صحافة دولية

كيف يهدد فيروس كورونا جاهزية الناتو القتالية؟‎

من المقرر أن يصل من الولايات المتحدة 20 ألف جندي أمريكي على متن الطائرات إلى تدريبات الناتو في ألمانيا- جيتي
من المقرر أن يصل من الولايات المتحدة 20 ألف جندي أمريكي على متن الطائرات إلى تدريبات الناتو في ألمانيا- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن إمكانية إلغاء مناورات حلف شمال الأطلسي "مدافعي أوروبا 2020"، التي من المقرر إجراؤها في شهر نيسان/ أبريل، وذلك بسبب فيروس كورونا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أكبر مناورات الناتو "مدافعي أوروبا 2020" قد يتم تأجيلها بسبب تفشي فيروس كورونا، خاصة بعد أن تم تأكيد إصابة أحد موظفي مقر الناتو في بروكسيل.

 

ووفقا لوزير الجيش الأمريكي ريان مكارثي، فقد وُضع الجنرال كريستوفر كافولي، قائد الجيش الأمريكي في أوروبا، وعدد من مساعديه، تحت الحجر الصحي، وهم "يؤدون واجباتهم عن بعد".

وأشارت الصحيفة إلى أن البنتاغون لم يحدد كيفية تأدية أفراد الجيش لواجباتهم عن بعد. وقد ورد في بيان حلف الناتو أنه "على ضوء تفشي المرض مؤخرا، يراقب مقر الناتو الوضع، ويتخذ تدابير وقائية؛ لضمان سلامة موظفي الناتو وزواره". وفي إيطاليا وعدد من البلدان الأخرى، حيث سُجلت إصابات بفيروس كورونا، أعفي الأفراد العسكريون الذين قد يصابون بالفيروس أثناء القيام بواجباتهم من الخدمة.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، أصيب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيطالية، الجنرال سالفاتور فارينا، بفيروس كورونا، "ويخضع حاليا للعلاج في المستشفى العسكري". كما تتحدث طهران عن نقل رئيس منظمة الطوارئ الإيرانية إسماعيل نجار إلى المستشفى، ووفاة عدد من المسؤولين الإيرانيين، وذلك وفقا لما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية. كما توقف عن العمل أكثر من ألف جندي وضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي. وحسب موقع "ويلا" الإسرائيلي، وُضع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذين عادوا من إجازة في الخارج تحت الحجر الصحي.

وأوردت الصحيفة أن الولايات المتحدة أيضا قلقة، إذ أعرب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير قبل أسبوع عن قلقه، قائلا إن "الوزارة أصدرت عددا من التوجيهات والتعليمات من أجل الحد من خطر الإصابة بفيروس كورونا في صفوف القوات الأمريكية. وتحقيقا لهذه الغاية، أجّل البنتاغون مناورات القيادة في كوريا الجنوبية، التي سجلت أعلى نسبة انتشار للفيروس في آسيا بعد الصين".

وأفادت الصحيفة بأن 20 جنديا أمريكيا "وضعوا في الحجر الصحي خلال المناورات في النرويج؛ بسبب اتصالهم بجندي نرويجي تم تشخيص إصابته بالفيروس". للسبب نفسه، رفضت فنلندا المشاركة في هذه التدريبات شمال النرويج. كما فُرض الحجر الصحي على أكثر من ألف جندي وموظف مدني نرويجي مع الأمريكيين في معسكر مولسيلف. ولكن، وفقا للشائعات، على الرغم من الحجر الصحي لا تتوقف التدريبات هناك.

وفقا لشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فإنه "ردا على الموجة المتزايدة من الاحتجاجات والمطالب بوقف التدريبات، أكد وزير الدفاع النرويجي أنه من الأفضل أن يبقى الجنود في الغابة والحقول بعيدا عن الأماكن المزدحمة". ووفقا للخبراء العسكريين، فإنه إذا استمر وباء كورونا في أوروبا والولايات المتحدة فإن سيناريو التدريبات الحالية للناتو في إطار مناورات "مدافعي أوروبا 2020" سيخضع على نطاق واسع لبعض التغييرات.

وأوردت الصحيفة أنه قبل بداية شهر نيسان/ أبريل، سيتم نشر خمسة فرق أو ثلاثة فيالق من القوات النظامية والاحتياطية للجيش الأمريكي في منطقة ممر سوفالكي، الذي يربط بين بولندا وليتوانيا. وحسب الأرقام الرسمية، يجب أن يشارك أكثر من 37 ألفا من الأفراد العسكريين من 18 دولة ومن أعضاء حلف شمال الأطلسي وحلفائه في تدريبات مناورات "مدافعي أوروبا 2020".

وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل إعلام روسية نقلت عن نائب بوندستاغ من حزب اليسار، قوله إن "التدريبات واسعة النطاق التي تجرى في إطار مناورات مدافعي أوروبا 2020 في أوروبا الشرقية هي استفزاز جديد لروسيا". وقال الخبير العسكري، الكولونيل فلاديمير بوبوف، إن إجراء مناورات الناتو قد يكون موضع تساؤل.

وأوضحت الصحيفة أن عدة وحدات مشاركة في مناورات "مدافعي أوروبا 2020" يجب أن تصل إلى دول البلطيق من إيطاليا، حيث يفرض على البلاد حجر صحي تام، وقد تم توجيه رئيس هيئة الأركان العامة الإيطالية إلى المستشفى. كما يشهد عدد المصابين بفيروس كورونا تزايدا في فرنسا وإسبانيا وألمانيا، وجميعهم يخططون للمشاركة في المناورات.

فضلا عن ذلك، من المقرر أن يصل من الولايات المتحدة 20 ألف جندي أمريكي على متن الطائرات إلى تدريبات الناتو في ألمانيا. وعلى هذا الأساس، إذا كان أحدهم مصابا بالفيروس فيجب فرض حجر صحي لفرق عسكرية كبيرة. وفي ظل هذه الظروف، سيكون من الصعب للغاية أو من المستحيل القيام بمهام قتالية حقيقية.

ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري يوري نتكاتشيف، أنه "من وجهة نظر عسكرية، يمكن اعتبار وباء كورونا حربا هجينة، الهدف منها غير معروف بعد". ويضيف قائلا "إنها تدفع بالفعل إلى إجراء تعديلات تقييدية على أنشطة الناتو، وتظهر هشاشة السلام العالمي". وعلى العموم، على الدول أن تنسى المواجهة، وتبدأ في اتخاذ خطوات حقيقية؛ للحد من خطورة كورونا.

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

 

اقرأ أيضاهل تفلح محاولات استخدام الذكاء الاصطناعي بإيجاد علاج لكورونا؟

التعليقات (0)