مقالات مختارة

ترامب وسنتان من الفشل الاقتصادي

جهاد الخازن
1300x600
1300x600

دونالد ترامب في منتصف ولايته الأولى رئيسا للولايات المتحدة، والأمريكيون يقولون إنه فشل في عمله، فقد قرأت استطلاعا للرأي العام، يظهر أن ستة من كل عشرة أمريكيين يرونه فاشلا.

هناك استطلاع أجرته جريدة «واشنطن بوست» مع تلفزيون «إي بي سي»، يظهر أن الرئيس هزم أمام رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والغالبية الديمقراطية في المجلس، فهو لا يستطيع الحصول على مبلغ كاف من المال لبناء جدار مع المكسيك، مع أنه لا يزال يحاول. السؤال في الاستطلاع كان سنة 2017: ما هو العمل الذي تعتقد أن ترامب يجب أن يقوم به؟ والسؤال كان سنة 2019: ما رأيك في عمل ترامب الآن؟

أحاول أن أكون واضحا في ما أكتب.

في سنة 2017 أيد 61 في المئة من الأمريكيين موقف ترامب من الاقتصاد والرقم هبط إلى 49 في المئة الآن. 59 في المئة قالوا سنة 2017 إنه سيوجد وظائف جديدة والرقم هبط إلى 51 في المئة. و56 في المئة، قالوا إنه سينجح في مكافحة الإرهاب والرقم هبط الآن إلى 50 في المئة.

بالنسبة إلى الميزانية الوزارية رأى 50 في المئة من الأمريكيين أنه سينجح في مكافحة العجز في الميزانية والرقم هبط الآن إلى 33 في المئة. أما التعيينات في المحكمة العليا، فقد أيد 49 في المئة من الأمريكيين موقف الرئيس والرقم هبط إلى 43 في المئة الآن. ثم هناك تحسين أداء العمل في مجال الصحة، وكان الذين يؤيدون ترامب 44 في المئة سنة 2017 والرقم هبط الآن إلى 33 في المئة. وأيد 40 في المئة موقف ترامب من العلاقات بين فئات الشعب سنة 2017 والرقم هذا هبط إلى 34 في المئة الآن. كما أنه في قضية الاهتمام بوضع المرأة أيد 37 في المئة من الأمريكيين ترامب سنة 2017 والرقم هبط إلى 33 في المئة الآن.

اليوم 57 في المئة من الأمريكيين يقولون إن ترامب فشل في معالجة الوضع على الحدود مع المكسيك. مع ذلك الاستطلاع يظهر أن الأمريكيين أقل ثقة بالديموقراطيين في الكونغرس، و34 في المئة فقط يؤيدون عملهم مقابل 30 في المئة للجمهوريين و30 في المئة للسيدة بيلوسي.

الاقتصاد الأمريكي تحسن في سنتين لترامب في البيت الأبيض، وهبط عدد العاطلين عن العمل بشكل ملحوظ، كما أن بورصة نيويورك سجلت أرقاما عالية، إلا أن ما حدث أخيرا هو أن البورصة خسرت ما سجلت من أرباح، والوضع السيئ مستمر.

هل يستطيع ترامب أن ينجح في معالجة العجز المالي، حيث خسر تأييد ترامب 17 في المئة من الناس الذين أيدوه في البداية؟

نعرف اليوم أن إيقاف عمل الحكومة جزئيا كان يعني أن 800 ألف موظف حكومي لم يتلقوا رواتبهم. وقف العمل استمر حتى بلغ رقما قياسيا ثم تراجع ترامب عنه، إلا أنه قال أخيرا إنه قد يعود إلى وقف عمل الحكومة إذا لم يحصل على مال لبناء الجدار مع المكسيك.

عشت في الولايات المتحدة سنوات وأنا طالب في جامعة جورجتاون، وأواصل عملي في «الشرق الأوسط» ثم «الحياة». وأعتقد أن دونالد ترامب رجل أعمال ناجح إلا أنه فاشل كرئيس ولا يعرف كيف يصلح الأوضاع في أول بلد اقتصادي في العالم، البلد الذي أصلح اقتصاد أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، والذي طلع ببرنامج «النقطة الرابعة» لبلاد العالم الثالث.

أرجو أن يرى الأمريكيون أياما أفضل، فهناك من أسرتي كثيرون بقوا في الولايات المتحدة أو ولدوا فيها، وهم وغالبية من الأمريكيين يعملون ويستحقون الخير.

 

عن صحيفة الحياة اللندنية

0
التعليقات (0)