ملفات وتقارير

كيف ستنعكس الانتخابات الأمريكية على الوضع العراقي؟

قال  خبراء عراقيون؛ إن نتائج الانتخابات الأمريكية ستؤثر على بلدهم بشكل مباشر- جيتي
قال خبراء عراقيون؛ إن نتائج الانتخابات الأمريكية ستؤثر على بلدهم بشكل مباشر- جيتي

مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تدور تساؤلات عن مدى تأثيرها على المشهد العراقي في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن على رئيس الإدارة الحالية دونالد ترامب، أو بقاء الأخير في منصبه لولاية ثانية.


والثلاثاء، يترقب العالم توجه ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، لحسم سباق محموم بين الجمهوري دونالد ترامب وغريمه الديمقراطي جو بايدن، وسط أزمات كثيرة تمر بها منطقة الشرق الأوسط تحديدا.


"حلقة أساسية"
وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي فلاح المشعل لـ"عربي21"؛ إن "هناك استراتيجية ثابتة لدى الإدارة الأمريكية خصوصا في العلاقات الخارجية، فبالنسبة للعراق فإنه يمثل واحدة من الحلقات الأساسية في منهجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".


وأوضح المشعل أن "الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لا أعتقد أنها تتكرر، لأنها قد كلفت الولايات المتحدة خسائر بالغة على مستوى العلاقات الدولية، كونها سمحت بالتمدد الإيراني وإحداث الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط، وما حصل لسوريا وغيرها دليل على ذلك".


وأعرب الخبير العراقي عن اعتقاده بأن "فوز ترامب يعني استمرار دعمه للحكومة وتخليص العراق من الإرهاب بكل أشكاله، ومن ثم محاولة إعادة بناء البلد وفق استراتيجية جديدة للمنطقة بصورة عامة، خصوصا بعد طرح صفقة القرن لتغيير خارطة الشرق الأوسط".


وأوضح المشعل أن "العلاقة بين العراق وأمريكا إذا فاز ترامب هي ثابتة، لكنه في حال خسر لصالح بايدن، فإن تغييرات فاعلة ستحصل، لكني أجدها لا تنسجم مع مصالح العراق الاستراتيجية".


لكن الخبير العراقي، أكد أن "وصول بايدن إلى البيت الأبيض سيخفض التوترات بين إيران والولايات المتحدة في العراق، لأنه سيجري عقد اتفاقيات جديدة كما حصل في عهد أوباما؛ كونها تعبر عن استراتيجية ثابتة لدى الديمقراطيين، فهم يميلون إلى الحوار وليس الحروب، لذلك فوز بايدن سيصب في صالح طهران".


ولفت المشعل إلى أن "ما ينتظره العراق من تغييرات، تمس جوهر البنية السياسية العراقية؛ لأن البلد يعاني من أزمات خانقة، فهو يمر بمرحلة تنذر بانهيار شامل للدولة".


الوجود العسكري
وبخصوص مصير الوجود العسكري الأمريكي، قال المشعل؛ إن "العراق لا يمكن أن يخلو من وجود أمريكي سواء انخفض عدد القوات أو تزايد، وأنه في زمن أوباما انسحبت قوات بلاده بالكامل، لكن التمثيل الدبلوماسي والعديد من الدوائر المرتبطة بالإدارة الأمريكية بقي يعمل في العراق".


ورأى المشعل أن "فوز ترامب سيبقي القوات الأمريكية التي قال إنه سيسحبها خلال ثلاث سنوات، لكنه إذا حصل على ولاية ثانية سيميل إلى تمديد هذه المدة، أما إذا فاز بايدن، فإن الانسحاب سيكون القرار المفضل والخيار الأفضل للديمقراطيين".


من جهته، رأى الخبير الأمني والسياسي العراقي، معن الجبوري، أن "انسحاب القوات الأمريكية ليس في صالح الولايات المتحدة ولا في صالح العراق، فعلى الصعيد الاستراتيجي واشنطن لا تريد خسارة مواقعها في العراق لأنها خسرت الكثير في زمن أوباما، وحاول ترامب إصلاح ذلك لأن الفراغ في المنطقة ملأته روسيا وإيران وتركيا".


وأضاف الجبوري لـ"عربي21" قائلا: "المعروف أن المصالح الأمريكية لم تأت لتقديم الشرق الأوسط هدية إلى هذه الدول، خصوصا أنها خسرت تريليونات الدولارات وآلاف القتلى، وكذلك خسرت الكثير من سمعتها من أجل بناء مصالح استراتيجيتها في العراق، فإذا أقدم بايدن على الانسحاب، فهذه تعد خسارة كبيرة لها ويأتي غيرها لملء الفراغ".


وأوضح أن "من طالب بخروج القوات الأمريكية من العراق هي الأطراف الموالية لإيران، خلافا للقوى الكردية والسنية وبعض الشيعة الذين يعدّون وجود أمريكا في العراق عنصر توازن واستقرار وفرض سيطرة على الواقع كي لا تتغول المليشيات والأحزاب الموالية لإيران أكثر".


ولفت الجبوري إلى أن "القوى التي ترفض انسحاب القوات الأمريكية، تريد إخراج العراق من نظام اللادولة الذي يعيشه منذ سيطرة هذه المليشيات"، مشيرا إلى أن "الخروج الأمريكي أيضا سيكون مذلا نسبيا للولايات المتحدة، لأنه يعدّ جاء تحت الضغط الإيراني، وهذا يمثل انتكاسة للجانب الأمريكي".


تخوفات عراقية
وحول تأثر المشهد العراقي في الانتخابات الأمريكية، قال الجبوري؛ إن "الكثير من الآمال في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بانية تطلعاتها على فوز ترامب؛ كونه أكثر وضوحا في برنامجه، ولا سيما في موقفه من إيران، التي تعدّ الآن خصما كبيرا للموقف العربي، لما أحدثته من تداعيات كبيرة في الدول التي تتدخل فيها بشكل مباشر، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن".


وأردف: "وعلى ذلك؛ فالآمال معقودة بشكل أكبر على فوز ترامب، لأنه واضح في برامجه إذ يسمي الأسماء بمسمياتها، ليس كما عند بايدن الذي يشكل عقدة نسبية بالنسبة للعراقيين؛ كونه أول من طرح مشروع تقسيم العراق، وهناك تخوف من أن فوزه سيعيد الدور الرئيسي إلى إيران على حساب الدول العربية، والمضي قدما في مشروع تقسيم العراق".


ورأى الجبوري أن "ضغط ترامب الاقتصادي على إيران، حقق الاتفاق بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود، الذي هو حتما جرى بإشارة من إيران كي ترسل رسالة إلى أمريكا بأنها تقبل هذه المتغيرات، وفي العراق أيضا أعلنت الفصائل الموالية لها أنها لن تستهدف المصالح والوجود الأمريكي".


وتابع: "إضافة إلى أن إيران غيّرت من خطابها، حيث أصبح أكثر نعومة ودبلوماسية تجاه من كانت تطلق عليها الشيطان الأكبر، وأعتقد إذا فاز ترامب، فإن طهران ستنصاع صاغرة للقبول باتفاقيات جديدة في الشرق الأوسط، ومن ثم تتخلى عن دعم هذه المليشيات والأحزاب التي تسببت بمشاكل كبيرة في المنطقة".  

التعليقات (0)