صحافة دولية

صحيفة أمريكية: معركة صعبة تنتظر بايدن مع مجلس الشيوخ

روج بايدن لخطة التصدي لفيروس كورونا من خلال توسيع الاختبارات، وتعزيز التنسيق بين الولايات، وتنظيم التطوير السريع للقاح ونشره- جيتي
روج بايدن لخطة التصدي لفيروس كورونا من خلال توسيع الاختبارات، وتعزيز التنسيق بين الولايات، وتنظيم التطوير السريع للقاح ونشره- جيتي

يمثل الفوز في الانتخابات نهاية الحملة الانتخابية المنهكة بالنسبة لبايدن وهاريس، لكنها في الحقيقة بداية لتحد أكثر صعوبة، كما قال موقع "VOX" الأمريكي.

بايدن الذي دخل البيت الأبيض كرئيس، ويتمتع بأكبر خبرة في مجال الخدمة العامة في تاريخ الولايات المتحدة، والرجل الأكبر سنا الذي يتولى رئاسة أمريكا، سيتولى مهامه وسط أزمة تاريخية، وجائحة أودت بحياة الكثير من الأمريكيين أكثر من الحروب التي خاضتها أمريكا مجتمعة "الحرب العالمية الأولى، والحرب الكورية، وحرب فيتنام"، والتي أنتجت أعلى معدلات بطالة منذ الكساد الكبير.

ويقول الموقع الأمريكي إنه قد يتعين على بايدن وهاريس تولي السلطة مع مجلس شيوخ جمهوري، وبالتالي فإن فشل الديمقراطيين في تولي مجلس الشيوخ، حتى لو فازوا بمجلس النواب، سيؤدي إلى إنهاء أجندة بايدن قبل أن تتاح لها الفرصة لتتشكل.

ومع بدء ظهور حجم الوباء وأضراره الاقتصادية في وقت سابق من هذا العام، أشارت حملة بايدن إلى أن المرشح يريد إدارة تشبه إدارة "فرانكلين رزفلت".

 

اقرأ أيضا: هذه الولايات التي كسبها بايدن من ترامب مقارنة بـ2016 (خريطة)

وروج لخطة التصدي لفيروس كورونا من خلال توسيع الاختبارات، وتعزيز التنسيق بين الولايات، وتنظيم التطوير السريع للقاح ونشره.

 

كما أنه طرح برنامجا لمحاربة الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها فيروس كورونا، بما في ذلك تمويل الولايات والمحليات، وتأمين نقدي وتأمين البطالة للأفراد والأسرة، بالإضافة للمنح والقروض للشركات الصغيرة مثل الحانات والمطاعم.

 

وكل هذا يبدو ممكنا  إلى حد ما إذا ما كانت تحت سيطرة الديموقراطية بالكامل، ولكنها ستكون أصعب بكثير إذا بقي السيناتور ميتش ماكونيل على رأس مجلس الشيوخ.

وفي عام 2009، قرر ماكونيل أن يتخذ موقف العرقلة المطلقة، لأي أو جميع التشريعات التي فرضها أوباما والتي تهدف إلى إنقاذ أو إصلاح الاقتصاد. لكن في ذلك الوقت كان الجمهوريون يمثلون الأقلية وبالتالي كانت العرقلة المطلقة صعبة جداً. هذه المرة قد يكون لديه أغلبية مجلس الشيوخ، ومن المرجح أن يتخذ الموقف نفسه مرة أخرى.

وبدون مجلس الشيوخ ستكون قدرة بايدن على سن أجندته مقيدة جداً، ولكن سيكون لديه قدر أكبر من الحرية في الشؤون الخارجية، حيث سيسعى إلى إعادة التواصل مع كوبا وإيران، والتفاوض بشأن صفقة جديدة للحد من الأسلحة الروسية، ومعالجة تهديد كوريا الشمالية لكل من كوريا الجنوبية واليابان. 

وفيما يتعلق بالاقتصاد، يقترح بايدن مجموعة من الخطط التي ترقى مجتمعة إلى جدول الأعمال الأكثر طموحا لمرشح ديمقراطي منذ عقود.

 

وتركز الخطط بشكل خاص على إعادة بناء التصنيع (الأخضر) في الولايات المتحدة، والبناء على توسيع شبكة الأمان التي أجراها أوباما، والتوسع بشكل كبير في الوصول إلى خدمات رعاية الأطفال والمعاقين وكبار السن.

كما تتضمن خطته المناخية استثمارات بقيمة 2 تريليون دولار في الطاقة النظيفة ومعيار للكهرباء النظيفة بحيث يفرض على الكهرباء في الولايات المتحدة ألا تنتج أي كربون بحلول عام 2035.

وسيتعين على بايدن أن يقرر أيضا كيفية التعامل مع إرث من خلفه، وما إذا كان يجب أن يترك الماضي خلف ظهره كما فعل أوباما مع بوش، أو السعي لمحاكمته، أو على الأقل التحقيق في المخالفات التي ارتكبها خلال الأربع سنوات الماضية، تحت مدع عام جديد.

 

اقرأ أيضا: بايدن رئيسا.. هل يخرج "المخضرم" من عباءة أوباما؟ (بورتريه)

كل هذه الأسئلة يجب أن تنتظر حتى نعرف نتيجة مجلس الشيوخ، في الوقت الحالي على الأقل يمكن للديمقراطيين الاحتفال بفوزهم بالرئاسة.

وتأتي هزيمة ترامب بمثابة راحة للأغلبية التي صوتت ضده، يبدو الأمر وكأنه نهاية الفصل المظلم لتاريخ الأمة الأمريكية، وبداية الفرص العظيمة. ولكن حتى تتحقق هذه الفرص، سيحتاج بايدن وهاريس للعمل بسرعة، بعد معرفة نتائج مجلس الشيوخ.

وحتى لو انتهى الأمر بتولي الديمقراطيين مجلس الشيوخ، فإن الطريق أمام أجندة بايدن وهاريس لا تزال صعبة، لأنه من المرجح أن يكرر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ إستراتيجية ميتش ماكونيل عام 2009-2011، لمحاولة منع كل مبادرة من مبادرات الإدارة الديمقراطية الجديدة.

ولمنع تكرار هذا المصير سيتعين على بايدن والأغلبية في مجلس الشيوخ إلغاء المماطلة، كما حث باراك أوباما وزعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ هاري ريد.

إضافة إلى ذلك فإن على بايدن التعامل مع محكمة عليا معادية، خاصة بعد تأكيد تعيين إيمي كوني باريت، لتحل محل روث بادر جينسبيرغ.

وباعتبار أن بايدن يعتمد على سمعته كصانع صفقات معتدل، أوضح أنه يخطط للاستفادة من علاقاته في مجلس الشيوخ لتمرير جدول أعماله بدعم كلا الحزبين. وهنا سيجب على ماكونيل أن يقرر إلى أي مدى يمكن أن يكون حزبه في مجلس الشيوخ معرقلا دون أن يتم إلقاء اللوم على الجمهوريين لعدم اتخاذهم أي إجراء.

وانتصار بايدن هو الخطوة الأولى لأمريكا بعيدا عن تلك التغييرات. لن يستطيع تنظيف حطام إدراة ترامب على الفور، ناهيك عن المشاكل التي خلفها، وسيعتمد حجم إنجازاته بالكامل على نتيجة مجلس الشيوخ في عدد لا بأس به من الولايات.

التعليقات (0)