ملفات وتقارير

ما دلالة تعيين بوتين ممثلا خاصا له بسوريا.. "انتداب روسي"؟

بوتين يسعى إلى مكاسب اقتصادية ويستبق قانون "قيصر" الأمريكي- جيتي
بوتين يسعى إلى مكاسب اقتصادية ويستبق قانون "قيصر" الأمريكي- جيتي

لا تزال الخطوة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتعيين سفير بلاده لدى النظام السوري ألكسندر يفيموف "ممثلا خاصا له لتطوير العلاقات مع دمشق، تستحوذ على مساحة واسعة من النقاش في سوريا، وتحديدا حول دلالاتها.

الخطوة الروسية المفاجئة التي أثارت ضجة واسعة، أنعشت من جديد النقاش حول علاقة النظام السوري بروسيا، ففي الوقت الذي ذهبت فيه أوساط سورية معارضة إلى اعتبار الخطوة بمنزلة "إعلان انتداب روسي على سوريا"، قالت مصادر روسية لـ"عربي21" إن "القرار يعكس مدى استراتيجية العلاقات الروسية- السورية، بغض النظر عن الحديث الإعلامي حول وجود خلافات بين إدارة البلدين".

عودة الانتداب

ويسود اعتقاد لدى الأوساط السورية المعارضة، بأن تسمية بوتين ليفيموف الذي كان يتولى منصب السفير الروسي في دمشق، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2018، كممثل خاص لبوتين، تؤشر إلى إعلان صريح عن عودة الانتدابات الغربية على المنطقة.

وما يلفت انتباه المراقب الاقتصادي، منذر محمد، تزامن الخطوة الروسية مع الخلافات والنزاعات الاقتصادية التي تشهدها بنية النظام السوري (صراع الأسد- مخلوف)، وقال لـ"عربي21": "يبدو أن روسيا تستعد لأخذ دور أكبر إشرافي على اقتصاد النظام السوري، وخصوصا لدى النظر إلى خلفية يفيموف الاقتصادية".

 

اقرأ أيضا: بوتين يعين سفير موسكو في دمشق ممثلا خاصا له هناك

من جانب آخر، لفت محمد إلى اقتراب دخول قانون "قيصر" الأمريكي حيز التطبيق، مضيفا أن "روسيا تتحضر لمرحلة اقتصادية صعبة في سوريا، جراء الوقع المحتمل الشديد للعقوبات على النظام السوري، إذ تخشى موسكو من خروج ثورة جياع في مناطق النظام، من شأنها التأثير على ما تعتبره إنجازا لها في سوريا".

ويعني كل ذلك، من وجهة نظر المتحدث ذاته، أن "المنصب المستحدث يشبه إلى حد بعيد المنصب الذي استحدثته الولايات المتحدة بعيد احتلالها العراق، عندما عينت بول بريمر كحاكم عسكري للعراق، في العام 2003".

 

واستدرك بالقول: "هنا اختار الروس بقليل من الدبلوماسية صفة ممثل خاص لبوتين، بدلا من صفة حاكم لسوريا".

عضو اللجنة الدستورية، الدكتور يحيى العريضي، قال: "يستشعر بوتين حدوث أمر جلل مفاجئ في سوريا، ويريد الاستئثار بالمكان متفردا حال حدوث فراغ".

 

وأضاف على "فيسبوك ": "المستهدَف الأول من خطوة بوتين الأخيرة في سوريا الأمم المتحدة واحتمال تدخل ببلد فاشل مشلول، وعلى السوريين التحرك أمميا، لوضع البلد تحت رعاية أممية لا بوتينية احتلالية".

 

أهمية سوريا لبوتين

وفي رده على ذلك، استبعد المحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، في حديثه مع "عربي21"، أن تحمل الخطوة الروسية أي مدلولات متعلقة باحتلال لسوريا أو ما شابه".

 

وقال: "لدى الرئيس الروسي ممثل خاص له في أفغانستان، فهل يعني هذا أن روسيا تحتل أفغانستان؟ طبعا لا".

وحول الأسباب التي دفعت بالرئيس الروسي إلى ذلك، قال: "أود أن أذكر أن أنباء راجت خلال الأسابيع الأخيرة حول خلاف بين روسيا وسوريا، وتأتي هذه الخطوة للتعبير عن أهمية واستراتيجية العلاقات الروسية- السورية، دون النظر إلى الشائعات".

 

اقرأ أيضا: روسيا تستبق قانون "قيصر" بافتتاح طرق دولية شمال سوريا

وأضاف أونتيكوف: "يمكن كذلك أن نفترض أن المنصب الجديد يعطي يفيموف مزيدا من الصلاحيات له، ليجعل التواصل بينه وبين بوتين سهلا، وسلسا"، موضحا: "العادة، أن يتواصل السفراء مع وزارة الخارجية، ونظرا لأهمية الملف السوري، سيستطيع يفيموف التواصل مباشرة مع بوتين".

تسارع الأحداث

الباحث في الشأن الروسي، بسام البني، قال إن تسارع الأحداث والتطورات في سوريا، وحرص الرئاسة الروسية على متابعة كل المعلومات القادمة من دمشق دون تأخر، أوجب على الأخيرة هذه الخطوة.

وأضاف لـ"عربي21" أن "تعيين بوتين ممثلا خاصا له في سوريا، سيؤدي إلى إدارة الملف السوري من قبل بوتين بشكل دقيق، ويجعله متابعا لأدق التفاصيل، بهدف تجنب أي صدام مع الأطراف الفاعلة في سوريا، روسيا بغنى عنه في هذه الفترة على أقل تقدير".

التعليقات (0)