ملفات وتقارير

مستشفى ميداني أمريكي قريبا في غزة.. وتشكيك في مهمته

المستشفى سيقام في منطقة حدودية شمال قطاع غزة على مساحة 40 دونم- فيسبوك
المستشفى سيقام في منطقة حدودية شمال قطاع غزة على مساحة 40 دونم- فيسبوك

شرعت منظمة أمريكية بإنشاء مستشفى ميداني أمريكي بالقرب من معبر بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة، وسط رفض من السلطة الفلسطينية، وتشكيك في مهمته المعلنة.


ودخلت 9 شاحنات محملة بمعدات وتجهيزات للمستشفى الذي سيقام في منطقة حدودية على  مساحة تبلغ نحو 40 دونما وبالتزامن، وصل وفد فني أمريكي إلى قطاع غزة بالتزامن، للإشراف على تجهيز المستشفى الميداني.


وسيعمل المستشفى المقرر إنشاؤه بتمويل من المؤسسة الأميركية الدولية، على مساحة 40 دونماً، شمال قطاع غزة، في إطار دعم قطاع الصحة.


وتأتي إقامة المستشفى، ضمن تفاهمات التهدئة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، ومن المقرر أن يتم تشغيله بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وسيتم تخصيص غرف لإقامة عمليات متطورة داخله.


وقالت حركة حماس على لسان حازم قاسم الناطق باسمها، إن إدخال معدات المستشفى هو جزء من التفاهمات بين الفصائل والاحتلال التي جرت برعاية مصرية.


وأضاف قاسم في تصريح لصحيفة دنيا الوطن المحلية: "المستشفى سيخدم أصحاب الأمراض الصعبة والمزمنة، خاصة مع تقليص التحويلات الصحية إلى خارج قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي والعقوبات من السلطة، مؤكداً أن وزارة الصحة ستشرف عليه، وسيشمل 500 سرير تقريباً".

 

 

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة قالت في تصريخات سابقة: إن "المستشفى الميداني الأمريكي يأتي في إطار صفقة القرن، وإقامته تمت خارج منظومة العمل الحكومي، ولم يجرِ التنسيق مع وزارة الصحة مطلقاً بخصوصه". فيما قال بيان للحكومة الفلسطينية في رام الله قال، إن المستشفى "الذي تسعى إسرائيل وأميركا لإقامته على الحدود الشمالية لقطاع غزة، إنما يأتي في إطار المحاولات المستمرة لتكريس الفصل مع الضفة الغربية تحت ذرائع إنسانية".


الخبير الأمني محمود العجرمي قال، إن التجارب السابقة مع البعثات الطبية التي تصل إلى قطاع غزة تحت غطاء المهمات الإنسانية، تستدعي الحذر، مشيرا إلى أن إنشاء المستشفى الأمريكي في منطقة حدودية قريبة مواقع لقوات تابعة الاحتلال يطرح علامات استفهام حول حقيقة نشاطاته.


وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، أن قطاع غزة يشهد منذ زمن بعيد زيارات لمجموعات من أوروبا ودول أخرى تأتي في مهمات طبية تنظمها منظمات دولية و"أن جيوز"، لافتا إلى أنه ثبت في كثير من الأحيان أن عددا من هذه الجهات لها أهداف "مشبوهة" غير الإنسانية المعلنة.


ولفت إلى أن الفصائل والجهات الأمنية ذات الاختصاص في غزة لها تجارب مع هذه المنظمات ولا يمكن التعاطي معها بحسن النوايا، وهي تقوم بمراقبة أدائها عن كثب.

 

اقرأ أيضا: الفصائل الفلسطينية تطرح مبادرة جديدة للمصالحة.. هل تنجح؟

لكنه أشار إلى أن حالة التردي الصحي في قطاع غزة، تجعل من الصعب رفض مجيء هذه البعثات، مؤكدا أن الجهات الأمنية لا تضع فيتو على دخول مثل هذه المنظمات أو إنشاء مثل تلك المستشفيات، لكنها في المقابل تفتح أعينها وتراقبها جيدا، إلى أن يثبت صدقية النوايا.


وقال: "كثير من المنظمات الدولية أعيدت من حيث أتت، والعديد من مكاتب المنظمات الإنسانية أغلقت في غزة بعد ثبوت  وجود أهداف أمنية لها تحت ستار العمل الإنساني، بينما منظمات أخرى ما زالت تعمل بعد التأكد من سلامة مهامها".


واستطرد: "هناك منظمات تقوم بأنشطة أمنية، وتستغل الحالات الإنسانية للوصول إلى معلومات عن أهداف أو شخصيات معينة، وغزة بشكل عام مستهدفة من عديد الجهات الاستخبارية الاقليمية والدولية".


بدروهم علق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إنشاء المستشفى الأمريكي، واعتبروا أن أمريكا لا تأبه بالوضع المأساوي الذي يعصف بغزة، بل متورطة فيه بدعمها للاحتلال، مشككين في ذات الوقت بأهداف إنشائه.

 

التعليقات (0)