صحافة دولية

نيوزويك: "غسل الرياضة" السعودي لن يغطي سجلا حقوقيا بائسا

نيوكاسل ناد عريق في الدوري الإنجليزي بات مغمورا مع الوقت- جيتي
نيوكاسل ناد عريق في الدوري الإنجليزي بات مغمورا مع الوقت- جيتي

تناولت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، محاولة السعودية الاستحواذ على نادي "نيوكاسل" الإنجليزي، مشيرة إلى أن "غسل الرياضة" السعودي "لن يوقف سجل حقوق الإنسان البائس في المملكة".

و"غسل الرياضة"، مصطلح يستخدم لوصف الدول التي تحاول تحسين سمعتها الدولية من خلال الاستثمار في فرق كبرى أو استضافة أحداث رياضية كبيرة.

واعتبرت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنها "علامة حزينة للأوقات التي تعتبر فيها حقوق البث أكثر أهمية من حقوق الإنسان".

ولفتت إلى أنه في وقت ما من الشهر الجاري، يتعين على أغنى دوري كرة قدم في العالم، الدوري الإنجليزي الممتاز، أن يقرر ما إذا كان سيسمح باستحواذ المملكة العربية السعودية على 350 مليون دولار لأحد أشهر أنديتها.

 

اقرأ أيضا: ذا صن: قلق ينتاب أندية إنجليزية مع نية السعودية شراء نيوكاسل

وقالت: "سيكون شراء نيوكاسل يونايتد البالغ من العمر 127 عاما بمثابة غطاء "غسل الرياضة" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي سيحصل صندوق ثروته السيادي على 80 في المائة من الشركة".

وأكدت المجلة أن ابن سلمان يستخدم منذ سنوات بريق الرياضة للتخلص من الشوائب التي تطال سمعته الناجمة عن سجل بلاده المروع في مجال حقوق الإنسان، حتى إنه يقال إنه يحاول شراء نادي كرة القدم الذي يعد من بين الأكثر شهرة في العالم، "مانشستر يونايتد".

وأضافت منتقدة: "لكن إذا فشل في محاولته شراء نيوكاسل، فلن يكون ذلك بسبب مقتل جمال خاشقجي، أو اعتقال النشطاء في مجال حقوق المرأة لمدة عامين، أو حملة القصف التي استمرت خمس سنوات في اليمن، والتي خلفت أكثر من 100 ألف قتيل". 

وتابعت: "إذا رفض الدوري الإنجليزي السماح للحكام ذوي سجلات حقوق الإنسان السيئة بشراء أندية كرة القدم الإنجليزية، لما كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في الإمارات منصور بن زايد، سيسمح له بشراء مانشستر سيتي في عام 2008".

قرصنة سعودية


وانتقدت كذلك الصحيفة ما أسمتها "القرصنة السعودية"، موضحة أنه "من بين التقارير التفصيلية التي قدمها الدوري الإنجليزي الممتاز إلى رئيس مكتب الممثل التجاري الأمريكي روبرت إي لايتهايزر، حول القرصنة السعودية، استهدافها بعض أكبر أصحاب الحقوق في صناعة الرياضة، بما في ذلك فيفا واللجنة الأولمبية الدولية والدوري الممتاز.

وأضافت: "هذا صحيح، الدوري الممتاز ذاته الذي يُطلب الآن أن يقرر ما إذا كان ابن سلمان مالكا مناسبا لنادي كرة قدم إنجليزي كبير أم لا. هذا الدوري كان قبل ثلاثة أشهر يكتب رسائل إلى السلطات الأمريكية يطالبها بإدراج السعودية في القائمة السوداء، لأن القرصنة شكلت مخاطر كبيرة على إيراداتها".

والخوف أنه إذا تمكنت أعداد متزايدة من محبي الرياضة من مشاهدة المباريات مجانا على خدمات البث، فإن المبلغ الذي يرغب أصحاب الحقوق في دفعه لمؤسسات مثل الدوري الممتاز سينخفض، بحسب المجلة.

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: "نيوكاسل" سيبيع سمعته الجيدة للنظام السعودي

وأضافت: "كانت القرصنة عاملا رئيسا في تخفيض "Sky" لمدفوعاتها للدوري الممتاز في 2018، مقابل حقوق البث للمواسم الثلاثة المقبلة، التي انخفضت من 4.1 مليار جنيه إسترليني إلى 3.6 مليار جنيه إسترليني، بانخفاض 12.1%".

وظهرت مشكلة ما يجب فعله مع الرياض في حزيران/ يونيو 2017، عندما قادت المملكة العربية السعودية مقاطعة تجارية لجارتها قطر، التي يقع فيها مقر صاحب الحقوق الرئيس في المنطقة "beIN Sports".

وتم حظر صناديق فك التشفير التي باعتها beIN Sports في المملكة العربية السعودية، لكن السعوديين تمكنوا من التغلب على المشكلة عن طريق قرصنة محتوى القناة القطرية بدلا من ذلك.

وبطبيعة الحال، لم يسلم الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد حاول أن يقاوم، وقام بما لا يقل عن تسع محاولات قانونية لإغلاق القناة المارقة المسماة "beoutQ"، وإغلاقها.

ونفت الحكومة السعودية مرارا وتكرارا أي علاقة لها بـ"beoutQ"، لكنها هي المساهم الأكبر في عربسات، القناة الفضائية التي تم بثها على "beoutQ" حتى آب/ أغسطس الماضي. 

وبحسب المجلة، فإنه "من الصعب تصديق أن ابن سلمان، نظرا لنفوذه الهائل في المملكة، لم يتمكن من تقييد نشاط القناة، إذا اختار أن يقوم بذلك".

ورغم أن القرصنة استمرت بعد احتجاجات فيفا ويويفا وسكاي وبي بي سي والمفوضية الأوروبية، ونقل القضية إلى منظمة التجارة العالمية، إلا أن المملكة العربية السعودية فعلت ما تفعله عادة: تجاهل الرأي العام، وتجاهل القانون الدولي، وتفعيل ما يحلو لها، وفق تعبيرات المجلة.

 

اقرأ أيضا: WSJ: هذه دوافع السعودية لشراء ناد إنجليزي مغمور

التعليقات (0)