صحافة إسرائيلية

مسؤول إسرائيلي يكشف دوافع انسحاب شارون من غزة

قال المسؤول الإسرائيلي إن الانسحاب من غزة أتاح للمقاومة الفلسطينية تطوير قدراتها العسكرية- جيتي
قال المسؤول الإسرائيلي إن الانسحاب من غزة أتاح للمقاومة الفلسطينية تطوير قدراتها العسكرية- جيتي

كشف مسؤول إسرائيلي، دوافع قرار رئيس الوزراء السابق آرئيل شارون، بالانسحاب من قطاع غزة عام 2015.

 

وزعم المسؤول الاستيطاني الإسرائيلي تسافي هندل أن "خطة الانسحاب من غزة التي شملت تدمير المستوطنات هناك أصعب ألف مرة من تدمير الهيكل، لأنها تسببت بالسعي لاندلاع حرب أهلية بين المؤيدين والمعارضين لها، لأن إزالة تلك المستوطنات قام بها آرئيل شارون تنفيذا لدوافع نجسة".


وأضاف تسافي هندل في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "شارون بادر لتنفيذ خطة فك الارتباط عن قطاع غزة من أجل الهروب من التحقيقات الجنائية والشبهات القانونية ضده، وهو ما بدأ بالتحضير له قبل 17 عامًا عند نهاية عام 2003، قبل عام ونصف من التنفيذ الفعلي على الأرض".


وأوضح أن "المحامي دوف فايسغلاس رئيس ديوان شارون، وأحد مقربيه هو من أشار عليه بهذه الخطة، مع أحد مسؤولي العلاقات العامة المتواجدين حوله، لأن جميع الإسرائيليين يكرهون غزة، وهذه الخطة كفيلة بإخراجهم من ذلك الوحل، ومن السهل التسويق لخطة للجمهور، رغم أنه ليس شيئًا صغيرًا اقتلاع المستوطنات منها، كنا أمام حدث كبير لإخلاء الكثير من المستوطنات".


وأشار إلى أن "شارون لم يؤمن بهذه الخطة على الفور، بل إنه وصفها بالجنون، لأن الاستيطان في غزة برأيه له ميزة استراتيجية، وهو يؤمن به حقًا، وإذا لم تحكم إسرائيل هناك، فيجب عدم التخلي عن القليل الذي تركه اتفاق أوسلو تحت سيطرتنا، لكن الوحيد الذي ما زال متمسكا بموقفه القديم المعارض لهذه الخطة هو موشيه يعلون رئيس أركان الجيش آنذاك خلال فترة فك الارتباط، وتم تقصير ولايته بسبب معارضة الانسحاب".


وهاندل، 71 عاما، أحد قادة مستوطنات قطاع غزة قبل الانسحاب، وشغل منصب رئيس مجلس غوش قطيف ثماني سنوات، ثم عضوا في الكنيست نيابة عن الحزب القومي، ونائب وزير التربية، وقاد حملة لإقناع المستوطنين بعدم إخلاء منازلهم حتى اللحظة الأخيرة، وتفاوض مع الحكومة على تعويضهم، وقال حينها: "أعتبر أن لحظة إخلاء المستوطنات مرت صعبة عليه، لأن الانسحاب من غزة أعطى دفعة للهجمات الفلسطينية".

 

وأكد أن "الانسحاب من غزة عرّض حياة اليهود للخطر، وبالعودة إلى الوراء، أدى إلى تدهور رهيب في أمنهم، وإصابتهم، وقتلهم، ولكن عند طرح السؤال حول إمكانية تكرار إخلاء آخر للمستوطنات في الضفة الغربية، فإن الإجابة هي لا، لأن أولئك الذين أيدوا فك الارتباط عن غوش قطيف، ولم يعترفوا علناً بخطئهم، يعرفون أنه كان خطأ فادحاً، لأنه في تلك الأيام من الانسحاب ظهرت بوادر جدية من خطر الحرب الأهلية". 

 

وكشف أنه "بعد أسبوعين فقط من توقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر 1993، التقيت مع رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، وأخبرته بأن اتفاقيات أوسلو خطأ استراتيجي وعلى مستوى تاريخي لا مثيل له، وبعد أخذ ورد استطعنا تحسين بنود الاتفاق بإنقاذ ساحل غوش قطيف من الانسحاب منه، ومنعنا نشاط الشرطة الفلسطينية داخله، ولأول مرة ولدت فكرة تقسيم المناطق الفلسطينية، كما هو الحال اليوم في الضفة الغربية". 

اقرأ أيضا: تباين إسرائيلي إزاء العلاقة العسكرية مع واشنطن

التعليقات (1)
عرفان ابومنيفي
الجمعة، 04-11-2022 10:14 ص
قال الملك حسين(نريد سلاما يمكنه ان يستمر، ان يعيش.) ولا يمكن لسلام لا يحترم ادمية الانسان، ان يسمى سلاما. السلام، الذي لا يلامس كرامة الانسان، ويحفظها، على الاقل في حدود ما، هو ليس سلاما.