما يتم الحديث عنه في بعض وسائل الإعلام الروسية، يؤكد دعم روسيا لانتخابات حرة، ودعمها لما يقرره الشعب السوري، وخصوصا أن القرارات الأممية تدعم إجراء انتخابات رئاسية في سوريا".

وأردف البني"منذ اليوم للثورة السورية، أو للحرب الأهلية، كما تراها روسيا، والأخيرة تؤكد أنها لا تتمسك بشخص بعينه، وإنما هي ترفض التدخل الشؤون الداخلية للدول"، كما قال.

التعليقات (0)