سياسة عربية

حلفاء أبوظبي باليمن يطالبون التحالف بتزويدهم بأسلحة نوعية

الانتقالي اليمني يشارك في حكومة المناصفة- جيتي
الانتقالي اليمني يشارك في حكومة المناصفة- جيتي

طالب المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات جنوبي اليمن، التحالف العربي الذي تقوده السعودية بتعزيز قدرات القوات التابعة له بأسلحة نوعية، في ثالث تصعيد للمجلس منذ تشكيل حكومة مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب.

جاء ذلك في تغريدة نشرها في موقع "تويتر" عضو هيئة رئاسة المجلس، لطفي شطارة، الجمعة، وبعد أقل من يوم على تصريحات رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، الخميس، جدد فيها التمسك بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

وكتب شطارة: "حان الوقت للتحالف العربي لتغيير تعامله مع الانتقالي الشريك الصادق والقوي، من خلال تعزيز قدراته العسكرية للتصدي لجرائم الحوثيين".

وأضاف: "كشفت جريمة استهداف مطار عدن المروعة، ضرورة تحصين الجنوب في منظومة صواريخ دفاعية"، وتسليح ما أسماها "القوات المسلحة الجنوبية" بأسلحة نوعية، في إشارة منه إلى المليشيات التابعة للمجلس، التي تسيطر على مدينة عدن، ومحافظات أخرى محيطة بها.

 

 


ووقع هجوم استهدف مطار عدن الدولي، في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عقب هبوط طائرة تقل رئيس وأعضاء حكومة المناصفة في المطار.

وأسفر الهجوم الذي اتهم الحوثيون بالمسؤولية عنه، رغم نفيهم، عن مقتل وإصابة ما يزيد عن 130 شخصا، وفق ما نشرته وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها.

 

اقرأ أيضا: رغم حكومة المناصفة.. الانتقالي اليمني يتمسك بانفصال الجنوب

وتتوالى تباعا، تصريحات قيادات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، منذ عودة الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا، إلى العاصمة المؤقتة عدن، في مؤشر على جولة جديدة من التصعيد في انتظار التوليفة الحكومية التي يشارك فيها المجلس بخمس وزارات،

"تلويح وتهديد للحكومة"

من جانبه، رأى نائب رئيس تحرير صحيفة "المصدر" (محلية متوقفة عن الصدور)، علي الفقيه، أن تصريحات الزبيدي وشطارة تحمل رسائل إماراتية تتضمن التلويح بإفشال اتفاق الرياض، وفق تقديره.

وقال في تصريح خاص لـ"عربي21": "تحريك الانتقالي الذي يعد الذراع الإماراتية الخشنة على الأرض هو مؤشر عدم رضا أبوظبي عن سير الأمور".

وقال:  "محليا، فإن مضمون التصريحات يحمل نبرة تملص من مضمون اتفاق الرياض، والنبرة تحمل تهديدا للحكومة، بألا تفكر في الحديث عن استكمال الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض".

ولم يستبعد الصحفي اليمني، أن تتبع هذه التصريحات خطوات تصعيدية ضد الحكومة، متابعا: "سيحدث ذلك إذا ما غادر الوزراء الإقامة المفروضة عليهم في قصر معاشيق (الرئاسي) ونزلوا إلى الأرض وذهبوا إلى مقرات وزاراتهم لممارسة مهامهم من خلال المؤسسات التنفيذية التابعة لوزاراتهم، وإنهاء حالة الركود التي أدت لتغييب أي وجود للحكومة خلال الفترة الماضية، وجعلت عدن وما حولها محمية خاصة بالانتقالي، ومساحة خاصة لتحرك تشكيلاته المسلحة التي حلت محل قوات الحكومة الشرعية منذ آب/ أغسطس ٢٠١٨".

 

اقرأ أيضا: ما دلالات إصرار رئيس "الانتقالي" على الانفصال باليمن؟

وتابع نائب رئيس تحرير "المصدر أونلاين": "إذا كان الانتقالي جادا في توجهه لقتال الحوثي فسيترجم ذلك، بإعادة تموضع التشكيلات العسكرية التابعة له في جبهات المواجهة مع مليشيا الحوثي، حسبما نص عليه اتفاق الرياض".

وأوضح أن التسليح لتشكيلات عسكرية خارج سيطرة الحكومة "استمرار لدعم مليشيات غير شرعية من شأن بقائها على هذه الحالة أن يطيل من حالة اللاستقرار ويضعف الحكومة الشرعية، ويبقيها تحت التهديد".

تصريحات القيادي في المجلس الانتقالي، أثيرت حولها علامات استفهام عدة، سيما أنها تكشف بشكل علني ملامح جولة تصعيد جديدة على اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس في 5 تشرين ثاني/ نوفمبر 2019، وآلية تنفيذه المعلن عنها نهاية تموز/ يوليو 2020، واللذين نصا على "دمج تنظيم مليشيات المجلس في وزارتي الدفاع والداخلية".

ومساء الخميس، جدد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، تمسكهم بخيار انفصال شمال البلاد عن جنوبه، وأنه لا رجعة عن هذا الأمر.

وقال: "لا استقرار في منطقة البحر الأحمر والبحر العربي دون حل الدولتين".

وأضاف: "تحمل المجلس على عاتقه هدف استعادة دولة الجنوب بحدود عام 1990 (العام الذي اتحد فيه اليمن شمالا وجنوبا) كهدف ناضل من أجله شعبنا طويلاً، ولن يتراجع عنه".

وأشار إلى أن "مشروع الدولة الاتحادية ومخرجات الحوار الوطني (أحد مرجعيات الحل في اليمن بناء على قرار مجلس الأمن 2216) قد انتهت بانقلاب الحوثي، وهناك واقع جديد في الجنوب لا يمكن لأحد القفز عليه".

والشهر الماضي، كان هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي المقيم في أبوظبي، قد حذر عبر حسابه على "تويتر" من أن "أي حديث للحكومة عن الوحدة يستفز الجنوبيين"، في أول تصعيد سياسي للمجلس منذ تشكيل حكومة المناصفة بين محافظات الشمال والجنوب.

وقال "بن بريك": "على الحكومة ووزرائها تقدير تضحيات الجنوبيين، واحترام الرأي العام في الجنوب، وتركيز جهودها لمواجهة الحوثي".

وأضاف: "الدندنة حول مفردة الوحدة وجلبها في كل خطاب، يستفز الجنوبيين ولا يساعد على النجاح"، مطالبا إياها بـ"التعقل والتركيز على الخدمات ومواجهة الحوثيين".

وبعد أيام من وصول الحكومة إلى عدن، هاجمت قيادات في المجلس الانتقالي، المتحدث باسمها، راجح بادي، على خلفية تصريح أدلى به بشأن "ضرورة استكمال تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض"، والذي ينص على إخلاء مدينة عدن، من التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس.

التعليقات (0)