صحافة دولية

FT: لماذا صمت رجال الدين السعوديون على عودة القوات الأمريكية؟

فايننشال تايمز: الترحيب السعودي بالقوات الأمريكية يعكس قوة العلاقات الأمريكية مع ابن سلمان- جيتي
فايننشال تايمز: الترحيب السعودي بالقوات الأمريكية يعكس قوة العلاقات الأمريكية مع ابن سلمان- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها في الرياض أحمد العمران، يشير فيه إلى خفوت ردة فعل المؤسسة الدينية على عودة القوات الأمريكية إلى السعودية

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن صمت المؤسسة الدينية كان على خلاف الغضب الذي أبداه الدعاة والناشطون على نشر القوات الأمريكية والمتحالفة معها في أثناء حرب الخليج الأولى عام 1990، فعندما اجتاحت القوات العراقية الكويت اتخذ الملك فهد القرار الصعب، وسمح بنشر 500 ألف جندي أمريكي لمنع هجوم من بلد مسلم آخر، وهو العراق.

 

ويفيد العمران بأن قراره حصل على دعم المؤسسة الدينية الرسمية، فيما عبرت أصوات أخرى بارزة عن غضبها من دعوة قوات "كافرة" إلى أرض الحرمين، وكذلك أسامة بن لادن، الذي قام أتباعه بشن هجمات على السعودية في مرحلة ما بعد 11/ 9. 

 

وتذكر الصحيفة أن القوات الأمريكية بقيت حتى نيسان/ أبريل 2003 وانسحبت من السعودية، أي بعد شهر من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق.

 

ويلفت التقرير إلى أن هذه القوات عادت اليوم من جديد، وأعلنت وزارة الدفاع يوم الجمعة عن موافقة الملك سلمان على استضافة القوات الأمريكية في ظل تزايد التوتر مع إيران، وبعد سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط كان آخرها احتجاز ناقلة النفط البريطانية، مشيرا إلى أنه على خلاف عام 1990، فإن الإعلان لم يؤد إلى ردة فعل عنيفة، ما يقدم صورة عن الطريقة التي تغيرت فيها العلاقات الأمريكية السعودية. 

 

وينقل الكاتب عن مدير تحرير صحيفة "عكاظ" جميل الذيابي، قوله إن وجود القوات الأمريكية هو رسالة قوية للنظام الإيراني، بأنه سيواجه وجماعاته الوكيلة بالقوة العسكرية؛ ردا على أي محاولات فاشلة أو ثورات أو أعمال إجرامية لاستغلال التوتر في المنطقة، و"لأن إيران لا تفهم إلا لغة القوة، ولا تهتم بسياسة الحوار والمشاورة". 

 

وتلاحظ الصحيفة أن ما ورد في مقال الذيابي ظهر في صحيفتين محليتين، ما يشير إلى أن ما كتبه أملته الحكومة على الصحف، لافتة إلى أنه بحسب شبكة "سي أن أن"، التي نقلت عن مسؤولين دفاعيين، فإنه سيتم نشر 500 جندي، وسيكونون من ضمن 2500 جندي سيتم إرسالهم إلى المنطقة بحسب ما أعلنته الإدارة الأمريكية في مناسبتين منفصلتين الشهر الماضي، لكنها لم تشر إلى أين. 

 

ويورد التقرير نقلا عن القيادة الأمريكية المركزية في الشرق الأوسط، قولها إن عمليات نشر القوات الجديدة "تقدم ردعا إضافيا، وتزيد من قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من التهديدات الحقيقية البارزة".

 

وينوه العمران إلى أن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية توجد في قطر، التي فرضت السعودية مع ثلاث دول أخرى حصارا عليها منذ عامين، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم نشر القوات الأمريكية في الرياض على أنه إشارة إلى دفء العلاقات الأمريكية السعودية في ظل إدارة دونالد ترامب، بعدما شهدت توترا في أثناء عهد سلفه باراك أوباما، الذي غضبت السعودية على توقيع إدارته اتفاقية نووية مع طهران عام 2015. 

 

وتقول الصحيفة إنه على خلاف ذلك، فإن ترامب جعل الرياض محطته الأولى في أول زيارة خارجية له، وخرج من الاتفاقية النووية، وأعاد فرض العقوبات على إيران، وزاد من الضغوط عليها، بل إن ترامب وقف مع ولي العهد محمد بن سلمان بعدما أكد تقييم لـ"سي آي إيه" أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول لم يكن ليتم دون أوامره. 

 

ويشير التقرير إلى ما كتبه رئيس تحرير "آراب نيوز" فيصل عباس، الذي علق على نشر القوات الأمريكية وكيفية قراءته في المملكة ومعظم المنطقة، على أنه "إشارة أخرى إلى أن إدارة ترامب تفهم مصالحها بشكل جيد، لكنها لن تتخلى عن حلفائها". 

 

ويرى الكاتب أن غياب أي ردة فعل على نشر القوات الأمريكية يعكس التغيير بين العائلة المالكة ورجال الدين، خاصة أن الأمير محمد بن سلمان يقوم بدفعة تغيير لم تترك مجالا للنقاش، واعتقل علماء، مثل سفر الحوالي وسلمان العودة، اللذين انتقدا نشر القوات الأجنبية في أرض الحرمين أثناء حرب الخليج الأولى، وهما في السجن منذ عام 2017، فيما شعر العلماء الآخرون أن هناك عواقب لو انتقدوا سياسات الأمير الجديدة. 

 

وتنقل الصحيفة عن مؤسس "ألف أدفيازي" هاني صبرا، قوله إن ولي العهد أظهر عدم تقبله للنقد أو المعارضة، وأضاف: "لو نظرت إلى السنوات الماضية، لرأيت أنه قام بأشياء كثيرة كانت تعد محرمة، لكنها لم تؤد إلى ردة فعل"، مثل قيادة المرأة للسيارة وفتح دور السينما. 

 

ويلفت التقرير إلى أن عملية القمع ضد المعارضين والنقاد مثل جمال خاشقجي رافقها استخدام للشعارات الوطنية، التي أصبحت واضحة في الخطاب الإعلامي ومنابر التواصل الاجتماعي، وفي الوقت ذاته بات النزاع مع إيران هو الأولوية، فإما "تكون معنا أو ضدنا". 

 

وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن السعودية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 2016، عندما هاجم محتجون السفارة السعودية في طهران عقب إعدام رجل دين شيعي، وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين تشن عليهم حربا منذ 4 أعوام.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
امازيغي
الثلاثاء، 23-07-2019 03:16 م
لماذا صمت رجال الدين السعوديون على عودة القوات الأمريكية؟؟؟؟ ببساطة لانهم احذية في ارجل الحكام الم تعلموا ان رجال دين الوهابية مجرد نعال تحلل مايحلله الحاكم وتحرم ما يحرمه الحاكم