قضايا وآراء

آفاق ومآلات معركة سيف الأقصى

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600

معركة الضغط والوقت

 

تغير الموازين ومعادلة الصراع برمتها يجبر الجميع على الكف عن مقولة الحرب على غزة؛ لأنها أصبحت حربا حقيقية شاملة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة والحرة منها في غزة، حربا شاملة يستخدم فيها كلا الطرفين كل ما لديه من أسلحة برية وجوية، ومتوقع بين لحظة وأخرى بداية اختبار الحرب البحرية أيضا.

ستمر هذه الحرب بأربع مراحل مرت منها واحدة، وما زالنا حتى فجر الاربعاء/ الخميس (13 أيار/ مايو) نمر في المرحلة الثانية.

المرحلة الاولى: التمهيد للحرب: والتي تضمنت أحداث الاعتداء في ساحات وداخل المسجد الأقصى، ومنطقتي باب العامود والشيخ جراح.

المرحلة الثانية: استكشاف القدرات العسكرية المتبادلة: والتي تستعرض وتراهن فيها المقاومة وإسرائيل على عشرة عوامل:

1- القدرة الصاروخية من حيث الكم والمدى والدقة والقوة التدميرية، والقدرة على الاستمرار، وتجاوز القبة الحديدية وقدرة التكتيك العسكرى للمقاومة على تجاوز التفوق التكنولوجي الكبير لإسرائيل.

2- القدرات المعلوماتية والاستخبارتية للمقاومة في تحديد المناطق والشوارع والمباني الحساسة والفاعلة وتوصيل الرسائل من خلالها.

3- القدرات الدفاعية للمقاومة في صد أو تعطيل أو تكبيد خسائر كبيرة للتقدم البري المحتمل لإسرائيل، وهذا اختبار يترقبه العالم أجمع، حيث ستبنى عليه حسابات جديدة في الصراع ربما تتجاوز الحسابات الاستراتجية إلى الجيوستراتجية للمنطقة بأسرها.

4- القدرات الهجومية للمقاومة في اختراق الحواجز الخرسانية العميقة، والعسكرية العلوية المختلفة لدخول مجموعات برية للمقاومة والقيام بعمليات داخل الأرض المحتلة.

5- مدى تطور القدرات العسكرية للمقاومة داخل الأرض المحتلة في الضفة والقدس كمّا وكيفا وتكتيكا، وهذا ما لم يتم تشغيله واختباره حتى الآن وما زال العالم يترقبه.

6- قدرة المقاومة على توحيد وحشد الشعب الفلسطيني واستمرار دعمه واحتضانه لخيار المقاومة ودفع فاتورته لأكثر من شهرين، مدة آخر حرب، أو تجاوزها.

7- قدرة المقاومة على توحيد وحشد كافة الفصائل الفلسطينة تحت خيار المقاومة، بما فيها السلطة الفلسطينة.

8- تختبر المقاومة قدرة إسرائيل على استيعاب الضربات الصاروخية وما حققته من إرباك للقيادة العسكرية والسياسية وشلل تام للحياة المدنية، بما فيها الوقف الجزئي وربما الكامل لأهم المطارات وقطع التواصل مع العالم الخارجي، وهو قابل للتمدد لمناطق ومطارات أخرى.

9- اختبار الخسائر البشرية، وقدرة الحكومة الصهيونية على إقناع المعارضة والشعب الغاضب على الاستمرار في الحرب.

10- اختبار ردة الفعل الانتقامية الغاضبة للكيان الصهيوني في استهداف حقيبة أهداف مدنية تثير السخط والغضب وتحرك العالم ضده.

في سياق حسابات هذه العناصر نتوقع للحرب أن تمتد لما يقارب الأسبوعين، خاصة مع قوة وفاعلية الرشقات الصاروخية، لا سيم إذا ما امتدت لمدن ومناطق أخرى تثير من غضب شرائح جغرافية جديدة داخل الكيان.

المرحلة الثالثة: الضغط الشديد: والتي ستقدم فيه إسرائيل أقصى ما لديها من استهداف للمنشآت، والبنية التحتية للمقاومة وللحياة في غزة، ولقيادات وعناصر المقاومة، والتي ربما تصل فيها الخسائر البشرية إلى مئات بل قد تتجاوز الألف.

المرحلة الرابعة: وقف الحرب: بدعوة أحد الطرفين الذي لم يتمكن من تحمل تبعات الحرب ودعوته للوسطاء الدوليين للتدخل لوقف الحرب، والتي سيكون فيه الكيان أشد عصبية وأقوى تدميرا وخرابا. معنى ذلك أن توقعاتنا للحرب أنها لن تتجاوز هذه المرة شهرا بخلاف المدة للحرب السابقة التي امتدت لما يقارب الشهرين.

النتائج المتوقعة: والتي يمكن توقعها عبر هذه المعطيات:

أولا: حسابات الوقت: تحول الوقت الآن لصالح المقاومة لامتلاكها القدرة الطويلة على رشقات الصواريخ التي لن يستطيع الإسرائيليون تحملها، وربما خرجوا سريعا للمطالبة بوقف القتال بل وذهاب الحكومة الحالية، في حين أن قدرات المقاومة الصاروخية ممتدة، والقدرات النفسية لشعب غزة ممتدة لأكثر مما تعودت عليه من قبل، كما أن دعم الضفة والقدس والشوارع العربية تعزز من صمودها.

ثانيا: حسابات القوة النيرانية وفاعليتها: تؤكد تفوقا نوعيا لفاعلية القوة النيرانية والتدميرية للمقاومة، بالرغم من محدوديتها مقارنة بالقوة النيرانية والتدميرية لإسرائيل.

ثالثا: الوحدة والاحتشاد السياسي والشعبي الداخلي: تظهر تفوقا كبيرا للمقاومة في الحشد الشعبي الداخلي الجارف، بالإضافة الى إجبار السلطة على السير في نفس المسار حتى تحافظ على ما تبقى لها من رصيد شعبي.

1
التعليقات (1)
بخدة المصطفى من المغرب
الأحد، 23-05-2021 11:06 م
ما ورد في تحليل الأستاذ ابراهيم الديب لامس نسبيا حقائق الواقع في حرب سيف القدس ومالاتها رغم لا مجال للمقارنة بين المحتل الصهيوني والمقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بالامكانات والاجهزة الحربية لكن ليست القوة وحدها الفاصلة في الحرب بعدما راى العالم تفوق الذكاء الحربي الفلسطيني على الترسانة الحربية الصهيونية والدعم السياسي والحربي الغربي مما دفع التوحش الصهيوني بهدم البيوت على رؤوس المدنيين وقتل الاطفال والنساء والشيوخ والمعوقين فهذا فشل ذريع وجريمة حرب شاهدها الجميع بالمقابل المقاومة نفذت خططها بذكاء كبير ما اوصلها لهذه النتيجة المرحلية الباهرة والمتميزة فوحدت بذلك الشعب الفلسطيني كله على اختيار نهج المقاومة بدل الانجرار نحو المفاوضات التافهة والعبثية من طرف السلطة التي لازالت في سباتها العميق ولم تحبذ انتصار المقاومة ولم تحتفل بذلك خائفة من استقطاب المقاومة لاغلبية الشعب الفلسطيني بعد انتصارها الاخير. ولم ترد السلطة استثمار مكاسب النصر و انتهاز ذلك لتوحيد الجهود الفلسطيني لمواجهة الاحتلال.