صحافة دولية

أوبزيرفر: خطاب بايدن عن اليمن وروسيا تحوّل عن سياسة ترامب

أوبزيرفر: ما قاله بايدن عبارة عن إعادة تأكيد للسياسة الأمريكية التقليدية وأهدافها بعد أربعة أعوام من التوقف العام- جيتي
أوبزيرفر: ما قاله بايدن عبارة عن إعادة تأكيد للسياسة الأمريكية التقليدية وأهدافها بعد أربعة أعوام من التوقف العام- جيتي

سلطت صحيفة "أوبزيرفر" الضوء على خطاب جوزيف بايدن حول السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي ترجمتها "عربي21" إن نوايا بايدن كانت معروفة، إلا أنه أول خطاب له عن السياسة الخارجية يلقيه كرئيس وقدمه بشكل مناسب من وزارة الخارجية، مركز الدبلوماسية الأمريكية وكان تغيرا جيدا.

وكان العنوان الرئيسي فيه هو وقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وتحذيرا سريعا لروسيا بأن التعامل السهل مع إدارة ترامب قد انتهى، ولكن الخطاب احتوى على تحول واسع في السياسة.

فقد ذهب بدون عودة شعار "أمريكا أولا" ومعه الانعزالية القبيحة والحمائية ومعاداة الأجانب التي كانت أساسا له.

وعنى بايدن في خطابه أن أمريكا عادت للارتباط من جديد بالتعددية الدولية والتحالفات مثل الناتو ومنظمات الأمم المتحدة كمنظمة الصحة العالمية وكذا الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاقية النووية مع إيران.

ومن هنا فإن الحديث عن "عقيدة بايدن" كلام سطحي لأن ما قاله عبارة عن إعادة تأكيد للسياسة الأمريكية التقليدية وأهدافها بعد أربعة أعوام من التوقف العام. لكن الخطاب لم يكن مجرد تأكيد السيطرة على الوضع، فهو إشارة عن تغير مهم عن السياسة التي ستتخذها الإدارة لتحقيق أهداف الولايات المتحدة. وأعلن بايدن عن الطريق وهو النهج الدبلوماسي وليس الحرب، أو صفقات الأسلحة، أو العقوبات، أو الخبطات، أو نوبات الغضب، أو التهديد.

وكل هذا تطور جدير بالترحيب، لكن بايدن مثل أي رئيس سيتم الحكم عليه من خلال أفعاله وليس كلماته. وما أثار ارتياح وكالات الأمم المتحدة وعاملي الإغاثة هي دعوته لوقف الحرب في اليمن.

فبعد الحملة التي قادتها السعودية والإمارات ضد حركة أنصار الله أو الحركة الحوثية، مات آلاف من اليمنيين ودخلت البلاد في أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقال ديفيد ميليباند الذي يترأس لجنة الإنقاذ الدولية مرحبا بإعلان بايدن: "خطوة أولى مهمة". وقال إن التحول من استراتيجية حرب فاشلة نحو الحل الشامل جاء متأخرا.

ومن بين الإجراءات التي أعلن عنها بايدن، وقف مبيعات السلاح للرياض ووقف الدعم العسكري للحرب وتعيين مبعوث خاص لليمن.

وعلى بايدن أن يقوي ويوسع -وفورا- الدعم الإنساني للمناطق التي تسيطر عليها الجماعة المتمردة حيث تعيش نسبة 80% من السكان فيها.

وفي يوم الجمعة، تم إلغاء قرار ترامب تصنيف الحركة الحوثية جماعة إرهابية دولية في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب. وكان قرارا متعجلا أثر على الدعم الإنساني وعمليات الإنعاش الاقتصادي للبلد.

ويجب على الولايات المتحدة دعم تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بجرائم الحرب التي ارتكبتها كل الأطراف. وكانت خطوة بايدن التي لم تكن متوقعة بمثابة هزة للرياض والعواصم الخليجية الأخرى وإسرائيل لأنها تعكس تحولا في النبرة والجوهر عن تساهل ترامب غير الحكيم.

وتعهد بايدن بدعم الحلفاء في الخليج للدفاع عن أنفسهم ضد إيران ولم يظهر تحركات بعد للعودة إلى الاتفاقية النووية أو بناء جسور مع طهران. ولكن تصريحاته تأتي في ظل التحضير للكشف عن تقرير "سي آي إيه" بشأن جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي يتوقع أن يكشف عن تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بها.

وقال بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن إنهما يريدان إحياء حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين الذي حاولت إدارة ترامب ونتنياهو كل ما بوسعهما لدفنه، ما قد يقود إلى توتر في العلاقات على المدى القصير. ولكن هذا ليس شيئا جيدا إن عني إعادة التوازن والمنظور إلى طريقة إدارة شؤون الشرق الأوسط.

كما أن لهجة بايدن المتشددة من فلاديمير بوتين هي عملية تصحيحية وإن جاءت متأخرة. وكان سجن بوتين للمعارض الشجاع إليكسي نافالني في الأسبوع الماضي هو العمل الأخير الشنيع الذي أهان فيه بوتين العدالة والديمقراطية. وكان بايدن محقا في مواجهة بوتين، والسؤال هو: هل سيحقق شيئا؟ أمر لا أحد يعرفه.

 

اقرأ أيضا: WP: بايدن يعيد ترتيب السياسة الخارجية وسط حذر أوروبي

التعليقات (0)