ملفات وتقارير

تأسيس أحزاب مصرية بالخارج يثير جدلا بين مؤيد ومعارض

مؤيدون للخطوة قالوا إنها نتيجة لإغلاق السيسي للحياة السياسية بمصر- جيتي
مؤيدون للخطوة قالوا إنها نتيجة لإغلاق السيسي للحياة السياسية بمصر- جيتي

أثار إعلان تأسيس أحزاب سياسية مصرية من الخارج حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، فقد قال المؤيدون، إن هذه الخطوة جاءت بعد أن أغلق قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الحياة السياسية بالداخل، أما الرافضون لها فقد استندوا إلى الجانب الإجرائي والقانوني في مرحلة التأسيس، وإمكانية التفاعل والتعاطي بالداخل المصري، باعتبار أن أساس العمل الحزبي هو التحرك بين الجماهير.


لكن الطرفين اتفقا في حديث بعضهم لـ "عربي٢١" على صعوبة العمل السياسي بالداخل في ظل استهداف أي عمل سياسي سواء أفرادا أو مؤسسات وكيانات، حتى لو كانت أحزابا شرعية، وطالبوا بضرورة التعاون بين الداخل والخارج بشكل أو بآخر، في محاولة لتخطي هذه الصعوبات وتوحيد الجهود.


وكان عدد من النشطاء والمعارضين المصريين المقيمين في الخارج، أعلنوا تدشين بعض الأحزاب السياسية بينها "حزب الأمل"، وقالوا إنهم يسعون لتكوين مشروع ثوري جامع يضم تصورا محدد الخطوات من أجل استكمال الثورة.

 

اقرأ أيضا: أيمن نور: لهذه الأسباب نقلنا نشاط حزب "غد الثورة" للخارج

من جهته، أعلن الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي عن تأسيس حزب الشعب الديمقراطي بالخارج، كما أعلن زعيم حزب غد الثورة أيمن نور تجميد الحزب بالداخل ونقل نشاطه للعمل من الخارج.


كيان جامع


وفي هذا السياق أكد عضو اللجنة العليا بحزب غد الثورة عبد الرحمن عاطف، أن خطوة العمل من الخارج اضطروا إليها بعد موت الحياة السياسية بمصر، في ظل نظام السيسي الذي يقمع الجميع ويحاصر الأحزاب حتى تلك التي نشأت في عهده.


وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أنه "كان لابد من خطوة وقرار لاستعادة الحزب وتفعيله حتى لو كان من خارج البلاد، لأنه بهذه الطريقة يمكن خلق مجال من التواصل البناء بين أعضاء الحزب والمصريين سواء بالداخل أو الخارج، وفتح مجالات أوسع للحوار وخلق كيان للمعارضة بالخارج من خلال الحزب خاصة من يتبنون الطرح الليبرالي".


وتابع: "نقل عمل الحزب خارج مصر هو أيضا رسالة للعالم أجمع بموت الحياة السياسية بمصر في عهد السيسي وكشف عورة قائد الانقلاب، الذي يشيع كذبا بأن هناك حياة سياسية وممارسة ديمقراطية، والجميع يعلم أن كل ما يجري من عمل حزبي وانتخابات هو من عمل وتنظيم الأجهزة الأمنية، ولا يوجد أي معيار سياسي لما يجرى، وأن من يحاول أن يعارض حتى بالتزامه بقواعد اللعبة ومن خلال البرلمان كعضو برلماني له حق المراقبة، يتم قمعه وفصله".


الخلاص من النظام المستبد


وحول الأهداف من تأسيس هذه الأحزاب وعملها بالخارج قالت المتحدثة باسم حزب "أمل مصر" الذي أعلن تأسيسه بالخارج نانسي كم، إن أهداف الحزب هي وضع مصر على الطريق الصحيح، ثم بناء دولة مدنية تشاركية ديمقراطية حديثة، والخلاص من النظام المستبد الديكتاتوري الحالي المحتل بالوكالة والتصدي لكل نظام يأتي من بعده يسير على نفس النهج، والتواصل مع الشعب المصري مباشرة دون حواجز، وبناء دولة مدنية حديثة يكون لكل مصري فيها حق المواطنة له حقوق وعليه واجبات.


وأوضحت في تصريحات صحفية أنه خلال أيام، سيعلن مؤسسو الحزب، تفاصيل تدشين الحزب وكيفية الانضمام له بهدف المساهمة في الخلاص من نظام عبد الفتاح السيسي المستبد والفاشي، ومن أجل السعي لبناء دولة مدنية حديثة، حسب تعبيرها.


شو إعلامي لا أكثر


وفي تعليقه على هذه الخطوة قال القيادي بحزب المحافظين وعضو جبهة الإنقاذ سابقا مجدي حمدان، إن هذه الخطوة ما هي إلا مجرد "شو إعلامي"، مؤكدا أن مسألة تأسيس حزب سياسي بالخارج لا يمكن تفعيلها على الأقل بشكل رسمي بطريقة أو بأخرى لأمور تتعلق بالشق القانوني والإجرائي.

 

اقرأ أيضا: نائب عن "حزب النور": البرلمان المصري أفضل من "الكونغرس"

وأوضح حمدان في حديثه لـ "عربي٢١"  أن "هناك أمورا بعيدة عن الجانب الإجرائي والقانوني تتمثل في أعداد الأعضاء المؤسسين وعدد التوكيلات"، مؤكدا أنه من الصعب جمع مائة توكيل بالخارج، ومتسائلا عن رسالة وبرنامج هذا الحزب، الذي سيجد عقبة في التفاعل مع الداخل لأسباب عديدة، سواء عدم وجود ممثلين بين الناس أو تكلفة تفاعل من بالداخل مع هذه الأحزاب.


الداخل هو الأصل

 
من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد الشريف، إنه في ظل إغلاق ميادين السياسة في عهد السيسي، فقد اضطر الكثيرون للعمل السياسي خارج حدود الوطن، في محاولات لكسر الحاجز وممارسة العمل السياسي بهذه الطريقة.


وأضاف: "هذا اجتهاد ومحاولة لا نرفضها، ولكن الواقع يقول إنه في نهاية الأمر عمل إعلامي وإقامة الحجة على نظام السيسي أقرب منه للعمل السياسي".


وأضاف الشريف في حديث لـ "عربي٢١"، أنه ورغم هذه المحاولات والاجتهادات إلا أن العمل السياسي من داخل مصر هو الأفضل، رغم صعوبته البالغة وسط حالة القمع والقهر التي تمارسها السلطة، لأن العمل السياسي في الداخل أكثر جدوى وأكبر نفعا.


وختم بالقول، إن العمل السياسي في الخارج هو مساعد للداخل فقط، ولا يصلح الاعتماد عليه كلية، فالمشروع الحقيقي هو جمهور المصريين على الأرض وهم أداة التغيير وعجلة الإصلاح الحقيقية، لذلك يجب تعاون الداخل مع الخارج لتكوين جبهات موحدة.

التعليقات (1)
على الإخوان بعث حزبهم في الخارج
الأربعاء، 20-01-2021 09:01 م
أكبر حزب شرعي فاز بالانتخابات الحرة في أعقاب ثورة 11 يناير 2011 هو حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان وفاز رئيسه الشهيد محمد مرسي بمنصب الرئاسة. وقد قام انقلاب الخونة المشؤوم بحل هذا الحزب بعد جريمة الانقلاب الفاشي التي ارتكبوها. وكان يُتوقَع من قادة الإخوان بالخارج الحفاظ على هذا الحزب خارج مصر حيث توجد درجة من الحرية، ولكن لم يحدث ذلك. ولهذا فمن المنطقي والضروري قبل إنشاء أحزاب جديدة أن يبعث الإخوان الروح في حزب الحرية والعدالة خارج مصر، وسيكون في ذلك ضربة رمزية للعسكر الخونة المنقلبين.