ملفات وتقارير

خبراء: اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا يضع السيسي بمأزق

هل تخلى السيسي عن الخيار العسكري؟- موقع الرئاسة المصرية
هل تخلى السيسي عن الخيار العسكري؟- موقع الرئاسة المصرية

جاء الاتفاق الليبي على وقف إطلاق النار مؤخرا من طرفي النزاع ليطرح عدة أسئلة بشأن الموقف المصري، حيث هددت القاهرة في وقت سابق بالتدخل العسكري بليبيا، وفوض البرلمان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالقيام بعمل عسكري هناك.


ومن أبرز التساؤلات، ما مصير التدخل العسكري المصري الآن؟ وهل تخلى السيسي عن الخيار العسكري؟ وما مصير التفويض البرلماني له بالتدخل؟


وقال خبراء خلال حديثهم لـ"عربي21" إن "هذا الاتفاق وضع السيسي وبرلمانه في مأزق، سواء على صعيد دق طبول الحرب بمصر، والتي شاركت فيها كل المؤسسات، أو تأكيد الاتفاق على أن مصر مجرد تابع، سواء بحال استدعاء جيشها للتدخل أو بترحيبها باتفاق وقف إطلاق"، مشيرين إلى أن السيسي مجرد منفذ لما يطلب منه، إرضاء للدول الكبرى والكيان الصهيوني.


وأعلنت حكومة الوفاق الليبية التي مقرها طرابلس الجمعة، وقف إطلاق النار  في كل الأراضي الليبية، ودعت إلى جعل سرت والجفرة منطقتين منزوعتي السلاح، وإلى انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس المقبل.


وهو ما أكد عليه رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح بشكل متزامن، حيث  طلب من جميع أطراف النزاع في البلاد الوقف الفوري لإطلاق النار، وكل العمليات القتالية في جميع أنحاء ليبيا.


محاولة استنزاف


وفي هذا السياق، قال البرلماني السابق جمال حشمت إن ما أوقف السيسي هو الضغوط الأمريكية  التي أثمرت التوصل لهذا الاتفاق، حيث كان يستعجل تنفيذ المهمة التى أوكلت إليه من الطرف الخليجي وروسيا وفرنسا، كوسيلة لوقف تقدم قوات الوفاق المدعومة من تركيا، وكانت محاولة استنزاف للقوات المصرية والتركية معا.


وأضاف حشمت في حديثه لـ"عربي21": أعتقد أن التوجه للمعركة من جانب مصر كان جادا، لكنه توقف لأسباب أمريكية كما أشرت، لكن لن تستغني القوى الاستعمارية عن وجود الجيش المصري في المعادلة، لإتمام المخطط بالمواجهة بين أقوى جيشين مسلمين في المنطقة وهما المصري والتركي.


وحول إحراج السيسي بعد هذا الاتفاق، قال إن هذا الأمر لم يمثل حرجا، لـ"عميل" ضحى باستقلال بلاده وثرواتها وأرضها بل وشعبها، في سبيل تحقيق أغراض الممولين وأسياده في الكيان الصهيوني.


"السيسي ألعوبة"


أما رئيس حزب البديل الحضاري تحت التأسيس أحمد الجواد، فأكد على ترحيب كل من الأمم المتحدة وألمانيا وروسيا وإيطاليا وكندا بالقرار، وهو ما اضطر السيسي لإعلان ترحيب مصر باتفاق وقف إطلاق النار، في الوقت الذي أكد فيه بيان حكومة الوفاق على ألا يتم التصرف في الإيرادات النفطية إلا بعد التوصل لترتيبات سياسية جامعة، وهو ما يفقد السيسي وفرنسا وروسيا والإمارات فرصة المناورة أو التلويح بالحرب مجددا، فالسيسي لا يملك إلا خيار السير في ركاب ما اتفق عليه الآخرون.


وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن تفويض برلمان السيسي له بالحرب لا يعدو أن يكون بروباغندا رخيصة وبضاعة لم ولن تجد من يشتريها، لأن العالم يعلم أن قرار دخول مصر حربا ضد تركيا في ليبيا ليس بقرار السيسي بل قرار الكيان الصهيوني بالإضافة لعدم قدرة جيش كامب ديفيد أن يخوض حربا نظامية بشكلها التقليدي، لأنه جيش منهك ومنهمك في حرب داخلية ضد شعبه.


وأنهى كلامه بالقول: "بغض النظر عن أن هذا الاتفاق أنقذ السيسي من حرج التورط في ليبيا من عدمه، تبقى حقيقة واحدة أن السيسي ألعوبة في يد أعداء تركيا يستخدمونه وقتما شاؤوا وأينما شاؤوا".


تفويض لا قيمة له


من جانبه، قال العميد السابق بالجيش المصري عادل الشريف إن إعلان السيسي المبكر عن الموافقة، يعني أنه كان مدفوعا فقط للتهديد ليس أكثر، وأن تراجعه عن التدخل العسكري تم منذ مدة، ربما بعد بيان الخطوط الحمراء بأسبوع فقط.


وحول تفويض البرلمان أكد الشريف في حديثه لـ"عربي21" أن "هذا التفويض لا قيمة له، كما لا قيمة للبرلمان أصلا".


وتابع: "الواضح أن جميع الأطراف في ليبيا قد تراجعوا خطوات للخلف، وغالبا الأتراك متعرضون لضغوط عليهم من الروس والأمريكان والأوروبيين، ولذلك فمكسب الأتراك أن تتوقف العمليات العسكرية ويتم التفاوض باستبعاد حفتر  وتجميد منطقتي الجفرة وسرت وتسوية عائدات البترول، وأتخيل أن ثمة تواطؤا على تقسيم ليبيا بين الشرق والغرب".


التحذير من التدخل


وقال خبير العلاقات الدولية والأستاذ السابق بجامعة عمر المختار سيد أبو الخير إن السيسي تخلى عن الخيار العسكري مجبرا، لأن القوى الدولية المتحكمة في المشهد، رفضت دخوله لأن دخوله لن يجدي نفعا، بل سيكون عبئا وقد حذرته أمريكا وروسيا من التدخل ومواجهة الجيش التركي على أرض ليبيا.


وأضاف أبو الخير في حديثه لـ"عربي21": "بخصوص التفويض البرلماني، فقد أصبح ميتا وهو ولد كذلك وكان رسالة للداخل وليس للخارج"، مؤكدا أن الاتفاق الليبي بشكل عام، جاء منقذا ورحمة وعلى هوى المؤسسة العسكرية في مصر التي لم تكن ترغب في التدخل"، بحسب رأيه.

 
التعليقات (0)