صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: تحالف نتنياهو مع الحريديم قد يسقطه للأبد

كاتبة إسرائيلية: نتنياهو يدرك أن خضوعه للمتدينين المتطرفين يضره في الانتخابات- جيتي
كاتبة إسرائيلية: نتنياهو يدرك أن خضوعه للمتدينين المتطرفين يضره في الانتخابات- جيتي

قالت كاتبة إسرائيلية إن "الإسرائيليين غاضبون من يهود الحريديم؛ لأنهم فتحوا مؤسساتهم التعليمية رغم ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، بما يتعارض مع تعليمات الحكومة بشأن خطة الخروج من الإغلاق على مستوى إسرائيل، لتجاوز الموجة الثانية من كورونا، ما تسبب بصداع منهم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".


وأضافت مازال معلم في مقالها بموقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو لا يجرؤ على مواجهة الحاخام حاييم كانيفسكي، 92 عاما، لأنه أمر بفتح مدرسة دينية على الفور، ما أثار غضب معظم الإسرائيليين، لأنه تم إجبار مليوني طالب على قضاء شهر كامل في منازلهم لمنع انتشار الموجة الثانية من الوباء، فيما تجاهلت عشرات المدارس الدينية تعليمات الحكومة بإعادة طلابها قبل الأوان". 


وأوضحت معلم، الخبيرة في الشؤون الحزبية والبرلمانية، أنه "عندما ناشد نتنياهو ممثل الحاخام في موشيه غافني من حزب "يهدوت هاتوراه"، أُبلغ أنه يتلقى الأوامر من الحاخام فقط، مع العلم أن الحاخام ذاته أصيب قبل أسبوعين بكورونا، لكنه تعافى، حتى تجربته الخاصة مع الفيروس لم تمنعه من تجسيد فك ارتباط القطاع الديني المتشدد وعزله عن السياسة الإسرائيلية الرسمية".


وأكدت أن "تحالف نتنياهو الوثيق مع المتدينين سيؤذيه الآن، وفي الانتخابات، لأن الانطباع الإسرائيلي أنه لا يتعامل معهم بالقوة الكافية، وأن من يدفع الثمن هم من يتبعون تعليمات الحكومة، والغضب العام تجاه المجتمع الديني هو نتيجة مباشرة لمعدلات العدوى، فمعظم المدن في المناطق الحمراء دينية متشددة، ويمكن أن يعزى انتشار الفيروس مباشرة لانتهاك الأوامر الرسمية، والصلاة العامة، وحفلات الزفاف، وفتح المدارس".


وكشفت أن "نتائج آخر استطلاع للرأي أكدت أن 60٪ من الإسرائيليين يعتقدون أن القرارات المتعلقة برفع الإغلاق الثاني يتم اتخاذها لأسباب سياسية، وليست مهنية، وأن نتنياهو يدوس في الوحل حين يتعلق الأمر بعدد المقاعد التي سيفوز بها إذا أجريت الانتخابات الآن، فيما تعتقد الغالبية أن زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت هو الزعيم السياسي الوحيد الذي يتخذ مقاربة عملية للوباء، ويستفيد من الافتقار العام للثقة في حكومة نتنياهو". 


وأضافت أن "نتنياهو يدرك أن خضوعه للمتدينين المتطرفين يضره، لهذا قضى الأيام القليلة الماضية في دعوتهم لاتباع التعليمات، وحذر من خطوات سيفرضها، لكنه تهديد فارغ، فرئيس الوزراء عالق في فخ قاس، إذا اتخذ خطوات ضد الحريديم، فسيفقد دعمهم، ومن دون هذا الدعم، لن يقدر على الاستمرار في منصبه كرئيس للوزراء، خاصة أن لديه محاكمة جنائية بتهمة الرشوة، وإذا استسلم لهم، فسيخسر قطاعات كبيرة من ناخبيه".


وأوضحت أن "العلمانيين في إسرائيل، وأجزاء كبيرة من المتدينين التقليديين، لا يتعاطفون مع الحاخام وأتباعه، لأنه نفد صبرهم، وأعادت أزمة كورونا الفوارق القديمة التي يتم بها تقاسم أعباء المواطنة بين المجتمعات الدينية والعلمانية مرة أخرى لواجهة الخطاب العام، بما في ذلك القضايا الساخنة كالخدمة العسكرية، أو تلقي رواتب حكومية، بعد أن تلاشى في السنوات الماضية، لكنه عاد للظهور بكل غضبه خلال الأيام الماضية". 


وأشارت إلى أن "أصحاب الأعمال الذين دفعوا الضرائب طوال حياتهم أفلسوا بسبب الإغلاق والمراسيم الحكومية الأخرى، بينما يتصرف قطاع واحد من السكان، هم الحريديم المتدينون، باستقلالية كاملة عن كامل الدولة، وبدعم من رئيس الوزراء، لقد كان درسا مفيدا للغاية عن كيفية نجاح 12٪ من سكان إسرائيل إجراء استيلاء عدائي على الدولة دون معارضة".


وأضافت أن "خصوم نتنياهو السياسيين يدركون أنها النقطة المؤلمة لنتنياهو، لذلك يواصلون مهاجمته بشأنها، وطوال الوقت، يعلم الجمهور الإسرائيلي من الصحافة والإنترنت عن المزيد من انتهاكات المدن والبلدات الدينية المتطرفة لتعليمات الحكومة، ويمكن سماع الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو، ويزعمون أن الحاخام كانيفسكي هو رئيس وزرائهم".


وختمت بالقول إنه "حتى السياسيين المتدينين من الحريديم يدركون أنهم يسيرون في اتجاه سيئ، وإذا سقط نتنياهو، فقد يجدون أنفسهم خارج الحكومة، المشكلة أنهم محتجزون من قبل قواعدهم الحزبية، وهكذا وقعوا في فخ قد يتسبب في انهيار تحالف نتنياهو معهم، ودفنه معهم تحت أنقاضه".

التعليقات (0)