ملفات وتقارير

رفض وتشكيك دولي بهدنة حفتر.. هل يفقد داعميه خارج ليبيا؟

مجلس الأمن انتقد إعلان حفتر هدنة في ليبيا- جيتي
مجلس الأمن انتقد إعلان حفتر هدنة في ليبيا- جيتي

أثار الهجوم من رئيس مجلس الأمن الدولي على اللواء الليبي، خليفة حفتر، والهدنة التي اقترحها الأخير، مزيدا من التساؤلات حول طبيعة الموقف الدولي حاليا من الأزمة الليبية، وما إذا كان المجتمع الدولي يرفض الجنرال الليبي ومشروعه بعد مواقفه الأخيرة.

وهاجم رئيس مجلس الأمن، سيفين جيرجسين، الهدنة التي اقترحها حفتر لوقف إطلاق النار في ليبيا بمناسبة شهر رمضان، مشيرا إلى الخروقات المتكررة التي ترتكبها قوات الأخير تجاه أي هدنة.

"هدنة روسية"

وقال "جيرجسين" خلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تليفزيونية مغلقة مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه "يمكن التوصل إلى اتفاق لهدنة في ليبيا ثم سرعان ما يحدث خرق لها، وهذا ما نشهده من حفتر وقواته"، مؤكدا وجود خلافات بين أعضاء المجلس بشأن ليبيا، دون مزيد من التفاصيل.

وفي سياق متصل، ذكر تسريب لرئيس برلمان "طبرق"، عقيلة صالح تحدث فيه أن "الهدنة التي أعلنها حفتر هي مقترح من روسيا، لصعوبة الوضع العسكري في معركة طرابلس، وأنها وسيلة لإلهاء المجتمع الدولي في النقاش حولها، والالتفات بعيدا عن حكومة الوفاق وقواتها".

 

اقرأ أيضا: إعلان حفتر يهدد "تحالف الشرق".. وبوادر انقسام في الأفق

وبعد حالة الغضب الدولي المعلن تجاه حفتر ومواقفه الأخيرة وهجوم مجلس الأمن على الهدنة المزعومة، يأتي السؤال: هل يغير المجتمع الدولي مواقفه من الجنرال الليبي ويستبعده من أي حل أو مفاوضات قادمة؟

"مواقف استباقية"

من جهته، رأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أن "المجتمع الدولي لا زال منقسما بشأن الأزمة الليبية، كل حسب مصلحته ونصيبه من الكعكة، ما نتج عنه تعارض في الرؤى والدعم لأي من طرفي الصراع في ليبيا بل وأحيانا ممارسة النفاق السياسي".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "فمثلا روسيا، هي في صراع مع نفسها بين دعم الديكتاتور (حفتر) كما هو شأنها، وبين دعم الشرعية (الوفاق) التي تدعمها تركيا الحليف القوي لروسيا".

 

وأضاف: "بما أن مشروع حفتر العسكري بدأ ينهار كما هو واقع الآن، فلا مانع من اتخاذ مواقف دولية استباقية ربما تحفظ ماء الوجه مستقبلا، لكن إذا لاح في الأفق تفوق حفتر، ستجد المساعدات والاعترافات لا حد لها"، بحسب توقعاته.

"ضغط إماراتي مستمر"

أما الأكاديمي الليبي وأستاذ القانون في جامعة "سوينبرن" في أستراليا، عزالدين المحجوب، فقد أشار إلى أن "التصريحات الغربية حول حفتر ومواقفه، بدت أكثر وضوحا في الإشارة إلى دوره التخريبي، لكن من المبكر التفاؤل بأثر إيجابي منها يدعم سلاما مستديما".

وأكد في تصريحاته لـ"عربي21" أنه "رغم انتقاد المجتمع الدولي لحفتر وبعض تصرفاته إلا أن هذا المجتمع لا زال منقسما حول نفض يديه جملة من حفتر بعد كل ما ارتكبه الأخير من جرائم ضد الإنسانية، والسبب أن ماكينة العلاقات العامة الإماراتية وكذلك السعودية، لا تزال تساهم في هذا الضغط دوليا"، وفق رأيه.

 

اقرأ أيضا: رئيس برلمان طبرق: الروس أصحاب فكرة "هدنة حفتر الإنسانية"

وبخصوص أن "الهدنة روسية"، كما صرح عقيلة صالح، قال المحجوب: "تصريحاته مختلفة ومثيرة للاستغراب، ولأول مرة يبدو في ظاهرها تصادم مع حفتر في طلب التفويض، لكن حتى اللحظة، لم يختلف الشخصان في شرعنة الهجوم على العاصمة".

 

وأوضح: "لذا فإن عقيلة لا يجرؤ على تجاوز حفتر واستبعاده، كون الأخير يملك أدوات الضغط في المنطقة الشرقية، ولا شيء يخرج حفتر من المشهد إلا الإطاحة بمشروعه العسكري"، كما صرح.

"هجوم أشرس مستقبلا"


وتوقع الناشط الحقوقي بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي)، محمود الوهج، أن "يتعرض حفتر لهجوم دولي أشرس من الحالي مستقبلا، بعدما باتت أيامه معدودة ومشروعه قارب على الفشل، رغم أن هذا المجتمع الدولي راهن كثيرا على نجاح الجنرال وعدوانه على العاصمة والتزموا الصمت تجاه هذه الجريمة"، وفق تعبيره.

وأضاف: "أغلب الليبيين لا يثقون في المؤسسات الدولية كونها تتحرك طبقا لمصالحها وفقط، فالكل كان يراقب في صمت حتى فشل "حفتر" وتراجعت قواته، ما جعل هؤلاء يحاولون التنصل منه ومن مشروعه ليؤكدوا أن المهلة الممنوحة له انتهت، لذا ستزداد حدة البيانات والقرارات من مجلس الأمن كلما ضاقت الدائرة على "حفتر""، وفق قوله لـ"عربي21".

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الأحد، 03-05-2020 04:08 ص
القضاء على حفتر و غلق باب الفتنة القادمة من مصر و الامارات احسن و افضل و الحل الوحيد في ليبيا من اجل انهاء الحرب و الفوضى و الدمار