هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خرج اللبنانيون ليطالبوا بـ"الثورة، وتغيير الطبقة السياسية"، وبشكل مبدئي استقالت الحكومة اللبنانية الحالية، لكن هل يمكن بالفعل حصول تغيير سياسي في لبنان؟
يوجد لبنان إذن أمام وضعية دستورية وسياسية مركبة، كما يعيش أبناؤه تعايشاً اجتماعيا، ينطوي على عناصر التجاذب والتنافر أكثر مما يحوي على مقومات التعاضد والتكافل والتآزر. وفي غياب وجود دولة حاضنة للجميع، ويدين لها الجميع بالولاء، تبدو حظوظ الخروج من المعضلة اللبنانية صعباً ومعقداً، وربما بعيد المنال
كل هذه الوقائع تُسقط ادعاء الزعماء اللبنانيين عبر التاريخ بحمايتهم أبناء طوائفهم من التهجير، ليطردوهم من لبنان بالطريقة "الناعمة" بهدف المحافظة على مكاسب الزعماء في هذا البلد الغني
والحقيقة أنّ المناكفات السياسيّة دفعت غرماء العيساوي لملاحقته القانونيّة وليس قضيّة الفساد الماليّ، ولا حتّى الإرهاب!
فمتى نخرج من الماضي والتاريخ والصراعات المذهبية، ونعمل لقيام دولة المواطنة والتنوع والتعددية، ونعترف ببعضنا بغض النظر عن مذاهبنا وعقائدنا؟ ومتى نبقي خلافاتنا السياسية والحزبية في إطارها الطبيعي، ولا نسقط عليها صراعاتنا المذهبية والعقائدية والتاريخية والقومية؟
إن لبنان الصيغة والدولة والوفاق الوطني بحاجة إلى لحظة تبصر وحكمة والعودة إلى لبنان الميثاق
الأداة الوحيدة لردم الانفصام بين الشعب والدولة العراقيّة هي السعي لبناء منظومة الدولة العادلة، وهذه بدورها تقود لمرحلة بناء الإنسان، وهي المرحلة الأهم، ودون هذه الخطوات لا يمكن لأيّ قوّة أن تنجح في قيادة البلاد، حتّى ولو بالقبضة الحديديّة
مشكلة العراق الجوهريّة ليست في منْ سيكون رئيساً للوزراء، ولكنّ المعضلة تتمثّل في ولاء ذلك المسؤول للوطن!
لا شكّ في أنّ "فرق الموت" ساهمت في تفتيت بنية الدولة والمجتمع عبر الاغتيالات والترهيب والتهجير، والاختطاف والسيطرة على ملفّات اقتصاديّة وتجاريّة
الواقع يؤكّد بأنّ ساسة العراق يَلعبون بالدستور، وينتقون منه ما يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم، ويلقون كلّ الموادّ الدستوريّة التي تثبت حقوق المواطنين في البحر!
كان من أبرز تجليات تلك المدرسة الفكرية هي عجزها عن الوحدة العربية، وتفسخ الدولة الوطنية
بصرف النظر عن امتداداتها الإقليمية ورهاناتها السياسية، فإن المسألة الطائفية في تونس هي في جوهرها لحظة من لحظات الصراع الهوياتي المعبر عن عدم اكتمال شروط المواطنة فكريا وموضوعيا، كما أنها تعبر عن غياب أي مشروع وطني جامع تذوب فيه الاختلافات الدينية أو الطائفية أو الأيديولوجية
أساس العلاقات بين الدول ليس بالضرورة أن تقوم على الخلاف الفكري أو المذهبي أو الديني أو حتى الأيديولوجي، بل إن كثيرا من الدول في العالم تجاوزت خلافاتها التاريخية والدينية وبحثت عن المصالح المشتركة فيما بينها..
إذا كانت مواجهة طهران الكاذبة لواشنطن وتل أبيب في العراق وسوريا ستطرح مزيدا من الأسئلة العربية، فمن المؤكد أن أسئلة مماثلة ستطرح على صعيد الاعتراف الإيراني بكذبة صواريخها وترسانتها العسكرية، التي ستبقى آثارها عصية عن المحو والتزوير والإزالة
إيران مطالبة بمعالجة الكثير من الجروح التي صنعتها في المنطقة، والشروع فورا في انتهاج سياسات غير طائفية، وكبح أذرعها الطائفية أيضا، والدخول مع العواصم الإسلامية الكبرى في صناعة تواققات لصراعات المنطقة تطفئ نيرانها، وتعيد السكينة إلى شعوبها
إن إيران حاصرت نفسها، وباتت تتحرك في محيط معاد، فقد ربحت الأسد وخسرت المنطقة