سياسة عربية

لماذا يتجاهل السيسي نصف مليون مصري تحاصرهم كورونا بإيطاليا؟

تعطلت الحياة في كافة المرافق العامة في إيطاليا- جيتي
تعطلت الحياة في كافة المرافق العامة في إيطاليا- جيتي

في الوقت الذي اهتمت فيه السلطات المصرية بإجلاء المصريين من مدينة ووهان الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا ببداية الأزمة، لم يصدر أي تحرك عملي منها بحق أكثر من نصف مليون مصري محاصرين في مساكنهم بإيطاليا ويساهمون بتحويلاتهم في الاقتصاد المصري.

ويعيش في إيطاليا نحو 560 ألفا يقيم معظمهم بإقليم لمبارديا بشمال إيطاليا ويمثلون نحو 44.8 بالمئة من المصريين بأوروبا حسب تعداد 2017، فيما تزايدت المخاوف على أرواحهم في ظل انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في إيطاليا التي تعد الأكثر إصابة ووفيات بأوروبا.

وأعلنت روما، حظر التجمعات وتشديد القيود على السفر والتنقل، وإغلاق المدارس والجامعات وتعليق الأنشطة الرياضية مع ارتفاع الوفيات بسبب فيروس كورونا فيها لـ463 حالة، وأكثر من 9 آلاف إصابة.

ونهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، قررت مصر إجلاء رعاياها من الصين، ووجه السيسي باتخاذ إجراءات عودة المصريين من مدينة ووهان، وتواصل رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، مع سفير مصر بالصين، لترتيب الأمر.

 

اقرأ أيضا: الرئيس الإيراني السابق نجاد يتهم مخابرات عالمية بنشر كورونا


ولكن في أزمة المصريين في ميلانو كان التعامل الرسمي المصري أقل بكثير، ولم يصدر سوى تصريح من وزير القوى العاملة ومن القنصلية المصرية بميلانو.

وفي 4 آذار/ مارس الجاري، أعلن وزير القوى العاملة محمد سعفان، متابعة حالة المصري المصاب بميلانو مع الملحق العمالي بالقنصلية في ميلانو، التي وجهت باليوم التالي خطابا للجالية، لاتخاذ الحذر واتباع تعليمات الحكومة الإيطالية.


وعلى الرغم من التواصل الإعلامي مع بعض المسؤولين بالجالية المصرية بإيطاليا إلا أن الإعلام المصري لم يشر لحالة القلق التي تعيشها الأسر المصرية على ذويهم.

وفي اتصال هاتفي من الإعلامي عمرو أديب، الأحد، بعضو اتحاد المصريين بالخارج منال المغربي، لم تذكر خلاله أية إجراءات حكومية مصرية بحق المصريين، وأكدت أن وسيلة التواصل الوحيدة بين المصريين هي مواقع التواصل الاجتماعي.


وفي اتصال آخر الاثنين، قال رئيس الجالية المصرية بمدينة بريشيا الإيطالية طلعت شتا، إن الجالية المصرية لم تسجل إصابات بكورونا، رغم الإعلان عن وجود حالتين مصابتين بميلانو وخارجها آخرهما الخميس الماضي.


"مخاوف واستياء"

وتسود حالة من الذعر بين أهالي المصريين المقيمين في إيطاليا خوفا على ذويهم، كما يتخوف أكثر من نصف مليون مصري على أنفسهم وذويهم من المرض إلى جانب أوضاعهم المعيشية وتوقفهم عن العمل.


"عربي21"، تواصلت مع أهالي بعض المصريين المقيمين بإيطاليا في قرى محافظة الشرقية الأكثر تواجدا بمدينة ميلانو، حيث عبر أهالي بقرى دهمشا وميت سهيل وعزبة السرايا وميت جابر، عن مخاوفهم واستيائهم من غياب دور الدولة المصرية.

وأكدوا أنهم طالبوا أبناءهم وأحفادهم بالعودة لمصر إلا أنهم يرفضون مؤكدين أنهم يخافون على أبنائهم من الإصابة أثناء السفر.

"شاهد من ميلانو"

وحول أوضاع المصريين الصحية والاقتصادية بمدينة ميلانو الصناعة والأكثر ازدحاما بالمصريين والعرب ومدى انتشار إصابات بينهم، قال رجل الأعمال المصري الشاب المقيم بإقليم لمبارديا محمود عزت، إن "الإصابات وحالات الوفاة تتزايد بشكل يومي ولكن هناك حالتان لمصريين خارج ميلانو وأخرى بميلانو".

وأكد لـ"عربي21"، أن "السلطات الإيطالية لا تفرق في التعامل الصحي بين مواطنيها والأجانب وقامت بتخصيص رقم هاتف للتواصل عند وجود أي علامات ارتفاع للحرارة أو البرد والذي يتبعه فحص سريع وشامل".

وأوضح أنه "بعد قرار السلطات بعزل 16 مليونا بالشمال نعيش أوضاعا صعبة حيث تضرر المصريون قبل الإيطاليين، ومن يعيش بمدينة ويعمل بأخرى لا يمكنه الذهاب للعمل ولا الخروج من مدينته إلا بتصريح للضرورة القصوى"، مشيرا إلى "احتمالات تضاعف أزمتهم بعد غلق المخازن ونقص البضائع بها ووقف الاستيراد".

وحول حالة البطالة التي أصابت المصريين بسبب الأزمة، قال إن الحكومة الإيطالية لم تقرر حتى الآن أية تعويضات، ولكنها بالمقابل ستقوم بتقليل الضرائب على الجميع وإلغائها على الشركات والمصانع والمحال ووقف دفع فواتير الغاز والكهرباء للمواطنين وبينهم المصريون".

وبشأن دور السلطات المصرية والسفارة في روما والقنصلية في ميلانو في دعم المصريين خلال الأزمة أكد أن "السفارة غير موجودة بالصورة تماما".

وأضاف أن "أزمة كورونا رغم صعوبة الموقف لم ترعب المصريين بقدر ما أرعبت الإيطاليين، حتى إنهم قد يكونون من تبقوا في مجالات العمل في ميلانو التي أصبحت شوارعها فارغة حتى إن شارع Via Corso Buenos Aires الأشهر بها خاو من البشر".

وأشار إلى أنه "لا يوجد ما يمنع عودة من يرغب من المصريين لمصر، إلا قرار توقف الطيران من وإلى إيطاليا لمدة 15 يوما، مع قرار الحجر الصحي 14 يوما لأي مسافر"، لافتا إلى أن" قرار العودة صعب جدا رغم أن أبنائي ولمدة 20 يوما لم يروا الشارع".

"نظام اللقطة"

وفي رؤية سياسية لتجاهل نظام السيسي أكثر من نصف مليون مصري في إيطاليا، قال السياسي المصري عمرو عبدالهادي، إنه "نظام اللقطة".

وأشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "نظام مصنف الأخير في التعليم ولا يريد وقف الدراسة خوفا من نزول الطلاب للشارع بينما الدول الأولى بالتعليم عربيا قطر والإمارات أوقفوا التعليم".

وأكد عبدالهادي، أنه "نظام لا يهمه حياة الإنسان، ولكن يريد التربح من خلف المصريين فقط"، مضيفا: "ماذا عن المصريين بالامارات وإيران وإيطاليا والكويت والسعودية؟".

وأضاف المحامي الحقوقي وعضو "جبهة الضمير"، أن "المصريين العائدين من العمرة عالقون بمطارات السعودية منذ أسبوع ولا حياة لمن تنادي".

وختم بقوله: "نظام يحبس 80 ألف معتقل في وقت تفرج فيه إيران عن 70 ألف سجين خوفا من تفشي كورونا. أعتى الأنظمة الفاشية أطلق السجناء بينما نظام السيسي يمنع عنهم الزيارة".

التعليقات (1)
مين احنا..؟
الأربعاء، 11-03-2020 03:04 م
أنظمة الدول العبرية المتقدمة هي الوحيدة التي تحلم بسحق كرونا لأكبر عدد من المواطنين قبل التوصل للعلاج مما يخفف عبء الدولة ويشغل الناس عما يفعله السفهاء أعداء المنطق والعقل والكرامة. وبعض الدول المتخلفة مازالت لم تتخد قرارات صارمة وجادة لكنها ستتعرض للمحاسبة على ذلك