ملفات وتقارير

ثلاثة مرشحين بدلاء.. قوى عراقية تتحرك لإلغاء تكليف الزرفي

كتل عراقية شنت هجوما ضد ترشيح الرئيس العراقي للزرفي- روداو
كتل عراقية شنت هجوما ضد ترشيح الرئيس العراقي للزرفي- روداو

اتفقت الأطراف السياسية الشيعية بالعراق الرافضة لتكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، على اختيار ثلاثة مرشحين بدلاء عن الأخير تمهيدا لطرحهم على الرئيس العراقي برهم صالح، في محاولة لقطع الطريق على غريمهم في إكمال تشكيلته الوزارية.


وتأتي هذه الخطوة بعد تصعيد شنته خمس كتل سياسية شيعية (الفتح، ائتلاف دولة القانون، الحكمة، العقد الوطني، النهج الوطني) ضد تكليف الرئيس العراقي للنائب عن تحالف النصر عدنان الزرفي برئاسة الحكومة الانتقالية، الأمر الذي اعتبرته استفزازا لها.


ثلاثة مرشحين

 
من جهته، قال النائب مختار الموسوي عن تحالف "البناء" الذي يضم معظم القوى الرافضة للزرفي، إن "الأطراف الشيعية المعارضة للزرفي اجتمعت، السبت، واتفقت على اختيار ثلاثة مرشحين وهم رؤساء جامعات سابقين في بغداد والكوفة وكربلاء".


وأكد الموسوي أن "الكتل السياسية أرسلت الأسماء إلى تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وبانتظار جوابهم إما اليوم أو غدا، وإذا حصلت موافقتهم، ستضغط الأطراف الشيعية على رئيس الجمهورية لسحب ترشيح الزرفي واختيار أحد هؤلاء الثلاثة".

 

اقرأ أيضا: الخلاف السياسي يمتد لسلطة القضاء بالعراق بعد تكليف الزرفي

ورأى أن "رئيس الجمهورية لم يكن ترشيحه دستوريا، وعليه اتهامات بأنه كان له مآرب أخرى لتفرقة البيت الشيعي، والأمر الآخر عندما طلب برهم صالح في وقت ترشيح محمد توفيق علاوي من البرلمان توضيح من هي الكتلة الأكثر عددا، أجابه رئيس البرلمان بأنها كتلة البناء".


ونوه الموسوي إلى أنه "إذا وافقت سائرون على الشخصيات التي اتفقت عليها الأطراف الشيعية، سيكون عدد النواب نحو 180 نائبا، وبذلك يصبح رئيس لجمهورية مطالبا بتصحيح موقفه وسحب ترشيح الزرفي".


رفض الترشيح

 
الأسماء الثلاثة المطروحة هي: رئيس الجامعة التكنولوجية ببغداد أحمد الغبان، والرئيس السابق لجامعة العين بكربلاء منير السعدي، والرئيس السابق لجامعة الكوفة بالنجف محسن الظالمي.


وعقب تسريبها، أصدر أحد المرشحين منير السعدي، بيانا أكد فيه عدم علمه بالترشيح، وأنه فوجئ بالأمر، مشددا على أن هذا الأمر بالنسبة له مرفوض جملة وتفصيلا.


وبخصوص أسباب الرفض، قال السعدي إن هناك شخص مكلف رسميا حاليا وهو السيد عدنان الزرفي، ولا يجوز دستوريا وأخلاقيا تقديم مرشح بديل، مشيرا إلى أن الكتل السياسية تريد رمي الكرة في ملعب المستقلين لإبعاد مسؤولية ما حدث في البلد في السنين السابقة عن أنفسهم.


ورأى السعدي في بيانه الذي تناقلته وسائل إعلام محلية، أن الحل للأزمة الحالية في البلاد يكمن في تشكيل "حكومة إنقاذ مصغرة" وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة.


موقف سائرون

 
وعلى صعيد كتلة سائرون التي تنتظر الأطراف الشيعية إجابتها، قالت النائبة عن التحالف ميسون الساعدي في حديث لـ"عربي21" إنه "حتى الآن لم يصلنا أي توجيهات من قيادة سائرون لتأييد ترشيح شخصية بديلة عن عدنان الزرفي رئيس الحكومة المكلف من رئيس الجمهورية برهم صالح".


وأضافت أن "الوضع اليوم في العراق متأزم بخصوص تفشي وباء كورونا وغيرها من الأزمات، ونحن نسعى إلى حل الأزمات والدفع باتجاه تشكيل الحكومة".


ونوهت الساعدي أن "تأييد سائرون للزرفي لم يكن بإصرار منهم، وإنما تأييدا لترشيح رئيس الجمهورية برهم صالح، ونحن لسنا رافضين لهذا التكليف، ونريد عبور هذه المرحلة فهو شخصي ليست جدلية، وإذا تم تمريره فنحن مع ذلك".

 

اقرأ أيضا: هدده حلفاء إيران.. ما فرص نجاح الزرفي بتشكيل حكومة بالعراق؟

وأوضحت النائبة، قائلة: "نحن في سائرون موقفنا منذ البداية أننا مع الشخصية التي تبعدنا عن المحاصصة ومصالح الكتل السياسية وتحقيق المكاسب، لإنقاذ العراق من هذه المرحلة الصعبة".


فرص الزرفي

 
وفي حديث سابق لـ"عربي21" قال المحلل السياسي عدنان السراج إن "الكتل السياسية الشيعية تشعر بامتعاض شديد من تصرفات رئيس الجمهورية، ففي وقت يريد الأخير منها أن تكون مرنة وتتيح له الاختيار، ترى هذه القوى أنها صاحبة الحق بالترشيح كونها الكتلة الشيعة الأكبر بالبرلمان".


وبخصوص إمكانية تمرير حكومة الزرفي نتيجة للظروف التي يمر بها البلد من تفشي فيروس كورونا وانهيار في أسعار النفط وغيرها من الأزمات، قال السراج إن "الكتل السياسية الشيعية تجد في عدنان الزرفي شخصا غير مؤهل لتمثيلها بكل توجهاتها سواء سلبا أو إيجابيا".


وأضاف أن "القوى الشيعية الرافضة للزرفي تعتقد أيضا أنه سيكون خصما لدودا لمشاريعها، والتي بدأت بشكل واضع، فهم يتقاطعون مع أفكار وطروحاته وتصرفاته".


واستبعد السراج أن يؤخر تفشي كورونا من عملية رفض ترشيحه والاعتراض عليه "إلا إذا استطاع الزرفي أن يقنع الكتل السياسية الشيعية أو يشق صفوفها، وبذلك يستطيع تمرير حكومته، لأن وضعه صعب ومحرج ولا يستطيع أن يقدم شيئا إلا إذا استطاع كسب تأييد كتل شيعية كبيرة".


 
التعليقات (1)
خيرالله الجيزاني
الخميس، 26-03-2020 10:55 ص
الاستاذ عدنان الزرفي شخصية قيادية وقوية ويستطيع انقاذ البلد من الأزمات المخيمة علية منذ 17 سنة وكذلك قادر على تلبية مطالب الشعب والمتظاهرين في حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وطموحنا فيه بإلغاء المحاصصة وتقديم القتلة والفاسدين للعدالة وإطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين ومن الله التوفيق