كتب

الصوفيّة في السنغال.. هل ترتبط بحركة التجديد العربي؟ (1من2)

كيف أسهم التصوف في السنغال في صناعة ثقافة روحيّة مقاومة تصدّت للاستعمار؟
كيف أسهم التصوف في السنغال في صناعة ثقافة روحيّة مقاومة تصدّت للاستعمار؟

الكتاب: "جهود الشّيخ أحمد التجاني سه في الدّعوة والإصلاح"

المؤلّف: بابا عرفان آدم صار
الناشر: مجمّع الأطرش للكتاب المختصّ
الطبعة الأولى: 2022
عدد صفحات الكتاب: 176


لئن تصدّرت المسألة السياسية قضايا الفكر الإصلاحي على امتداد القرن التاسع عشر الميلادي، فإن القضايا المجتمعيّة وقضايا تجديد الخطاب الدّيني هي التي وسمت مواضيع الإصلاح منذ القرن الفائت. وفيما يؤكّد الباحث المغربي الدكتور محمّد همّام الاهتمام البالغ الذي حظيت به مدارس تجديد الخطاب الدّيني مشرقا ومغربا والتفاعل الكبير فيما بينها، فإنّ محاولات رجال الدّعوة والإصلاح جنوب الصحراء الأفريقية لم تحظ بالقدر الكافي من الدّراسة والنقد.

التفاعل بين مدارس التجديد في الفكر الإسلامي في المشرق والمغرب يؤكده تفاعل المدرسة الإصلاحية التقليدية في المغرب ورموزها، من علال الفاسي إلى طه عبد الرحمن، مرورا بمحمد عابد الجابري مع تجربة الشيخ محمد الطّاهر بن عاشور في تونس، وبنفس الأهمية كان تفاعل مدرسة الشّام في التجديد، على وجه الخصوص محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله، مع فكر الجابري وكتاباته.


ولأنّ التفاعل بين مدارس التجديد في العالم الإسلامي والانفتاح عليها ساهم في تحرير العقل العربي من سجون التاريخ والمذهبية، على حدّ تعبير محمد همّام، فإنّ الدّفع بالخطاب النقدي والفكري إلى أقصاه، بغية الاستثمار الأمثل للدين الإسلامي وتحويل طاقاته الروحية إلى ذخيرة تنموية إنسانية، يدفع الباحث والقارئ حدّ السّواء إلى النبش في أتون المدوّنة الصوفية وتراثها اللاّمادّي، على وجه الخصوص جنوب الصحراء، إثراء للمكتبة الأكاديمية التي ظلّت شحيحة خاصّة فيما يتعلّق بفترة ما بعد الاستعمار الفرنسي.

ولأن الشيخ أحمد التجاني سه عُدّ دعامة مُهمّة من دعائم نشر الثقافة الإسلاميّة والعربيّة في أوساط المجتمع السنغالية، فإنّه كان من الأهميّة بمكان الحفر في تجربته الدعوية والإصلاحية، رغبة في كنه أفكاره ودلالتها والكشف عن مدى أهمّيتها الرّاهنة من أجل تجذير مفهوم التّجديد الدّيني. كما إن الوقوف على إسهاماته المادّية والعلميّة والتربويّة والسياسيّة، وإعادة قراءة تجربته الدّعويّة الإصلاحيّة، طالما مثّل مطلبا بحثيّا مهمّا ومتقدّما داخل السنغال وخارجه.

في هذا الإطار يتنزّل كتاب "جهود الشّيخ أحمد التجاني سه في الدّعوة والإصلاح" للكاتب "بابا عرفان آدم صار"، الباحث في معهد الحضارة الإسلامية بجامعة الزيتونة التونسية، الذي تقصّى الجهود الدّعوية والإصلاحية للشيخ أحمد التجاني سه المكتوم، بوصفه عنوانا بارزا للحفاظ على الهويّة السنغاليّة في أوج الصحوة الإسلامية بجنوب الصحراء والساحل. ثمّ تعدّاها إلى مستوى دراسة الفكر الدّعوي الإصلاحي في السنغال بشكل عام.

هل أحمد التجاني مصلح مثل عبده وابن عاشور؟ 

دراسة قضايا التجديد الديني والإصلاح الديني، ميسم النصف الأوّل من القرن العشرين، في دول الساحل وجنوب الصحراء، يجرّنا في مستوى أوّل، إلى ربط التجربة الدعوية والإصلاحية للشيخ أحمد التجاني سه بالجهود الإصلاحية لرموز الإصلاح والتجديد الديني في المشرق والمغرب نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأوّل من القرن العشرين ومقارنتها بها. وفي مستوى ثان، إلى تجسيد سيرورة التجديد الدّيني من خلال قراءة أشمل للتجربة الإصلاحيّة في السينغال على امتداد القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين وما إذا كانت تجربة الشيخ أحمد التجاني سه الدّعوية، تجربة صوفيّة منغلقة ولا تتجاوز جغرافيا السنغال، أم تراها انفتحت على تجربة الإصلاح في العالم الإسلامي؟ ثمّ ما علاقة هذه التجربة الصوفية بما سواها من حراك فكري وثقافي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ميلاديّة؟

فكرة الكتاب

يحفر الكتاب في شخصيّة من الشخصيّات العلمية والاصلاحية السينغالية البارزة في عالم التصوّف والإصلاح في القرن الفارط وهو الشيخ أحمد التجاني سه المكتوم (1925م-2017م)، الخليفة الخامس للطريقة التجانيّة بالسنغال وذلك "استقصاء لجهوده الإصلاحيّة والدّعويّة من خلال دراسة فكره وأشعاره وأعماله التي سخّرها في مواجهة المستعمر الفرنسي وترسيخ مشاعر المحبّة والقرب من الإرث النبوي". ويكتسي الكتاب أهميّة بالغة من حيث وقوفه على الجهود الإصلاحيّة في مواجهة الكولونياليّة الزاحفة على العمق الإفريقي من أجل نهب ثرواته وسلخ الثقافات المحليّة، وإنّه من الضّروري امتلاك الوعي بخطورة الجرائم العنصريّة التي مورست باسم الحداثة وحقوق الإنسان"، يقول الدكتور جمال بوعجاجة، الأستاذ بمعهد الحضارة الإسلامية بجامعة الزيتونة مقدّم كتاب "جهود الشّيخ أحمد التجاني سه في الدّعوة والإصلاح".

وفضلا عن كشفه عن الجهود الدعويّة للشيخ أحمد التجاني وما يمثله ذلك من أهميّة بالغة على مستوى "تجذير مفهوم التجديد الدّيني والسياسي من خلال دراسة نصوصه وأشعاره وأعماله التي سخّرها في مواجهة المستعمر الفرنسي للتأكيد على الذّات الوطنيّة السنغاليّة وتجذير الوعي الوطني داخل حدود الممكن من جهة أخرى"، فإنّ كتاب "جهود الشّيخ أحمد التجاني سه في الدّعوة والإصلاح" يستمدّ سبقه المعرفي من حيث تناوله الأكاديمي لمرحلة في أعلى درجة من الأهميّة العقليّة والحضاريّة من تاريخ السنغال الحديث.

هدف الكتاب

إنّ دراسة جهود الشّيخ أحمد التجاني سه في الدّعوة والإصلاح تتيح توسيم تلك الإسهامات المقدّرة التي قام بها الشيخ في المسارين الدّعوي والإصلاحي، في سبيل نشر تعاليم الدّين الإسلامي وإيصالها إلى النّاس بالوسائل والطرق النافعة والمشروعة بعيدا عن الغلوّ والتعصّب.

من جهة أخرى يتيح البحث المذكور إبراز مواقف الشيخ أحمد التجاني سه من الفكر الصّوفي السّائد وقدرته على توظيفه لشعره وأدبه في فكره الدّعوي الإصلاحي، وكشف ما في هذا الشعر من قيم إنسانيّة، وإثبات ثرائه بالموضوعات الاجتماعيّة والحضاريّة المتنوّعة.

بنية الكتاب

بالإضافة إلى المقدّمة التي احتوت الإطار النظري للبحث ومبررات الاشتغال على تجربة الشيخ أحمد التجاني الدعوية والإصلاحيّة ونقد أهمّ المصادر والدراسات السابقة، فقد بنى الكاتب "بابا عرفان آدم صار" كتابه: "جهود الشّيخ أحمد التجاني سه في الدّعوة والإصلاح" على ثلاثة فصول رئيسية، يحتوي كل واحد منها على خاتمة مستقلّة. يتناول الفصل الأوّل منها، والذي جاء تحت عنوان: "الفكر الإصلاحي في السينغال خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ميلاديين"، السياق التاريخي للفكر الإصلاحي بدءا من العالم الإسلامي ككل، مرورا بالغرب الإفريقي، ووصولا إلى السينغال. كما أتى ذات الفصل على تمركز الاستعمار الفرنسي بالغرب الإفريقي، السينغال على وجه الخصوص، من حيث الكيفيّة والأهداف وانعكاسات سياسته على المجتمع. إضافة إلى دواعي الإصلاح في السينغال، بما في ذلك الظروف الاجتماعيّة للبلاد وأحوالها الدّينيّة. 

كما لم يغفل الفصل الأوّل الحديث عن الحركات الإصلاحيّة في غرب إفريقيا في فترة الاستعمار الفرنسي، وذلك من خلال تطرق الكاتب إلى المقاومة الإسلاميّة للاستعمار الفرنسي وفق نموذجين هما: مقاومة مسلّحة بقيادة الحاج عمر الفوتي تال، ومقاومة سلميّة بالحركة الفكريّة بزعامة الحاج مالك سه. كذلك تطرّق الكاتب في هذا الفصل الأوّل إلى خصائص الإسلام في السينغال، بما حواه من ظاهرة التشيّخ في المجتمع والإسلام الصوفي الطرقي في البلاد. ليخلص إلى الحديث عن التيارات الفكريّة والإصلاحيّة في السينغال. وهي أساسا التيار العلماني والتيار المسيحي والتيار السلفي والصوفي الإسلامي.

ويتناول الفصل الثاني، الذي جاء بعنوان: "أسس الفكر الدّعوي عند الشّيخ أحمد التجاني سه"، التجربة الدّعويّة من حيثيّات مختلفة كالبحث في أسس الدعوة وأركانها ثم أساليب الشيخ فيها ووسائله. أمّا الفصل الثالث الذي يحمل عنوان "مقوّمات الفكر الإصلاحي عند الشيخ أحمد التجاني سه" فقد تناول فيه الكاتب فلسفة الشيخ الإصلاحيّة من خلال "الوقوف على نزعته الإصلاحيّة في تجربة شعره القومي الوطني وعرض رؤيته الفلسفيّة في المجال الأخلاقي، بالإضافة إلى فلسفته في الحياة". أما الخاتمة العامّة فقد لخّص فيها الكاتب أهمّ نتائج البحث في الفكر الإصلاحي للشيخ أحمد التجاني وتوصياته. 

إفريقيا الصحراء والساحل خزّان روحي وتراث فقهي

على عكس الصورة النمطيّة التي يتمّ تسويقها، يرفع الكتاب الغشاوة عن حقيقة بحثية يفصح عنها الدكتور جمال بوعجاجة، مفادها "إنّ أفريقيا الصحراء والساحل ليست ساحة للرقص الفلكلوري، ولا هي مخازن للنهب العسكري، بل هي خزّان روحي يوقد جذوات الوجد بالإرث النبوي ويحافظ على اللغة العربية والتراث الفقهي والفكري بحكم الفطرة والإيمان".

بناء على ذلك، فقد ارتكز بحث الكاتب على تبيان الجهود المبذولة، سياحة بين الأدب والفقه والدّعوة والفكر، فكان الاشتغال على نواح عدّة من شخصيّة الشيخ الدّاعية أحمد التجاني سه، الداعية المصلح من جهة نصوصه وتوقفا عند منهجه وأسلوبه وأفكاره وجهوده الاصلاحيّة ثمّ البحث في المخاطب المدعو في مستوى حاجاته وانتظاراته وآفاقه الرّوحيّة والماديّة. كما لم يغفل الكتاب دراسة الخطاب الإصلاحي في عمقه الصوفي والفكري والاجتماعي.

الحركة الصوفيّة في السنغال وصناعة ثقافة المقاومة

بعيدا عن التسليم بالصورة النمطيّة، التي تختزل الصوفية الإسلامية في دول الساحل وجنوب الصحراء الإفريقية على أنّها طقوس وأحيانا فولكلور ليس إلاّ، يكون من الأهمية بمكان الحفر في البعد الحضاري المغيّب عن الإسلام في السنغال وتشخيص الأثر السلبي الذي ترتّب عن تفاعلاته المجتمعية والثقافيّة مع البيئة المحليّة من جهة، ومع الحضارة الغربيّة من جهة ثانية. بحث في الدّور الحضاري المغيّب يتيح الانزياح عن دور التابع الناقل لرؤى الاستعمار والمسوّق لها، عن وعي أو بدونه، والذهاب بعيدا في صناعة وعي بديل يقطع مع الذهنيّة الاستعماريّة التي تصم التديّن الشعبي بجنوب الصحراء الكبرى بـ"الإسلام الأسود"، ولا تدّخر جهدا في سلب قوته المادّية والمعنويّة وتذهب عنه روح الجهاد والتغيير.


بالرّغم ممّا سبق ذكره من العراقيل، فإنّ تشكّل الحركة الصّوفية في السنغال ضمن تيّار الدّعوة والإصلاح قد ساهم في "صناعة ثقافة روحيّة مقاومة تصدّت للاستعمار وجعلت من التصوّف عنوانا لهويّتها ووجودها، على سبيل التحرر من الفرنكوفونية الغازية بمقوّماتها العلمانيّة ومفرداتها الغربيّة المسيحيّة". 


التعليقات (5)
لمن أبه سار
الإثنين، 20-06-2022 11:01 ص
إن القلم والشطور ليعجز الوصف والحديث عن مهمة هذه وندعوا الله أن يحفظكم ويرعاكم
بابا عرفان آدم سار
الأحد، 19-06-2022 06:42 م
شكرا لكم على هذه السياحة الفكرية لمضمون الكتاب، كل التقدير لشخصكم الكريم.
محمود
الأحد، 19-06-2022 01:09 م
عمالة التجانية لأعداء الإسلام والمسلمين الذل واضح على أهل البدع عموما وعلى الرافضة والصوفية على وجه الخصوص, وللطرق الصوفية نصيب وافر في محاولة إذلال المسلمين وإذلال أنفسهم, ومن خلال هذه المذلة التي يتمتع بها أهل التصوف, تحولوا إلى عصا في يد المستعمر لا تعصاه, وأداة طيعة لا تقاومه, والكلام في أمر رجال الطرق الصوفية ومناصرتهم في كل زمن لأعداء الدين والمسلمين من المستعمرين في أقطار الأرض عامة, وشمال إفريقيا خاصة مما يحتاج إلى مؤلفات, ونحن: ندرك خطر كثير من رجال الطرق الصوفية على البلاد, فإنهم لا يتقاعسون عن تعاونهم مع الاستعمار إذا ضمنت مصالحهم المادية الخاصة, وهم علاوة على فهمهم فإنهم مستسلمون دائما للعدو, فلا يحركون ساكنا , وموالاة الصوفية للكفار أكثر من أن تذكر, فهم أدلاء على عورات المسلمين لحساب الكافر المعتدي, وجواسيس لهم, ومودتهم للكافر وموالاتهم ومعونتهم ودعمهم الحسي والمعنوي له لا تخفى على ذي عينين, وقد تكاثر الصوفيون بين يدي المشركين التتار المحتلين لبلاد المسلمين وأعلنوا الارتداد من الإسلام, وقد عللوا فعلهم الخبيث هذا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم به لأن المسلمين قد عصوا الله تعالى فلا خير فيهم, وقد عملت التجانية في خدمة المستعمر الفرنسي, ففي خطاب تلي باسم شيخ الطريقة محمد الكبير في الجزائر سنة 1350هـ, سمى فيه أعداء فرنسا من المجاهدين السنة بالأراذل والأوباش الذين ينكرون الجميل, وقال عن فرنسا: إنها حملت عنا ما يثقل كواهلنا من أعباء الملك والسيادة, وحملت الأمن والثروة والرخاء والسعادة, ثم يفتخر بأن جده قد امتنع أن يقبل ألد أعداء فرنسا, ويعني به كبير المجاهدين في المغرب, ثم عدد أعمال أهل طريقته في سبيل خدمة فرنسا فقال: في سنة 1864م, أعنا فرنسا على احتلال مدينة بسكرة, وفي سنة 1870م, تزوج شيخ الطريقة بنصرانية كا ثوليكية هي مدام أورلي, وكان كما يقول أول مسلم جزائري يتزوج بأجنبية, وقد تزوجها على يد الكاردينال لا فيجري وعلى حسب الطقوس النصرانية, ثم خلفه أخوه عليها بعد وفاته, لهذا لقبت عند التجانيين بزوجة السيدين, وقد منحتها فرنسا وسام الشرف لأنها أدارت الطريقة التجانية كما تحب فرنسا وتهوى, وفي سنة 1894م, كتب شيخ الطريقة رسائل إلى أتباعه بالسمع والطاعة لفرنسا عند احتلال جيوشها لبلادهم, وفي سنة 1906- 1907م, أقام جاسوس الحاكم الفرنسي للجزائر في زاوية الطريقة لأداء مهمة سياسية, وكتب له شيخ الطريقة رسائل توصية إلى أتباعه , وفي الحرب العالمية الثانية استنكر شيخ الطريقة التجانية في رسائل لأتباعه حرب الخلافة العثمانية للمستعمر الفرنسي, ودفاعهم عن بلاد المسلمين, وفي سنة 1913م, ساعد مقدم الطريقة في السنغال على احتلال فرنسا لواحة شنقيط بناء على طلب شيخه, وفي سنة 1916م, كتب شيخ الطريقة أكثر من مائة رسالة لأعيان مراكش لمعاونة فرنسا, وفي سنة 1925م, كتب شيخ الطريقة إلى المقاومين للاحتلال الفرنسي في المغرب إلى إلقاء السلاح والخضوع لفرنسا, وقد كان الفرنسيون يشجعون هذه الطريقة وغيرها حتى أنهم أدخلوا معهم الطريقة التجانية إلى سوريا, غير أن مجاهدي المغرب كشفوا أوراق العملاء المتسترين باسم الدين من التجانيين الخونة لإخوانهم في سوريا, فهب الناس في دمشق وغيرها في مظاهرات صاخبة, ووزعوا المنشورات التي تفضح التجانيين وأنهم عملاء خونة مرتدون ومرتبطون بالمستعمر الفرنسي , بل إن المستعمر الغربي الصليبي قد قام بتنشيط الدعوة إلى الطرق الصوفية, حتى قال الرئيس الفرنسي موريس دولافوس: لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في إفريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية الإسلامية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية, وأكثر تفهما وانتظاما من الطرق الوثنية , ولم تقتصر مناصرة النصارى في المغرب على التجانية, بل كل الطرق الصوفية كانوا خدما وأحذية للمستعمر الأجنبي...., وقد كان الكناني الكبير شيخ الطريقة الصوفية في مراكش المغرب أشد الموالين لفرنسا, وكان يعادي من يعاديها ويوالي من يواليها, وفي سنة 1952م, نشرت جريدة آخر لحظة صورة أوريول (مسؤول فرنسي) وهو يمنح وسام الجيوت دونور للعميل الكنانيّ في قصر الإليزيه, وكذلك الغماري كان يتعاون مع الفرنسيين, وكم عانى المجاهدون من الغماريين ورؤسائهم, والطريقة الختمية مرتبطة بالمستعمر البريطاني للسودان, وكانت بريطانيا تدفع لمحمد الختم الميرغني شيخ الطريقة الختمية مخصصات شهرية( , وكان أصحاب الطرق الصوفية في سوريا لا يحركون ساكنا تجاه المستعمر الفرنسي للبلاد, بل كانوا يهرجون للفرنسيين بإقامة حفلات الرقص والدجل باسم الدين وكان الفرنسيون يشجعون هذه الطرق, ويشجعون الناس لينضموا إليها, حتى أنهم أدخلوا لسوريا الطريقة التجانية كما سبق ، وقد أصبحت الصوفية دهليز الكفر والزندقة خاصة بعد افتضاح الروافض وعدم قبول الناس منهم أيَّ شيء, بينما يزعم الصوفيون أنهم أهل السنة والجماعة, وأنهم أهل الله وأحبابه,... هذه هي التجانية وهذا دينها ومعتقدها الذي تدين به وتعتقده, وصدق الله إذ يقول: وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ [النور: 40]
زاهي
السبت، 18-06-2022 10:39 ص
الخطر على دول الساحل الشرقي لافريقيا كينيا وتنزانيا وزنجبار لاني اشاهد في الايام الاخيرة زيارات لصوفية حضرموت ابن حفيظ لهذه البلدان وهذا خطر ان يتسرب الدين الابراهيمي اليهم من خلال الجفري وابن خفيظ ...
نسيت إسمي
السبت، 18-06-2022 10:36 ص
'' قصة إسلام مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون '' الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس الأمريكي نيكسون، في عام 1959م حصل على دكتوراه في القانون العام ثم دكتورا في القانون الدولي والمقارن...رئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي ، ومستشار الرئيس الأمريكي نيكسون للشؤون الخارجية ، ونائب مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض سابقاً، ويعتبر أحد كبار الخبراء السياسيين في أمريكا، ومؤسس مركز الحضارة والتجديد في أمريكا. يتقن ست لغات حية، متزوج وأب لخمسة أولاد. نشر عشرة كتب وخمسين مقالة اختصاصية حول الأنظمة القانونية المقارنة والاستراتيجية العالمية وإدارة المعلومات. بعد حصوله على شهادة الماجستير في الأنظمة القانونية المقارنة من جامعة هارفارد. أسس صحيفة "هارفارد" للقانون الدولي وتسلم منصب الرئيس الأول لجمعية هارفارد للقانون الدولي، عمل لمدة عقد من الزمن في المراكز الاستشارية لصناع السياسة في واشنطن. وفي عام 1962م شارك في تأسيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية. وفي عام 1963م وحتى عام 1968م كان أكبر مستشاري الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في السياسة الخارجية، وفي عام 1969م عينه نيكسون نائباً لمدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وفي عام 1981م عينه رونالد ريغان سفيراً للولايات المتحدة في الإمارات العربية. كلفه نيكسون بتلخيص مجموعة من تقارير المخابرات الأمريكية كان قد طلبها منهم لموضوع كان يكتب عنه فوافوه بملف كامل عن الأصولية الإسلامية وعدد كبيرة من التقارير والبحوث لا يسمح له وقته بقراءتها،ومع أن التقرير مكتوب بأيدي المخابرات الأمريكية وليس بأيد إسلامية إلا أنه ترك عند روبرت أثر حسن وقرعت معلوماته شغاف قلبه. في عام 1980م تابع بأمر من حكومته ندوات ومؤتمرات عن الإسلام شارك فيها عدد من قادة الفكر الإسلامي، وقد سمع خطبة لأحد الدعاة وهو يشرح الإسلام، ثم رآه يصلي ويسجد فأعتقد في هذا إهانة له ولإنسانيته أول الأمر ولكنه أدرك بعد ذلك أن هذا الداعية ينحني لله ويسجد له وبما له من ثقافة وعلم تيقن له بأن هذا العمل هو الصحيح. إضافة إلى لقائه مع البروفسور روجيه غارودي في دمشق وأفكاره لذلك وجد أن الإسلام هو الحل الوحيد، فهو الذي يحمل العدالة في مقاصد الشريعة وفي الكليات والجزئيات والضروريات، وهو كمحام كان يسعى إلى مبادئ ليست من وضع البشر، وكل هذه المثل العليا وجدها في الإسلام، وهكذا أنشرح فلبه للإسلام ومن يومها في عام 1980م أعلن إسلامه وأطلق على نفسه أسم فاروق عبد الحق. وهكذا أصبح د. فاروق عبد الحق ( د. روبرت كرين سابقا )، منذ ذلك الوقت أخذ يهتم في مستقبل الإسلام في أمريكا وله طروحات مهمة في المؤتمر الرابع والعشرين للاتحاد الإسلامي في أمريكا الشمالية المعروف اختصاراً بـ س إ ن الذي عقد في الفترة ما بين 29/8 إلى 1/9/1986م بمدينة أنديانا بوليس، والذي خصص لمناقشة مستقبل الإسلام في أمريكا الشمالية، وهو حين يوجه النقد إلى الغرب لنظرته المنحازة والقاصرة تجاه الإسلام، فانه لا ينسى توجيه اللوم إلى بعض المسلمين في الشرق أو الغرب ممن لا يفهمون ويطبقون التعاليم الإسلامية، فمن الصعب كما يقول : (أن تفهم الغربيين حقيقة الإسلام لأن الكثير من المسلمين الذين يعيشون في الغرب لا يمارسون ولا يعيشون حسب تعاليم الإسلام)."المصدر موقع معرفة الله".