صحافة دولية

الغارديان: خطاب الإصلاح في السعودية يتناقض مع الواقع

يحاول ابن سلمان بحسب خبراء تلميع صورته بعد قضية خاشقجي- واس
يحاول ابن سلمان بحسب خبراء تلميع صورته بعد قضية خاشقجي- واس

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده باتريك وينتور قال فيه؛ إن خطاب الإصلاح وجهود الدبلوماسيين السعوديين للدفاع عن المملكة أمام نقادها يناقضه الواقع.

 

وجاء في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنه "قبل عشرة أشهر توقعت العائلة السعودية الحاكمة عقد قمة العشرين في نهاية الأسبوع، وباعتقاد أن تجمع قادة العالم سيكون مناسبة لتقديم صورة عن التقدم الذي حصل في المملكة، وستكون مناسبة لإعادة تأهيل ولي العهد محمد بن سلمان بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي على يد فرقة قتل بلطجية".

 

وأضافت أنه "يبدو أن هذه الآمال لن تتحقق. فوباء فيروس كورونا حول من القمة إلى اجتماع افتراضي عبر الإنترنت، وستكون قاعة المؤتمرات في الرياض فارغة، ولن تتوقع العاصمة التي تم تنظيفها تدفقا للزوار. ولن تكون هناك صور جماعية أو زعماء يصافحون بعضهم بعضا على السجاد الأحمر، وستحل محلها شاشات فيديو مقسمة. ولا اللحم والشراب والنقاش المتعدد حول دراما البيان الختامي بين القادة في أجنحتهم بالفنادق، وسيحل محله نقاش افتراضي لا روح فيه. ولن يكون البيان الختامي طموحا حول حجم الضرر الذي تسبب به فيروس كورونا".

 

ولكن القمة تأتي في مرحلة حرجة على السعودية. فقد اختار ترامب الرياض لكي تكون أول عاصمة يزورها بعد تنصيبه في عام 2017، وبالمقارنة وعد الرئيس المنتخب جوزيف بايدن بأن يجعل السعوديين "منبوذين كما هم".

 

ويقول ديفيد راندل، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل في الرياض لمدة 20 عاما، إن تعريف السعودية لنجاحها بعد قمة نهاية الأسبوع سيكون أنها استطاعت الحفاظ على علاقة مع العالم، الذي وضعه انتخاب بايدن محل سؤال و "على السعودية الدفاع عن نفسها".

 

وهي مشغولة بعمل هذا بجهود دقيقة من خلال استضافة عدد من اللقاءات قبل القمة. وكما يقول عبد العزيز الصقر الذي عين لإدارة القمة، فقد تم ترتيب 127 لقاء على الإنترنت شارك فيها مفكرون ورؤساء بلديات ورجال أعمال ووزراء. وحسب تقدير فقد شارك 17.000 شخص في جماعات التواصل.

 

وتعترف هناء المعيبد من مركز الملك فيصل للدراسات، أنه "كانت خيبة أمل كبيرة عقد المناسبة عبر الإنترنت"، ولكنها قالت؛ إن هذا العام أدى إلى تواصل مدني.

 

واستخدمت أبرز دبلوماسية سعودية في واشنطن؛ ريما بنت البندر، خطابا مهما لترسل رسالة إلى إدارة بايدن المقبلة.

 

وقالت إن بلدها كانت أعظم حليف لأمريكا في مكافحة التطرف والإرهاب، وزعمت بالمقارنة أن نقاد السعودية "يريدون حرق كل هذا".

 

ورددت الكلمات الطنانة عن "رؤية 2030" حيث قالت؛ إن بلادها مكرسة للمساواة بين الجنسين.

 

اقرا أيضا: شقيقة معتقل سعودي تخاطب قمة العشرين عبر "عربي21"

 

وقالت: "بعض النقاد لا يزالون متمسكين بالآراء القديمة والمتحجرة والمهجورة تماما عن المملكة". وأضافت: "نعترف بالحاجة لأن نعمل جهدا أكبر لتصحيح الرأي غير الدقيق والمشوه عن المملكة.

 

وعندما يتم تحدينا عن حقوق الإنسان فنحن بحاجة لأن نشرح أفضل. وأن التقدم لا يحصل في ليلة وضحاها، فالتغيير يجب أن يكون تدريجيا والتقدم لا يتم بخط مستقيم، ولكن متعرج، وفي منحنى المنعطف هناك التقدم".

 

وقد تكون محقة، لكن تلميحا من شقيقها الأمير خالد، السفير في بريطانيا حول العفو عن الناشطات تم التراجع عنه. 

 

وبالنسبة لحرب اليمن التي يراها الكثير من المشرعين الديمقراطيين غير أخلاقية ولا معنى لها، فقد اتهمت السفيرة الحوثيين بأنهم تركوا طاولة المفاوضات. وأشارت إلى حوالي 300 صاروخ باليستي أطلقت من الأراضي اليمنية إلى السعودية.

 

أما منافسة السعودية الكبرى، إيران، فقد قالت إن هناك سببا لعقد السعودية القمة؛ لأن إيران معزولة.

 

ففي الرياض يتدفق المتخرجون من الجامعات العالمية للعودة، أما في طهران فتجري عملية تجفيف العقول. ورغم كل ما قدمه السعوديون من دفاع عن بلدهم، إلا أن التحدي ظل عن كيفية انسجام هذه المزاعم، وعن التنوع وتقوية المرأة بالواقع. فالتركيز في الإعلام الغربي يظل على الناشطات المعتقلات ومن بينهن لجين الهذلول.

 

فقد طالبت الناشطة هذه بحق المرأة بقيادة السيارة وتحولت إلى رمز لجيل من السعوديات المتحررات، ولكنها قررت الإضراب عن الطعام منذ 23 يوما.

 

وهي معتقلة بدون توجيه تهم لها منذ أيار/مايو 2018 لدفاعها عن حقوق المرأة. وبالسياق نفسه، تم وضع ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية.

 

وهناك تحقيق مستقل في البرلمان البريطاني بقيادة النائب المحافظ كريسبن بلانت بشأن المعاملة التي يتلقاها من خليفته ولي العهد محمد بن سلمان.

 

وتقدم حالة الأمير السجين أن محمد بن سلمان الذي احتفى به الغرب مرة كإصلاحي، لا يستطيع الحكم من خلال الإجماع.

 

وتفهم لينة الهذلول، شقيقة لجين أهمية أن "عقد مناسبات كبرى مثل قمة العشرين لا يعطي المملكة صورة الدولة القوية والاقتصاد العالمي القوي، لكنها تحرف نظر العالم عن واقع انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث على بعد أميال من القمة"، وحثت قادة السعودية بإظهار نوع من الذكاء و "عدم إحراج أنفسهم" والفشل، في طي الصفحة قبل قدوم بايدن.

 

ودعمتها في بريطانيا البارونة هيلينا كنيدي وتقريرها عن معاملة الناشطات المعتقلات في السعودية.

 

قالت البارونة: "لا دولة تحترم نفسها تشارك في مهزلة قمة العشرين بدون أن تطالب بالإفراج عن هذه النساء". و"اعتقلت هذه النساء في ظروف بائسة لأنهن إهانة لهيكل السلطة في السعودية".

 

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في حكومة الظل المعارضة ليزا ناندي؛ إنها ترى منطقا في الدعوات الداعية للمقاطعة، وأضافت: "أعتقد أن من الأفصل المشاركة في الغرب وطرح الموضوع بدلا من الغياب".

 

ولكنها علقت أنها غير متأكدة من جهود بريطانيا لبناء تحالف ضد السعودية؛ "لا يمكن لبريطانيا الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان، وهي تقوض موقفنا في العالم، لأنها غير منسجمة مع من نريد نقده".

 

وهناك ضغوط مماثلة من قادة ألمانيا وفرنسا حول التركيز على مضيفيه، وليس القضايا التي ستتم مناقشتها.


للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

التعليقات (0)