كتاب عربي 21

المستشفيات الحكومية المصرية.. البطل الرئيس لمواجهة كورونا

ممدوح الولي
1300x600
1300x600
تمثل مستشفيات الحُميات المصرية خط الدفاع الأول لحماية صحة المصريين من الأمراض المُعدية، وهو ما حدث مع العديد الأمراض الُمعدية خلال السنوات الماضية، وكانت آخرها تداعيات إنفلونزا الطيور ثم إنفلونزا الخنازير، وأخيرا فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

ولهذا فقد توسعت الحكومات المصرية في إنشاء مستشفيات الحُميات في أنحاء المحافظات وزيادة عدد الأسرة فيها، حتى بلغ عدد مستشفيات الحميات 106 مستشفيات عام 2007، تضم عشرة آلاف و348 سريرا، حيث تعالج أكثر من 40 مرضا مُعديا منها: الحمى الصفراء، والحمى الفيروسية، وحمى الضنك، وحمى التيفوئيد، وحمى مريض الملاريا، وحمى القش، والحمى القرمزية، والإنفلونزا الموسمية، وإنفلونزا الخنازير. وفيها أقسام لعزل المرضى عن الآخرين.

ولكن وزير الصحة حاتم الجبلي الذي تولى الوزارة ما بين عامى 2005 وحتى نهاية كانون الثاني/ يناير 2011، قام بإلغاء مستشفيات الحُميات على مستوى المحافظات، وتحويلها إلى أقسام داخل المستشفيات العامة التي تتواجد في عواصم المحافظات، وكذلك في المستشفيات المركزية التي تتواجد في مدن مراكز المحافظات، مع بقاء مستشفيات الحُميات المرجعية الكبيرة، مثل مستشفى حُميات العباسية بالقاهرة ومستشفي حُميات إمبابة في محافظة الجيزة، وبعض المستشفيات في عدد من المحافظات.

لكن ظهور إنفلونزا الطيور ومن بعدها إنفلونزا الخنازير والمخاوف من انتشارها، والهجوم على الوزير خاصة مع وجود أمراض وبائية في دول أفريقية ومنها الملاريا، أدى لعودة مستشفيات الحميات.

مستشفى حميات واحد في 11 محافظة

وجاء وزير صحة آخر فقسم تبعيتها ما بين الطب الوقائى والطب العلاجى داخل الوزارة، وهكذا أصبح المشهد يشير لوجود 43 مستشفى حميات (أ) مستقلة، و67 قسم حميات (ب) في المستشفيات العامة والمركزية في المحافظات، ولهذا فقد وجهت وزيرة الصحة المصرية الحالية المواطنين في منتصف آذار/ مارس الماضي، وبعد تعدد الإصابات بفيروس كورونا، إلى التوجه إلى مستشفيات الحُميات الثلاث والأربعين عند الشعور بأية أعراض لكورونا.

وتشير خريطة توزيع مستشفيات الحُميات حاليا إلى أمور غاية بالغرابة، فمحافظة الدقهلية البالغ عدد سكانها 6.8 مليون نسمة، ليس فيها سوى مستشفى حُميات واحدة بـ66 سريرا فقط، في محافظة فيها 18 مركزا إداريا و498 قرية، كما تبلغ المساحة الجغرافية المأهولة فيها 3538 كيلومترا.

ومحافظة الإسكندرية البالغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمهة؛ ليس فيها سوى مستشفى واحد للحُميات، وهكذا يوجد مستشفى حُميات واحد في نحو 11 محافظة، منها محافظة الفيوم البالغ عددنا سكانها 3.8 مليون نسمة وفيها 96 سريرا، رغم أنها تضم سبعة مراكز إدارية و163 قرية، ومحافظة بني سويف البالغ عدد سكانها 3.4 مليون نسمة؛ فيها مستشفى واحد بـ67 سريرا، رغم أنها تضم سبعة مراكز إدارية و222 قرية.. وفي محافظة الإسماعيلية التي تتعدى المساحة المأهولة فيها خمسة آلاف كيلومتر، وكذلك في محافظات دمياط والسويس وبورسعيد والبحر الأحمر.

كما يوجد مستشفيان للحُميات فيهما 378 سريرا في محافظة القاهرة البالغ سكانها 9.9 مليون نسمة، كذلك وفي محافظة الشرقية البالغ عدد سكانها 7.6 مليون نسمة، وفيهما 127 سريرا، رغم أن المحافظة تضم 15 مركزا إداريا و509 قرى. وهناك مستشفيان في محافظة البحيرة، فيهما 191 سريرا، في محافظة يبلغ عدد سكانها 6.5 مليون نسمة موزعون على 15 مركزا إداريا و479 قرية، وتبلغ مساحتها المأهولة أكثر من سبعة آلاف كيلومتر.

وهكذا يوجد مستشفيان للحُميات في كل من محافظات: أسيوط البالغ عدد سكانها 4.7 مليون شخص، وفي محافظة قنا وفيهما 151 سريرا، وفي محافظة القليوبية وفيهما 200 سرير، وفي محافظة أسوان وفيهما 93 سريرا، وفي محافظة الأقصر وفيهما 25 سريرا فقط.

وكانت محافظة الغربية البالغ عدد سكانها 5.2 مليون شخص أفضل حالا، بوجود ثلاث مستشفيات للحُميات، بينما كانت محافظة المنيا البالغ عدد سكانها 5.9 مليون شخص وتضم عشرة مراكز إدارية و361 قرية؛ أكثر حظا بوجود سبعة مستشفيات، وهو العدد الأعلى بالمحافظات وغير المتكرر في غيرها.

تراجع عدد المستشفيات العامة والمركزية

ربما سيقول البعض: ولكن أقسام الحُميات الموجودة بالمستشفيات العامة والمركزية، والبالغ عددها 67 قسما، تسد النقص العلاجي في المحافظات، لكنه بالقياس إلى عدد تلك المستشفيات البالغ 255 مستشفى، فإن نسبة المستشفيات العامة والمركزية التي فيها أقسام للحميات تصل إلى 26 في المئة فقط، مما يعني عدم وجود قسم للحميات في غالبية تلك المستشفيات العامة والمركزية التي تتنوع أقسامها العلاجية.

الأمر الأهم أنه إذا كان عدد مستشفيات الحُميات في المحافظات قد ظل شبه ثابتا لسنوات طويلة منذ عام 2009، فإن الأمر بالنسبة لعدد المستشفيات العامة والمركزية أكثر تعقيدا، ففي عام 2013 حين كان عدد السكان أقل من 86 مليون نسمة، كان عدد المستشفيات العامة التابعة لوزارة الصحة في المحافظات 61 مستشفى، بينما انخفض هذا العدد في عام 2018، حسب آخر بيانات أعلنها الجهاز المركزى للإحصاء، إلى 58 مستشفى عاما، رغم زيادة السكان خلال العام إلى أكثر من 98 مليون نسمة.

ونفس الأمر للمستشفيات المركزية التابعة لوزارة الصحة والموجودة بمدن مراكز المحافظات، حيث بلغ عددها 202 مستشفى عام 2013، لكن العدد انخفض إلى 197 مستشفى مركزيا عام 2018، رغم ما قيل عن زيادة اعتمادات الصحة في الموازنة، لكن معظمها يذهب لأجور العاملين في قطاع الصحة.

وربما يقول البعض إن العبرة بعدد الأسرة في المستشفيات وليس بعدد المستشفيات وحده، حيث يمكن هدم مستشفى قديم وبناء مستشفى جديد أكبر من حيث عدد الأسرة العلاجية، لكن المفاجأة أن عدد الأسرّة انخفض أيضا في تلك المستشفيات ما بين عامي المقارنة (2013 و2018)، حيث انخفض عدد الأسرّة في المستفيات العامة إلى عشرة آلاف و256 سريرا، مقابل 11 ألفا و280 سريرا. وفي المستشفيات المركزية انخفض عدد الأسرة إلى 16 ألفا و759 سريرا عام 2018، مقابل 18 ألفا و256 سريرا عام 2013.

وتشير بيانات جهاز الإحصاء إلى الحاجة الضرورية للتوسع بمستشفيات الحُميات في المحافظات، ففي الظروف العادية وعدم وجود وباء، بلغ عدد المترددين على القسم الخارجي بمستشفيات الحُميات، عام 2018 نحو 6.1 مليون مريض، إلى جانب بلوغ حالات الدخول لتلك المستشفيات خلال العام 168 ألف مريض.

وفي أقسام الحميات بالمستشفيات العامة والمركزية، بلغ عدد المترددين على العيادات الخارجية والاستقبال 865 ألف مريض خلال نفس العام، بخلاف دخول أكثر من 45 ألف مريض بالأقسام الداخلية فيها، بمتوسط فترة بقاء للمريض 3.2 يوم، وبما يشير إلى الوضع الصعب الحالي الذي تعايشه مستشفيات الحُميات المصرية، بإمكاناتها القليلة أمام تطور عدد الإصابات بفيروس كورونا وانتشارها بأنحاء البلاد.
التعليقات (1)
طير حيران
الإثنين، 06-04-2020 07:45 ص
ديفيد شارل سمحون ( مصر ) يكره أهلها وإسمها وسكانها وقد تم إختياره من تل أفيف لوجود هذه المؤهلات لديه فهو يكره كل ما هو عربي أو مسلم أو متعلم وكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ( ص ) .. يتعامل مع من يحكمهم بمنطق اليهود كما ورد فى القرآن ( ليس علينا فى الأميين سبيل ) أى لا حرج علينا إن نحن سرقنا ونهبنا أموال المسلمين بل يكافئنا الرب على هذا .. فتراه يرسل بمقدرات شعبه الجعان للتبرع لدول لا تستحق هذا التبرع لأنها أكثر منا إبداعا فى العلم والإقتصاد والصناعة وشعبه فى المشافى من أطباء وممرشون أصيبوا من بعضهم البعض ولا يجدون أدنى مقومات الوقاية من العدوى وأين ( مركز الأورام ) الذى هو فندق سبعة نجوم بالنسبة للمستشفات الحكومية ... أراه يبغضهم ويحتقرهم وينظر إليهم بإستهزاء ودونية ومع ذلك يقبلون صوره فى الشوارع خاصة أهل الريف الجربانين ... الله أكبر

خبر عاجل