ملفات وتقارير

اشتباكات وقتلى.. هل تكبح "قسد" غضب العشائر العربية؟

قمع قوات سوريا الديمقراطية للمظاهرات، الثلاثاء، فاقم الاحتقان بالمنطقة، لتتحول إلى السعي لتهدئة الغضب- تويتر
قمع قوات سوريا الديمقراطية للمظاهرات، الثلاثاء، فاقم الاحتقان بالمنطقة، لتتحول إلى السعي لتهدئة الغضب- تويتر

تفجر الموقف بين أهالي ريف دير الزور الشرقي وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وانزلقت الأوضاع نحو تبادل لإطلاق النار، في بلدات الحوايج وذيبان والشحيل والطيانة، على وقع غضب عارم إزاء اغتيالات بحق وجهاء بالمنطقة.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر "عربي21" بأن جموعا من المتظاهرين الغاضبين، جراء اغتيال مطشر الهفل أحد مشايخ "قبيلة العكيدات"، هاجموا مقرات لـ"قسد"، وطردوا عناصرها، وسط أجواء مشحونة وتبادل لإطلاق النار.

 

وكان قمع قوات سوريا الديمقراطية للمظاهرات، الثلاثاء، قد فاقم من الاحتقان بالمنطقة، لتتحول إلى السعي لتهدئة الغضب.

وأكد الناشط الإعلامي من ريف دير زين العابدين العكيدي، في حديثه لـ"عربي21" وقوع قتلى من قوات "قسد" وكذلك من الأهالي من بينهم امرأة نتيجة إطلاق النار.

وأضاف أنه نتيجة لذلك، فقد أخلت "قسد" مقراتها العسكرية من هذه المناطق، ونشرت حواجزها العسكرية من الباغوز إلى الطيانة، مشيرا إلى استنفار "قبيلة العكيدات" بشكل كامل.

وبالمقابل، لفت "العكيدي" إلى وصول تعزيزات عسكرية تابعة " لقسد " من جنوب الحسكة إلى قاعدة حقل العمر النفطي، وذلك تحسبا لمزيد من التوتر.

 

مخاوف "قسد"

وعن الأوضاع السائدة، قال العكيدي، إن حالة من الهدوء الحذر تسود المنطقة، ومن الواضح أن هناك خشية لدى "قسد" من زيادة التوتر، لأن "قبيلة العكيدات" تعد قوة ضاربة في دير الزور.

من جانبها، أمهلت قبيلة "العكيدات"، قوات "التحالف الدولي" و"قسد" مدة زمنية لتسليمها قتلة الهفل.

وفي أول تعليق منها بعد الحادثة، أكدت "القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي" في دير الزور، التابعة لـ"قسد"، أن التحقيقات ما زالت جارية بخصوص الاغتيالات، واتهمت في بيان، من وصفتهم بـ"الإرهابيين" بتنفيذ عمليات الاغتيالات.

 

اقرأ أيضا: طهران: أمريكا قوة احتلال وتنهب نفط سوريا مع قسد

 

"لا تراجع"

إلا أن شيخ عشيرة "الشعيطات"، رافع عقلة الرجو، أكد أن العشائر لن تسمح بعودة الأمور إلى الوراء، وذلك في إشارة إلى رفض مساعي "قسد"، ودعا في تصريح خاص لـ"عربي21"، أبناء قبيلة العكيدات إلى الانشقاق عن "قسد".

وناشد الرجو أبناء العشائر العربية إلى الانتفاض بوجه "قسد"، مطالبا بتضافر الجهود لطرد وحدات الحماية.

قبائل عربية أعلنت عن تضامنها ووقوفها مع "قبيلة العكيدات"، ومنهم عشائر "الراشد الطائية"، و"عدوان".

بدوره، قال الائتلاف المعارض إن الأنباء المتكررة عن وقوع عمليات الاغتيال التي تشهدها المنطقة الشرقية في سوريا تحولت خلال الفترة الماضية إلى ما يشبه الظاهرة، وقد باتت هذه الجرائم تشكل تصعيدا خطيرا.

وحمل "قسد" المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المتكررة، باعتبارها سلطة أمر واقع تفرض سيطرتها على المنطقة، وبالنظر إلى سجلها الطويل المليء بعمليات القتل والاغتيال والإرهاب والتعذيب والاعتقال والتهجير.

وشدد الائتلاف على أن حكمة رجال وشيوخ العشائر حالت حتى اللحظة دون مزيد من التصعيد، خاصة حين نأخذ بعين الاعتبار أن جانبا من الاغتيالات استهدف شخصيات من وجهاء العشائر والقبائل العربية في المنطقة.

مراقبون حذروا من استغلال النظام السوري للأوضاع السائدة، والاستفادة منها لفرض سيطرته على مناطق ريف دير الزور الشرقي.

والأحد، تعرضت السيارة التي تقل شيوخ "قبيلة العكيدات" لإطلاق نار من مجهولين، ما أدى إلى مقتل مطشر الهفل وسائقه، وإصابة شيخ آخر.

 

اقرأ أيضا: شيخ عشيرة يحمل "قسد" مسؤولية مقتل أحد وجهاء دير الزور

وتعتبر قبيلة "العكيدات" واحدة من أكبر عشائر سوريا، ولها امتدادات في العراق والأردن ومصر وعدد من دول الخليج العربي.

وتعيش مناطق سيطرة "قسد" في ريف دير الزور الشرقي على وقع فلتان أمني، وعمليات اغتيالات متكررة، وسط اتهامات من الأهالي لـ"قسد"، بسوء إدارة المنطقة، ونهب خيراتها، إلى جانب تهميش مشاركة المكون العربي وتحييده عن المشاركة في الحكم.

 

 

 

 

 

التعليقات (0)