فنون منوعة

جدل بعد حديث مخرج بـ"الجونة" عن إدراج مشاهد جنسية بأفلامه

الباجوري: من لم تعجبه أفلامي لا يشاهدها- مواقع مصرية
الباجوري: من لم تعجبه أفلامي لا يشاهدها- مواقع مصرية

قال المخرج المصري هادي الباجوري خلال ندوة عرض فيلمه قمر 14 في مهرجان "الجونة" السينمائي، إنه "ضد السينما النظيفة".

 

مضيفا: "لقد وصلنا لمرحلة أن يصفق الجمهور أمس عندما ظهرت قبلة في نهاية الفيلم، دي حاجة وحشة ونحن وصلنا لمرحلة وحشة جدا، في الحب أنت من حقك تبوس من تحب".

 

وأشار إلى أنه "حاليا يواجه مشكلة كبيرة مع معظم الممثلات اللواتي أصبحن يرفضن نوعية معينة من الأدوار، مثل أدوار الراقصات أو فتيات الليل، وكذلك مع ممثلين يرفضون أداء أدوار الشذوذ، بالمقابل لا يوجد لدي مانع أن أنفذ مشهدا جنسيا يخدم سياق الدراما في أي عمل أقدمه".

 

 


وردا على حديث الصحفيين بأن تصريحاته ستتسبب في الهجوم عليه في السوشال ميديا، قال: "اللي مش عاجبه أفلامي ميتفرجش عليها، أنا مش عايزك تتفرج على فيلمي لأن عقليتك ما تستهلش أنك تتفرج على فيلمي، فخليك في الجحر الي انت قاعد فيه ومتجيش السينما وخلي ناس تانية تيجي السينما، وأنا مش فارقة معايا".

 

 


وجاءت تصريحات الباجوري التي أثارت الجدل بعد أيام من انسحاب عدد من الممثلين من عرض فيلم ريش، والذين أرجعوا انسحابهم لرفضهم فكرة الفيلم معتبرين أنه لا يمثل "حقيقة مصر" وأنه يشوه صورة البلد.


وأثارت تصريحات المخرج والممثلين المنسحبين من قبله تساؤلات حول ما إذا كان هؤلاء الممثلون يمثلون الدراما المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام، بمعنى هل أصبحت الدراما العربية تركز على العري والمشاهد الجنسية وترفض عرض الواقع أم لا، ولماذا؟

 

أكد المخرج والناقد الفني حسام الغمري، على أنه "حاليا هناك حالة انقلاب في كل شيء بمصر بكل أسف، فهناك مجموعة مختطفة للدولة المصرية وتعمل على تغريب المجتمع، وهذا الأمر ليس بجديد، فقد تكرر سابقا، فلو عدنا للتاريخ فقد اعترف أحد العاملين في الرقابة في كتاب له بأن عبد الناصر أعطى أوامر مباشرة بزيادة جرعة الجنس والمخدرات في السينما المصرية بعد النكسة".

وتابع الغمري خلال حديثه لـ"عربي21": "رأينا نتيجة هذه الأوامر عندما قام عبد الحليم حافظ الذي غنى يا أهلا بالمعارك، بالمشاركة في فيلم أبي فوق الشجرة، الذي كان فيه عدد مذهل وغير مسبوق في السينما من القبلات، كذلك كان هناك عدة أفلام في فترة ما بعد حرب 67 تجعلنا نصدق هذا الرقيب الذي صرح بهذا التصريح في مذكراته بالتالي هذا جزء من الإلهاء".

وأشار إلى أن "انتشار مشاهد العري والإيحاءات الجنسية لا يقتصر فقط على الدراما المصرية، بل انتقل أيضا إلى الدراما السورية"، مضيفا: "لاحظنا كيف فوجئ السوريون والعرب بأن الدراما السورية للأسف بعد أن صنعت أعمالا تاريخية رائعة مثل صقر قريش وهولاكو وغيرها، أصبحت تحتوي على مشاهد عري وانفلات أخلاقي".

وأرجع "انتشار ظاهرة العري والإيحاءات الجنسية في الدراما إلى أن الأنظمة العسكرية في لحظات تاريخية معينة تظن أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه هو الشباب وحماسهم، لذلك تتعمد الإلهاء عبر زيادة جرعة الجنس والأغاني الهابطة والمخدرات في الدراما والفن بشكل عام".

وحول دور الفنانين الداعمين لـ"السينما النظيفة" في محاربة هذه الظاهرة، قال الغمري: "تردي الفن مرتبط دائما بتردي الأوضاع السياسية، وحينما نتكلم عن الفن لا نقصد فقط السينما، بل الفن بصفة عامة، ومع انتباه ويقظة الشعوب يتغير هذا في لحظة".


وأردف: "مثال على ذلك في فترة الاحتلال الإنجليزي بعد وفاة مصطفى كامل كانت الأغاني في مصر تميل إلى الإسفاف وفيها إيحاءات جنسية كثيرة جدا، ولكن حينما قامت ثورة 19 تغير كل شيء في لحظة، وبدأت تنتشر أغاني هادفة، وظهر بعدها ملحنون وكتاب جيدون يستقطبون أصواتا مثل أم كلثوم وغيرها ليقوموا بغناء القصائد، لذلك في حال تغير النظام ستعود الحالة السينمائية إلى الدراما الهادفة، فالخبرات التاريخية تخبرنا بذلك".


وردا على حجة الباجوري وغيره من المخرجين بأن الضرورة الدرامية تجبرهم على وضع قبلات وإيحاءات جنسية ضمن العمل الدرامي قال الغمري: "كلام غير صحيح، هم فقط يداعبون شباك التذاكر وهذا الأمر تجارة رخيصة، وإلا كيف تعمل الإذاعة، فالدراما الإذاعية كان لها السبق وشهرة كبيرة، برغم أن المشاهد لا يرى العمل الفني، بل يسمعه".

من جهته نفى الممثل المصري هشام عبد الله أن تكون القبلات والإيحاءات الجنسية ضرورة درامية.

 

مضيفا: "يمكن الإيحاء بالصورة، ولكن ليس بالضرورة الإيحاء بالفعل، بمعنى يمكن أن يكون هناك تلميح للأمر دون تصوير المشهد الجنسي أو العري بشكل صارخ".

وأشار عبد الله خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "خلال مشاركته بفيلم نور العيون مع الفنانة فيفي عبده رفض فكرة القبلة، ورغم مكانة مخرج الفيلم الكبيرة حسين كمال إلا أنه لم يفرض عليه هذا الأمر".

 
وأكمل: "بالتالي عرض مشهد جنسي أو فيه التعري ليس ضرورة درامية، وهو في نفس الوقت إخلال بالناحية الأخلاقية، فالمفروض أن السينما شيء يؤثر في الوجدان ونوع من تربية وجدان المشاهد".

وكان الباجوري قد قال بأن الجمهور صفق حينما شاهد القبلة في فيلمه قمر 14، موحيا بأن تصفيق الجمهور موافقة منه على القبلة وتعبير عن رغبته بوجودها في العمل الدرامي.

إلا أن عبد الله اعتبر بأن "هذا كلام فارغ"، مضيفا: "هذا فقط في السينما الخاصة بهم، سينما الأجهزة الأمنية، وهدفهم من هذا الكلام المشاركة بهدم المجتمع، وحتى يتحقق هدم المجتمع هم يهدمون أخلاقه".

 

وأضاف: "أنا واحد من الناس الذين تربوا على يد الفنان فريد شوقي، والذي كان يقول بأن الفنان إذا اتسم بسمة الأخلاق لا بد أن يحرز تقدما، بالتالي أنت كممثل حينما تشاهدك أسرتك إضافة للجمهور هل تقبل أن تفعل ذلك أمام أبنائك؟".


وأكمل: "لو ظهرت امرأة عارية تماما سوف يصفق لها الجمهور، بالتالي هو يريد القول بأننا نقدم عملا نظيفا ومقبولا من الجمهور، ولكن أين هي النظافة خلال السنوات الأخيرة، سنوات تحكم الدولة في السينما والتوجه الإعلامي، ونتيجة هذا التحكم لا نرى إلا أفلاما تدعو للبلطجة والفسق والعري والرذيلة".

 

التعليقات (3)
الى الزبالة هادي الباجوري
الجمعة، 22-10-2021 04:38 ص
وكما قال د. يحي القزاز : " انت ديوث فى عهد ديوث ".
احمد
الخميس، 21-10-2021 10:46 م
كلام الأستاذ حسام الغمري كلام صحيح كلام فنان حقيقي يعي معنى الفن الاصيل والدليل انه بعد ثورة 25 يناير سمعنا الاغاني الوطنية القديمة لام كلثوم وعبد الوهاب وغيرهما. اما الاستاذ المحترم هشام عبدالله الذي بين الفرق بين فنان. هابط يجري وراء شهوته من خلال تقديم اعمال منافية للآداب ويحاكم عليها القانون وبين فنان يرتقي بمسؤولية ورسالة الفن الحقيقي الذي يجب ان يتذوقه الجمهور. اما عن المخرج الهايل الباحث عن الفوضى الجنسية تمنيت عليه ان يخرج لنا فيلم بطولة زوجته او اخته او امه او بنته ولا عزاء لرقابة المصنفات الفنية.
عبدالله المصري
الخميس، 21-10-2021 07:17 م
لا تتعجبوا فان ماقيا السيسي مليئة بالقوادين