سياسة دولية

أكاديمي: الفلسطينيون ضيعوا فرصة الاستستلام للصهاينة

مسعد: خطة ترامب تنص على "تنازل الفلسطينيين عن جميع حقوقهم لصالح الاستعمار اليهودي"- جيتي
مسعد: خطة ترامب تنص على "تنازل الفلسطينيين عن جميع حقوقهم لصالح الاستعمار اليهودي"- جيتي

اعتبر أستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربي الحديث في جامعة كولومبيا في نيويورك، جوزيف مسعد، أن الفلسطينيين أضاعوا فرصة "الاستسلام للصهاينة"، بعدم قبولهم بـ"صفقة القرن".

 

وقال مسعد في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي"، وترجمته "عربي21"، إن "صفقة القرن التي أعلن عنها ترامب ما هي سوى النسخة الأخيرة من المطالب العنصرية والاستعمارية لدولة إسرائيل".

 

وعلق على تصريح صهر ترامب، وعرّاب "صفقة القرن"، جاريد كوشنر، الذي قال فيه، إن الفلسطينيين "سيضيعون فرصة أخرى كما ضيعوا من قبل كل فرصة أتيحت لهم في حياتهم"، قائلا: "لا تثريب على كوشنر، الذي ينسب إليه الفضل في وضع النص الأساسي للخطة، لأنه يعاني من شح في الإبداع، مثله في ذلك مثل الصهاينة الآخرين الذين استنفدوا كل ما في المعجم الاستعماري من مفردات عنصرية، فلم يعد أمامهم من سبيل سوى العودة إليها واجترارها بشكل ممجوج يبعث على الغثيان".

 

وبحسب جوزيف مسعد، فإن خطة ترامب تنص على "تنازل الفلسطينيين عن جميع حقوقهم لصالح الاستعمار اليهودي الصهيوني الذي يحتل وطنهم، والتخلي عن مقاومتهم بشكل تام ونهائي، وإضفاء الشرعية على السطو الصهيوني على بلادهم".

 

وتابع بأنه "في المقابل، يقال لنا إن الصهاينة المحبين للسلام لم يفوتوا فرصة في البحث عن السلام، والمقصود من ذلك أنهم قبلوا بكل فرصة وبكل مقترح منحوا من خلاله شرعية الاستمرار في سرقة الأراضي الفلسطينية".

 

وأضاف: "الحقيقة التي لا مراء فيه أن الأمر لا يقتصر على كون الصهاينة لم يفوتوا أياً من تلك الفرص، بل هم الذين أوجدوها واقترحوها وخططوا لها وعملوا على تنفيذها".

 
وأكد جوزيف مسعد أن "ما لم يقبل به الإسرائيليون إطلاقاً، وما لا يمكنهم أبداً القبول به، هو حق الفلسطينيين في أرضهم، وحقهم في إقامة دولة خاصة بهم، وحقهم في الاستقلال – ناهيك عن حق أولئك الذين هجرتهم إسرائيل في العودة واستعادة أراضيهم وممتلكاتهم التي صادرتها إسرائيل منهم، أو حق الفلسطينيين في المساواة، والذي تحول دونه وتنكره حزمة من القوانين الإسرائيلية التي تمنح اليهود امتيازات استعمارية وعنصرية".

 

وتابع بأن "الحقيقة التي لم تنكرها إسرائيل يوماً من الأيام هي أن إسرائيل لم تضيع قط أي فرصة لإنكار حقوق الشعب الفلسطيني، وأنها قبلت بكل فرصة تتيح لها سرقة المزيد من أراضيهم. يعي الفلسطينيون جيداً أن إسرائيل تطالبهم بالاعتراف بحقها في قهرهم من خلال إصرارها على أن يمنحوها الشرعية، ولكنهم ما فتئوا يرفضون ذلك رفضاً قطعياً".

 

وختم بالقول إنه "بينما فوت الفلسطينيون كل فرصة للإقرار بحق قاهريهم في قهرهم، لم تفوت إسرائيل فرصة واحدة في مطالبتهم بالإذعان. وما رؤية ترامب التي تدعي تحسين معيشة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء سوى نسخة أخيرة من هذا المطلب الاستعماري العنصري".

 

اقرأ أيضا:وزراء خارجية العرب يجتمعون لبحث "صفقة القرن" بمشاركة عباس

التعليقات (0)