ملفات وتقارير

هل يصبح "عسكريو الجنوب" رقما جديدا في الصراع الليبي؟

من المتوقع أن يدخل عسكريو الجنوب في المعارك ضد حفتر- تويتر
من المتوقع أن يدخل عسكريو الجنوب في المعارك ضد حفتر- تويتر

ظهر عسكريو الجنوب الليبي في المشهد بتأكيد جاهزيتهم التامة لتنفيذ أوامر حكومة "الوفاق" وصد أي عدوان على منطقتهم، ما طرح تكهنات حول دور جديد لهم في الصراع الحالي، خاصة في معركة العاصمة طرابلس وقيامهم بدور كبير ضد قوات "حفتر" المتواجدة في المنطقة الجنوبية.

وأكد قادة عدة كتائب وتشكيلات عسكرية بمنطقة "سبها" (جنوب ليبيا) جاهزيتهم التامة لتنفيذ أوامر آمر المنطقة العسكرية سبها، على كنه التابع لحكومة الوفاق والتصدي لكل من تسول له نفسه زعزعة أمن المنطقة، وأنهم قادرون على تأمين وحماية الجنوب والأماكن الحيوية هناك"، وفق بيان مشترك.

قوة نموذجية
من جهته، وصف آمر منطقة "سبها" العسكرية، الفريق علي كنة القوة التابعة للمنطقة بأنها "قوات نموذجية" وموجودة في الأودية الأربعة بالجنوب، مؤكدا تأييده لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية لكن بالمشاركة وليس بالمغالبة"، وفق تصريحات صحفية.

ظهور هذه الكتائب والتشكيلات الآن أثار بعض التساؤلات حول طبيعة الدور الذي ستلعبه، وهل يمكن أن ينتقل بعضها للمشاركة في صد عدوان "حفتر" عن "طرابلس" ام ستكتفي بتشتيتته في الجنوب؟.

سيطرة وتأمين فقط
الناشط السياسي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي أشار إلى أن "هذه القوات والتي يرأسها الفريق "كنه" ربما ينحصر دورها في السيطرة على الجنوب وتأمينه فقط، كونها لا تملك إمكانية التوسع حتى إلى الشمال ناهيك عن قدرتها على الوصول إلى الغرب الليبي للمشاركة في معارك العاصمة".

وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21" أن "رفض هذه المجموعات ورئيسها الهجوم على العاصمة واضح من البداية، لكن ربما سيكون دورهم في هذه المرحلة هو مطالبة باقي التشكيلات من أهل الجنوب بالانسحاب من قوات "حفتر"، وقيامهم بتأمين وضمان بقاء الجنوب تحت سيطرة الحكومة"، وفق توقعاته.

وأضاف: "أعتقد أن الأيام القادمة ستشهد تحولات كبيرة في الجنوب الليبي لصالح "الوفاق" لو قدمت الحكومة كل الإمكانيات لقوات كنه هناك"، كما قال.

مصالح ولفت انتباه
ورأت الناشطة من الغرب الليبي، سمية محمود أن "حديث هذه القوات الآن عن الحرب رغم مرور سبعة أشهر عليها جاء بعد تعالي بعض الأصوات وإن كانت "نشاز" التي تنادي بالتقسيم وإعلان "الجمهورية الطرابلسية"، لذا ربما يكون الدافع خوفا من تهميشهم وإبعادهم".

وأضافت لـ"عربي21": "لا أعتقد أن تتحرك هذه القوات من أماكنها في الجنوب خاصة أنه ليس لديها القدرة على فعل ذلك، كما ان الجنوب نفسه تعرض لعدة هجمات وتعديات فلم نرى ظهورا حقيقيا لهذه القوات، لذا فإن ظهورها الآن هدفها لفت الانتباه وأن تقول يمكنني أيضا الإعلان عن "جمهورية فزان" في محاولة بائسة للخروج من "التهميش" الذي تعاني منه"، حسب كلامها.

مجموعات مضادة
وبدوره قال الباحث السياسي السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس صالح إنه "رغم إعلان قوات الجنوب موالاتها لحكومة الوفاق، إلا أنه لا أهمية كبيرة لهذه الخطوة كون الولاءات في الجنوب شديدة التقلب والتبدل ونظرا لطبيعة تكوين المنطقة يمكن بسهولة تعبئة مجموعات مضادة للمجموعات الموالية للحكومة".

وتابع: "لذا يظل الجنوب عصيا على طرفي النزاع الليبي "الوفاق وحفتر"، كما أنه سيظل كجغرافية تحديا أمنيا وسياسيا في المدي المنظور، وهذه القوات لا تستطيع ترجيح كفة قوات "الوفاق" في مواجهة "حفتر"، لكنها تستطيع إشغال الخبرة في جبهات الجنوب خاصة وأن تحركات "حفتر" هناك تُمليها مصالح وهواجس حلفائه من القوي الغربية التي تخشى من تزايد النشاط الجهادي في دول الساحل عبر الحدود الرخوة هناك"، كما صرح لـ"عربي21".

 

اقرأ أيضا: المشري يتحدث لعربي21 عن معارك طرابلس وسبب تأخر الحسم (شاهد)

التعليقات (0)