صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي يقدم 4 استنتاجات من اغتيال "المصري" بطهران

صحف دولية قالت إن نائب تنظيم القاعدة اغتيل مؤخرا في طهران- جيتي
صحف دولية قالت إن نائب تنظيم القاعدة اغتيل مؤخرا في طهران- جيتي

قال خبير أمني إسرائيلي؛ إن "اغتيال نائب زعيم تنظيم القاعدة في إيران يعطي سلسلة من الاستنتاجات الأمنية الإسرائيلية، بما فيها الدليل على قدرة الاستخبارات والعمليات الخاصة لجهاز الموساد، ومدى ارتباط إيران بالتنظيم الذي تكرهه، وتأثير هذا الاغتيال على مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.


وأضاف رونين بيرغمان، الصحفي الاستقصائي لدى صحف "نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، مجلة فورين أفيرز، نيوزويك، تايمز، غارديان"، بتقريره بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أنه "بناء على معلومات المصادر الاستخباراتية في واشنطن، يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات المؤقتة للغاية حول طلب الولايات المتحدة، ورد الفعل الإسرائيلي على اغتيال أبو محمد المصري في آب/ أغسطس في قلب طهران.


وأشار بيرغمان مؤلف كتب عن حرب 1973 والنووي الإيراني والأسرى الإسرائيليين، ويلقي محاضرات جامعية، إلى أن "الاستنتاج الإسرائيلي الأول من الاغتيال يتعلق بالإيرانيين، ويذكرنا بكلمات الخميني حين وافق على وقف إطلاق النار مع صدام حسين، بإعلانه أنهم مستعدون لشرب كأس من السم، وعقد صفقات مع الشيطان، وهنا يصعب العثور على طرف مكروه لدى السلطات الشيعية في إيران أكثر من الحركات الجهادية السنية".

 

اقرأ أيضا: تأكيد إسرائيلي لتصفية الرجل الثاني بالقاعدة رغم نفي إيران

وأوضح أن "الإيرانيين استضافوا في ظروف من الرفاهية، ولسنوات عديدة، عددا من قيادات القاعدة، التي تمتعت بشعبية واسعة بعد مهاجمة السفارة الإسرائيلية في 1998، وحينها تحول للتنظيم الدولي الأكثر فتكا، مما يفسر سبب استضافة الإيرانيين لقادة القاعدة، أولهما الرغبة بالتنسيق والتعاون بعمليات ضد أعداء مشتركين وهما أمريكا وإسرائيل، وثانيهما التمسك بقادة القاعدة الكبار، وضمان عدم قيامهم بهجمات ضد إيران".


وأكد أن "الاستنتاج الإسرائيلي الثاني من الاغتيال يظهر أن جهاز الموساد والمخابرات الإسرائيلية متغلغلة بشكل عميق للغاية في أجهزة المخابرات والجيش والأمن الإيرانية، وهو النوع نفسه من الاقتحام الذي نفذه الموساد بتفجير منشأة ناتانز النووية قبل بضعة أشهر، لضرب العنصر الأكثر حساسية وأهمية بمشروع الإنتاج النووي بأكملها، ويوضح أن الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات يبقيان قيادة القاعدة قريبة من صدورهم".


وأشار إلى أن "تحديد مكان المصري، ثم إلحاق الأذى به، تعبير عن قدرات الاستخبارات والعمليات الاستثنائية للموساد الإسرائيلي التي تم وضعها بخدمة الولايات المتحدة".


وأضاف أن "الاستنتاج الإسرائيلي الثالث يرتبط بالعلاقة الاستخباراتية بين إسرائيل والولايات المتحدة أقرب من أي وقت مضى، ورغم أن تنظيم القاعدة ليس على قائمة أولويات أجهزة المخابرات الإسرائيلية، لكن وجود المصري تحت المتابعة المكثفة يجعله معروفا، لأن لدى إسرائيل حسابا مفتوحا معه، لكنه بشكل أساسي حساب أمريكي عمره 22 عاما، ولم تتمكن الولايات المتحدة من إغلاقه، وطلب رؤساؤها من إسرائيل إغلاقه".


وزعم أن "الموساد الإسرائيلي أمضى عاما كاملا بمراقبة المصري، رغم اتخاذه احتياطات مختلفة، مثل تغيير الشقق والسيارات، حتى تمكنوا من الحصول على فرصة تشغيلية لإلحاق الأذى به، ولعله من قبيل الصدفة أن يتم الاغتيال بالضبط في الذكرى الـ22 لمهاجمة السفارة، مع أن قضية الاغتيالات حساسة، حيث تحجم الدول، بما فيها الأصدقاء المقربون، عن التعاون بعضها مع بعض".

 

اقرأ أيضا: NYT: عملاء لإسرائيل قتلوا الرجل الثاني في القاعدة في طهران

وأكد أن "الطلب الأمريكي من إسرائيل إغلاق الحساب مع المصري، دليل على درجة الأمان والتقارب بين الجواسيس الأمريكان في أثناء عملهم مع الموساد، وأعضاء آخرين في مجتمع المخابرات، وحقيقة أن الموساد تغلق حساب أقوى قوة في العالم، دليل على قوته. في المقابل، لم يكن بوسع إسرائيل تنفيذ جزء كبير من الأعمال ضد إيران، دون المظلة الكبيرة التي نشرتها الولايات المتحدة".


وكشف النقاب أنه "مع نجاح عملية الاغتيال في آب/أغسطس وفي طهران، من المحتمل جدا أن يتم استقبال رئيس الموساد يوسي كوهين في واشنطن، وتقديم خالص الشكر من العناصر التي يتواصل معها الموساد مع البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية".


وختم بالقول بأن "الاستنتاج الإسرائيلي الرابع يتعلق بأن هناك احتمالا كبيرا أن العمل لا يزال أمام الإسرائيليين، حيث يعد إغلاق الحسابات مع المصري حدثا دراميا ومهما أثار قلق العالم طوال الأيام الماضية، لكنه لا يزال معركة هامشية لا تتقدم على القضية الرئيسية والصراع المستمر، وهي الحرب الطويلة والمستمرة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، حيث لم تقل الأخيرة كلمتها النهائية بعد".

التعليقات (0)