طب وصحة

هافينغتون بوست: تعرف إلى 6 طرق يؤثر بها التوتر على بشرتنا

"بشرتنا لا تستطيع التفريق بين الإجهاد البدني والعاطفي والنفسي والبيئي"
"بشرتنا لا تستطيع التفريق بين الإجهاد البدني والعاطفي والنفسي والبيئي"

نشر موقع "هافينغتون بوست" الأمريكي في نسخته البريطانية تقريرا، تحدث فيه عن الطريقة التي تتأثر بها بشرتنا بالتوتر الناتج عن تعاملنا اليومي مع الضغوط المختلفة، سواء تلك المتعلقة بوظائفنا، أو عائلاتنا، أو المدن التي نعيش فيها، أو النضال المستمر من أجل إنجاز أعمالنا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن بشرتنا هي أكبر عضو في أجسامنا، ويمكن أن تظهر علامات الإجهاد عليها بطرق مختلفة، مثل التهاب الجلد الدهني وحتى حب الشباب. وتختلف طريقة تفاعل الجسم والبشرة مع الإجهاد من شخص لآخر.

ونقل الموقع عن طبيبة الأمراض الجلدية، ويتني بوي، أن "بشرتنا لا تستطيع التفريق بين الإجهاد البدني والعاطفي والنفسي والبيئي. وبالنسبة لي، يقع الإجهاد في إحدى هاتين الفئتين: إما الحاد أو المزمن، وهو الأكثر ضررا، فكلما طالت فترة شعورك بالإجهاد، زادت معاناة بشرتك". فكيف يؤثّر الإجهاد على البشرة وعلى بقية الجسم؟

ذكر الموقع، أولا، أن الإجهاد يسبب الالتهابات. وقد أشارت بوي إلى أن فهم التأثير الحقيقي للتوتر يتطلب دراسة "الارتباط العميق والقوي" بين البشرة والعقل والأمعاء. فعندما يدرك العقل إحساس الجسم بالإجهاد، يقوم بإبطاء عملية الهضم في الأمعاء. وكلما طالت فترة الإجهاد، زاد تباطؤ عملية الهضم، ما قد يؤثر على البكتيريا الموجودة في الأمعاء.

ونقل الموقع عن بوي أن "الحركة البطيئة تسمح بنمو سلالات البكتيريا غير الصحية، والإخلال بالتوازن الطبيعي للنبيت الجرثومي المعوي، "الذي يتسبب بدوره في أن تصبح بطانة الأمعاء مسرّبة، ما يؤدي إلى حدوث سلسلة من الالتهابات في جميع أنحاء الجسم". ونتيجة لهذه الالتهابات الداخلية، من المرجح أن يتعرض الجلد إلى التهابات خارجية مثل حب الشباب أو أمراض الصدفية أو الطفح الجلدي أو أي أمراض جلدية قد يكون الأشخاص عرضة لها.

وأورد الموقع، ثانيا، أن الإجهاد يؤدي إلى إصابة البشرة بالجفاف. وحسب الدكتورة المتخصّصة في طبّ الجلد، فوروم باتيل، فإنه كلما شعر جسمنا بتوتر شديد، شهدنا ارتفاعا في مستويات الأدرينالين والكورتيزول، ما يجعلنا نتعرق أكثر. وتعمل هذه الهرمونات على تنشيط الغدد الصماء والغدد العرقية التي "تسبب جفاف الجلد بسبب فقدان الكثير من الماء بسرعة كبيرة".

 وبينت باتيل أن أولئك الذين يعانون من الجلد الجاف بشكل عام هم الأكثر عرضة للإصابة بالطفح الجلدي. وأضاف الدكتور مايكل إيدلمان، وهو طبيب أمراض جلدية مقيم في مدينة نيويورك، أن الإجهاد من أهم مسببات الطفح الجلدي المعروفة.

وأشار الموقع، ثالثا، إلى أن هرمونات الإجهاد يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية. وقال إيدلمان إن الإجهاد يطلق هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، "وهي رسائل كيميائية تطلق ردودا فسيولوجية معينة" في أجسامنا. فعلى سبيل المثال، يزيد الأدرينالين من معدل ضربات القلب وضغط الدم، بينما يزيد الكورتيزول من نسبة السكر في الدم، حسب ما أفادت به عيادة مايو.

أما فيما يتعلق بالجلد، فإن إنتاج الجسم للكثير من الكورتيزول يضعف الجهاز المناعي، ما يسبب الطفح الجلدي أو الصدفية. ونوهت بوي بأن "هذا الوضع يؤثر بشكل خاص على الأفراد الذين هم أكثر عرضة للأمراض الجلدية، إذ يؤدي إلى تفاقم هذه الحالات المرضية أو الكشف عنها".

وأوضح الموقع، رابعا، أن الإجهاد يجعل البشرة زيتيّة أكثر بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات، من بينها الكورتيزول على وجه الخصوص، الذي قد يكون عاملا مساهما في الإصابة بحب الشباب المزعج.

 

وأفاد الدكتور جوشوا زيشنر، مدير الأبحاث التجميلية والسريرية في الأمراض الجلدية في مستشفى جبل سيناء في مدينة نيويورك، بأن "الإجهاد يحفّز الدماغ على إنتاج مجموعة محددة من الهرمونات التي تهيّئ الجسم للبيئة المجهدة. لكن الآثار الجانبية لهذه الهرمونات تتمثّل في زيادة نشاط الغدد الدهنية في الجلد، وانسداد المسام، وظهور حب الشباب".

وذكر الموقع، خامسا، أن التوتر يؤثر بشكل مباشر على فروة الرأس والشعر. وترى باتيل أن بعض الأشخاص يصبح شعرهم دهنيا أكثر أو جافا أكثر من المعتاد عندما يشعرون بالتوتر. وتختلف طبيعة هذا التأثير باختلاف الطريقة التي تتفاعل بها أجسامهم مع التحول في مستويات الهرمونات.

وأضاف الموقع أن التوتر قد يتسبب في الإصابة بالتهاب الجلد الدهني، وهو مرض شبيه بالصدفية، ويؤدي إلى تقشر فروة الرأس واحمرارها بشكل ملحوظ. وفي بعض الحالات، يقود التوتر إلى تساقط الشعر، فالجسم يتوقف عن إنتاج الشعر بمجرد الإصابة بمرض شديد، ومن المحتمل ألا تستغرق آثار هذا الإجهاد بضعة أشهر حتى تكون ظاهرة للعيان. ويمكن للشعر أن يتساقط نتيجة لبعض الضغوطات الثانوية أو دفع الجسم لتقبل تغييرات مفاجئة مثل اتباع حميات غذائية قاسية.

وأفاد الموقع، سادسا، بأن التوتر قادر على أن يؤثر على الأظافر ويلحق بها ضررا كبيرا بها. وعادة ما يتوقف الجسم البشري عن تغذية الأظافر وتنميتها عندما يكون عرضة لتوتر مستمر، وذلك انطلاقا من كونها عنصرا غير أساسي للبقاء على قيد الحياة. وعندما يعمل الجسم على توزيع الطاقة لشفاء الأعضاء الحيوية، لا تحظى الأظافر بالأولوية. ويمكن للأظافر أن تمسي هشة وتبدأ في التقشر عند شعور الشخص بالتوتر.

بناء على ذلك، أوضح جوشوا زيشنر أن الحفاظ على روتين العناية بالبشرة باستخدام المنظفات والمرطبات لإزالة الزيوت المتراكمة على البشرة والمحافظة على ترطيبها يعدّ أفضل الحلول التي يمكن اتباعها للاعتناء بها عندما نرزح تحت وطأة التوتر. وبالنسبة لمن يعانون من حب الشباب، يبدو أن الاستخدام المنتظم للريتينويد يحول دون تفاقم الحالة المرضية.

وفي الختام، خلص الموقع إلى أن الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة التمرينات الرياضية بمعدل يتراوح بين ثلاث وأربع مرات في الأسبوع، فضلا عن ممارسة التأمل والتنفس العميق، يساعد على التعامل مع الإجهاد وتلافي آثاره السلبية. وفي حين لا توجد إجابة واحدة صحيحة لكل شخص، ينبغي على كل شخص يعاني من الإجهاد والتوتر التصرف بناء على مسببات هذا الإجهاد في المقام الأول.

0
التعليقات (0)