صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: دعم وراثة الشيخ لعباس "مغامرة كالمقامرة"

خوجي: عمل الشيخ مندوبا للسلطة لإجراء الاتصالات مع تل أبيب منحه خبرة كبيرة وألفة مع القيادة الإسرائيلية- تويتر
خوجي: عمل الشيخ مندوبا للسلطة لإجراء الاتصالات مع تل أبيب منحه خبرة كبيرة وألفة مع القيادة الإسرائيلية- تويتر

تزايد الانشغال الإسرائيلي بتطورات الساحة الفلسطينية الداخلية، خاصة على صعيد وراثة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مع تقدم عمره، وتضاعف المشاكل الصحية التي يعانيها، وبروز جملة من الأسماء المرشحة لخلافته، وظهور العامل الإسرائيلي كمرجح لأي منهم في سباق الرئاسة المحتمل قريبا.

في هذه الأثناء زاد التركيز الإسرائيلي مؤخرا على شخصية حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ووزير الشؤون المدنية، الذي رشحته الحركة مؤخرا لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفا لصائب عريقات، وقد سبق له أن زار في الفترة الأخيرة كلا من وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، والخارجية يائير لابيد، ما قد يجعل منه وفق التوصيف الإسرائيلي الرئيس الفلسطيني القادم، لأنه يتحرك إلى مركز الصدارة على مرأى ومسمع تل أبيب.

جاكي خوجي المستشرق الإسرائيلي ذكر في مقال بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" أن "لقاء الشيخ مع لابيد شهد أجواء ودية، ولعل عمله في وزارة الشؤون المدنية، ومندوبا للسلطة الفلسطينية لإجراء الاتصالات مع تل أبيب في المجال المدني، منحه خبرة كبيرة وألفة مع القيادة الإسرائيلية، فهو يتحدث العبرية بطلاقة، ولديه معرفة جيدة بالضباط الإسرائيليين من ذوي الرتب العالية، ويعرف تفاصيل الساحة الداخلية في إسرائيل وسياستها في الآونة الأخيرة".

وأضاف أن "الشيخ حظي بتقريب أبي مازن له، ووضعه في الجزء العلوي من القيادة، وبات واحدا من اثنين من أهم مساعديه، ومن وجهة النظر الإسرائيلية فإن الشيخ يظهر مواقف سياسية معتدلة، لكنه يكره حرة حماس، ويعتقد أن المفاوضات مع تل أبيب قد تكسب الفلسطينيين أكثر من العنف".

يربط الإسرائيليون ما يحصل اليوم مع حسين الشيخ في الساحة الفلسطينية، على مرأى ومسمع الولايات المتحدة وإسرائيل، مع ما حصل من فشل أمريكي بتصعيد شخصية أحمد الجلبي المعارض الأبرز لصدام حسين في العراق، رغم افتقاره لدعم الشارع العراقي في حينه، وقد تكرر الأمر مع تل أبيب حين اعتقدت واثقة بأن جمال مبارك سيكون وريث والده في مصر، لكن تبين لاحقا أنها مخطئة، لأنها تجاهلت التغييرات الجارية في المجتمع المصري، ما يعطي انطباعا بأن المراهنة على الشيخ في الملف الفلسطيني تشبه مغامرة إسرائيلية أمريكية تصل حد المقامرة!

لا ينكر الإسرائيليون أن الشيخ تحيط به العديد من الشبهات في ملفات عديدة، والجمهور الفلسطيني يعرف جيدا هذه القضايا الحساسة، ومن الصعب لهم استقباله في تصدر قيادة السلطة الفلسطينية، فهو لا يحظى بشعبية بينهم، كونه يحوز نظرة متغطرسة تجاه الشارع الفلسطيني، وهو ما يحصل مع العديد من رموز السلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد إعلان عباس عن تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، خشية فوز "حماس" فيها، رغم أنه قدم حججا غير مقنعة للتأجيل.

في الوقت ذاته، تدرك المحافل الإسرائيلية في ضوء اختراقها للمنظمة الفلسطينية الرسمية أن الشيخ قريب جدا من عباس، وهو من القلائل الذين يهمسون في أذنه، لكنه في الوقت ذاته يفتقر للكاريزما الشخصية، ولا يتمتع بنموذج الزعيم الشعبي، ولا يحوز على تأييد الرأي العام الفلسطيني. ورغم كل هذا، فقد بات اليوم العنوان رقم واحد لإسرائيل، وربما ان أكثر قربا من رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج.

على كل حال، فإنها تواصل الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية انخراطها في لعبة من سيرث عباس في حال غيابه في أي لحظة، سواء كان زعيما واحدا، أو مجموعة صغيرة من القادة الذين سيوزعون السلطات والصلاحيات بينهم، مع وجود حماس تترقب هذه التطورات، وتنتظر اللحظة الكامنة والمناسبة، وتواصل الاستعداد لها، والنتيجة أن هذه الحالة الفلسطينية ستسفر عن وضع من عدم اليقين في تل أبيب، التي تتحضر لتطبيق مخططاتها في اليوم التالي لغياب أبي مازن.

 

1
التعليقات (1)
كريم .. فلسطين
السبت، 29-01-2022 09:59 ص
حسين الشيخ وأعوانه قريبا الى مزابل التاريخ وستقضي عليهم المقاومة في اي لحظة ....