صحافة دولية

WP: ترامب يخسر بالاستطلاعات.. الأمريكيون خائفون من كورونا

"تركيز ترامب على الجريمة لم يفشل بتجاوز قلق الناس من الفيروس وحسب، بل أصبح أداة غير فعالة في الجدال"- جيتي
"تركيز ترامب على الجريمة لم يفشل بتجاوز قلق الناس من الفيروس وحسب، بل أصبح أداة غير فعالة في الجدال"- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا يسلط الضوء على محاولات الرئيس دونالد ترامب وقف الانحدار الكبير في نتائج الاستطلاعات لصالح غريمه الديمقراطي جو بايدن، والعوامل المؤثرة على الناخبين، وأبرزها الخوف من "كورونا".

 

وأشار الكاتب "فيليب بامب"، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب أمضى الأسبوع الماضي في محاولة استخدام منصبه في هذا الإطار، فضلا عن حشد الحزب الجمهوري موكبا من الشخصيات للحديث عن ضرورة التجديد للرئيس في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وللتحذير من بايدن.


وقامت "واشنطن بوست" بحساب متوسط الاستطلاعات مباشرة قبل مؤتمري الحزبين، وكان بايدن في المقدمة بنسبة 51 بالمئة، مقابل 42 بالمئة لترامب، وبقيت النسبة على حالها بعد ذلك رغم الحشد الجمهوري الكبير.


ويجب ألا يكون مفاجئا أن الأرقام لم تتغير، بحسب الكاتب، فالسباق كان ساكنا إلى حد ملفت للنظر، فلم تتفوق النسبة العليا اليومية لترامب في استطلاعات شركة FiveThirtyEight عن النسبة الدنيا لبايدن. ودخل بايدن المؤتمر بتقدم غير عادي وخرج منها بتقدم غير عادي أيضا.

ولكن لماذا؟ لماذا لم تنجح تأكيدات ترامب المتكررة بأن بايدن سيقود الولايات المتحدة نحو الانهيار؟

 

ويجيب الكاتب بالإشارة إلى أن استطلاعات "سي أن أن"، وشريكتها، مؤسسة "SSRS" توفر فهما لما يجري.

وبشكل عام يتفوق بايدن على ترامب بثماني نقاط بحسب استطلاع "سي أن أن"، وهو ما يختلف بحسب المجموعات الديمغرافية كما يمكن التوقع، إذ يرجح الرجال ترامب (بفارق 4 بالمئة) والنساء بايدن (بفارق 20 بالمئة).

 

اقرأ أيضا: هؤلاء أكبر داعمي حملة ترامب الانتخابية.. كيف يؤثرون عليه؟

كما سألت الشبكة المستطلعة آراؤهم من يظنون أنه أفضل في التعامل مع عدد من القضايا مثل الاقتصاد وجائحة فيروس كورونا، وتقدم بايدن بجميع القضايا تقريبا، باستثناء الاقتصاد التي تقدم فيها ترامب بفارق ضئيل جدا (1 بالمئة).


ولكن، ماذا يحصل عندما تقارن هذه الأرقام مع ما يقول الأمريكيون إنها أمور تثير قلقهم فعلا؟ يظهر فعليا أن الجائحة الفيروسية (التي لم تكن مطروحة حتى مطلع العام الجاري) والعنصرية (التي ازداد تفاعلها بالتزامن مع الجائحة) أكثر ما يقلق الأمريكيين، ثم يأتي الاقتصاد بالمرتبة التالية، وهو الذي كان يحتل الصدارة حتى مطلع العام الجاري.


ويشير الكاتب إلى تصريح لترامب، أدلى به في مقابلة على "فوكس نيوز" قبل أيام، قال فيه إن "النساء يردن الأمن أكثر من أي شيء آخر.. يردن السلامة ويجب أن يحصلن على السلامة".

وبالفعل، فإن النساء أكثر قلقا بشأن الجريمة من المجموعات الأخرى – ولكنهن أكثر قلقا بشأن الجائحة، ويعتقدن أن بايدن أكثر قدرة على حماية أمريكا بفارق كبير.

وجوهر مشكلة ترامب، بحسب "بامب"، تكمن في أن الجائحة تستمر في كونها مصدر قلق أكبر بين الأمريكيين، ويرى غالبيتهم أن تعامل الإدارة الجمهورية معها أقل من المطلوب (40% فقط نظروا بإيجابية إلى تعامل ترامب مع الجائحة في استطلاع CNN).

 

كما أن تركيز ترامب على الجريمة لم يفشل بتجاوز قلق الناس من الفيروس وحسب، بل وأصبح أداة غير فعالة في الجدال.

 

اقرأ أيضا: بايدن يستعيد ولايات انتزعها ترامب بـ2016.. هل تضمن فوزه؟

ويؤكد استطلاع نشرته جامعة "كوينيبياك" الأربعاء تلك النقطة، حيث سئل المستطلعة آراؤهم إن كانوا يشعرون أكثر أو أقل أمنا مع وجود ترامب كرئيس، فقال نصفهم إنهم يشعرون أقل أمنا، بمن فيهم 54 بالمئة من النساء و50 بالمئة من المستقلين.

 

كما سئلوا عن ما إذا كانوا سيشعرون بقدر أكبر من الأمن إذا كان بايدن رئيسا، أجابت الأكثرية بالإيجاب، بمن فيهم أكثرية من النساء ونحو ثلث المستقلين.

وتبقى قبضة الرئيس قوية على الناخبين الجمهوريين، وهو ما تعهده منذ تنصيبه. وأظهر استطلاع رأي قامت به جامعة "سفولك" مع صحيفة "يو أس إيه تودي" أن 30 بالمئة من المستطلعة آراؤهم يظنون أن البلد تسير بالاتجاه الصحيح – ولكن تلك النسبة ترتفع في أوساط الجمهوريين إلى 60 بالمئة.

 

وترتفع تلك النسبة مجددا بين من يقولون إن "فوكس نيوز" هي مصدر الأخبار والتعليقات الأكثر ثقة، حيث تصل إلى 70 بالمئة.

 

وقال ثلاثة أرباع المعجبين بالشبكة أن الاقتصاد في حالة تعاف، مقارنة بثلثي مجمل الجمهوريين وثلث مجمل الأمريكيين.


وبالرغم من ذلك الحماس، إلا أن استطلاع جامعة سفولك يظهر بأن بايدن متفوق على ترامب بسبع نقاط.

وبمناسبة الحديث عن الحماس، فإن ترامب دائما ما يتبجح بمستوى الحماس السياسي بين مؤيديه. وذلك واضح في استطلاع CNN حيث يقول 87 بالمئة من مؤيديه بأنه لا يمكن أن يغيروا رأيهم حول من الذي سيصوتون له.

ولكن في الواقع فإن تلك النسبة بين مؤيدي بايدن باتت تبلغ 94 بالمئة.

التعليقات (0)