ملفات وتقارير

اتفاق تركي أمريكي جديد.. هل تشهد منبج بداية التحرك؟

أعلنت وزارة الدفاع التركية عن اتفاق جديد مع الجانب الأمريكي حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا- جيتي
أعلنت وزارة الدفاع التركية عن اتفاق جديد مع الجانب الأمريكي حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا- جيتي

يبدو أن الاجتماعات التركية الأمريكية التي عقدت على مدار الأيام الثلاثة الماضية في مقر وزارة الدفاع بأنقرة، قد أنهت حالة من الخلاف المستعصي حول التفاصيل المتعلقة بـ"المنطقة الآمنة" من حيث عمقها، وطبيعة القوات التي ستديرها.


وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن اتفاق جديد مع الجانب الأمريكي حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا، يقضي بتحويل اسمها إلى ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.


وبحسب وكالة "الأناضول" التركية، فإن أنقرة وواشنطن توصلتا لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة (ممر سلام) في سوريا.


وفي هذا الصدد، رجح مراقبون أن يشهد اتفاق منبج (خارطة الطريق)، الذي تم التوافق عليه بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره الأمريكي السابق مايك بومبيو، منتصف العام الماضي 2018، تحركات مرتقبة.

 

بوابة شرق الفرات


وبحسب مراقبين، فإن تطبيق الخطوات المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن في ملف منبج، من شأنه أن يؤدي إلى تقليل حدة الخلافات، وظهور نتائج ملموسة ترضي الجانب التركي، على الأقل مرحليا.

 

وفي هذا الصدد، لم يستبعد مدير مكتب منبج العسكري الثوري، النقيب عدنان حج محمد، أن تشهد منبج تحركا عسكريا قريبا.


وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى الطلب التركي السابق من "الجيش الوطني" الذي شكلته المعارضة في ريف حلب، رفع الجاهزية استعدادا للتحرك، مستدركا بقوله: "حتى اللحظة ليس من مستجدات، ومن غير الواضح ما إذا كانت تعليمات بالتحرك ستصدر قريبا".


لكن الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، اعتبر أن "ملف منبج لوحده لا يحقق طموحات وأهداف تركيا، بتجنيب أراضيها المخاطر الأمنية انطلاقا من الحدود السورية"، مضيفا أنه "رغم استراتيجية مدينة منبج، لأنها بوابة مناطق شرق الفرات، إلا أن تركيا تهدف إلى تطهير كامل الشريط الحدودي شرق الفرات، من العناصر التابعة لحزب العمال الكردستاني".


وأضاف سليمان أوغلو لـ"عربي21" أن من بين أحد أهم أهداف تركيا من التحرك في سوريا، تشكيل مناطق آمنة لإعادة اللاجئين السوريين طوعا إليها، واصفا الاجتماعات التركية الأمريكية بمفاوضات الفرصة الأخيرة، "لأنها إما أن تؤدي إلى اتفاق أو حرب".

 

اقرأ أيضا: اتفاق أمريكي تركي حول المنطقة الآمنة بسوريا.. هذه تفاصيله


وتابع: "الحرب القادمة في كل الأحول، إما أن تكون بموافقة أمريكية، أو لا"، مرجحا حصول تفاهم على حلول وسطية، تتضمن التشاركية بين أنقرة وواشنطن.


الباحث بالشأن السوري فراس فحام، قال: "رغم الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة على ملف شرق الفرات، فإن الجانبين ولاعتبارات عديدة، نجحوا فعليا في عدم حصول صدام مباشر بين قواتهما على الأرض".


وأردف فحام لـ"عربي21"، أن "تركيا تحتاج الدعم الأمريكي لتركيا في إدلب، التي عادت إلى التصعيد مجددا، بعد الحديث عن وقف إطلاق نار"، مشيرا إلى إعلان واشنطن دعمها لجهود تركيا في شمال غربي سوريا.


توقيت التحرك


وفي تعليقه على المتداول من الأنباء حول توقيت العملية التركية شرق الفرات، قال الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "الأنباء عن توقيت انطلاق العملية، غير دقيقة، ولا نعتمد المصادر الروسية".


وأضاف أن "المؤكد حتى اللحظة مشاركتنا كجيش وطني في هذه العملية المرتقبة في شرق الفرات".


وكانت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، قد أعلنت أن العملية ستنطلق بعد 11 آب/ أغسطس الجاري، و"غالبا بعد عيد الأضحى".

التعليقات (0)