سياسة دولية

إلغاء عقوبات واشنطن على طهران.. وبيان أمريكي أوروبي

سحبت الولايات المتحدة خطابيها الموجهين إلى مجلس الأمن بخصوص تفعيل آلية "سناب باك" ضد إيران- جيتي
سحبت الولايات المتحدة خطابيها الموجهين إلى مجلس الأمن بخصوص تفعيل آلية "سناب باك" ضد إيران- جيتي

ألغت الولايات المتحدة، الخميس، تفعيل آلية "سناب باك"، التي أعادت واشنطن بموجبها فرض عقوبات على إيران خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.


وأبلغ نائب المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفير ريتشارد ميلز، في رسالة رسمية، رئيسة مجلس الأمن السفيرة البريطانية باربرا وودوارد بالقرار.

 

وأشار السفير الأمريكي إلى أن واشنطن تسحب خطابيها الموجهين إلى المجلس بتاريخ 21 آب/ أغسطس و21 أيلول/ سبتمبر الماضيين، بخصوص تفعيل آلية "سناب باك"، مطالبا أن يتم تعميم رسالته كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.

 

بدوره،  قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة إن إيران "ستتراجع على الفور" عن الإجراءات المتعلقة ببرنامجها النووي عند رفع العقوبات الأمريكية، في تأكيد لموقف طهران من عرض واشنطن إحياء المحادثات.

وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس إنها مستعدة لإحياء اتفاق 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 وأعاد فرض العقوبات على طهران.

وكتب ظريف على تويتر إنه عند رفع العقوبات "سنرجع على الفور عن كل الخطوات التي اتخذناها. الأمر بسيط".

وكان ظريف قد كتب في تغريدة الخميس أن الإجراءات التي اتخذتها إيران كانت ردا على انتهاكات الولايات المتحدة والثلاثي الأوروبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا للاتفاق المبرم عام 2015 الذي وقعت عليه أيضا كل من الصين وروسيا.

وتتيح آلية "سناب باك" إعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران، إذا طلبت ذلك دولة طرف في الاتفاق النووي الموقع بين الدول الخمس الكبرى بمجلس الأمن (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا) إلى جانب ألمانيا، مع إيران عام 2015، وهو ما رفضه آنذاك جميع الموقعين على الاتفاق.

 

 

مطالبة لإيران


ومنذ انسحاب واشنطن من "خطة العمل الشاملة المشتركة"، المعروفة باسم الاتفاق النووي، فرض الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، سلسلة عقوبات قاسية تستهدف خنق الاقتصاد الإيراني، والحد من نفوذ طهران الإقليمي.


وفي سياق متصل، طالب وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، الخميس، إيران بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة باسم "الاتفاق النووي".


جاء ذلك بحسب بيان مشترك صدر، عقب اجتماع التأم في باريس بين وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ونظيريه؛ البريطاني دومينيك راب، والألماني هايكو ماس، فيما جاءت مشاركة نظيرهم الأمريكي أنتوني بلينكين عبر (الفيديو كونفرنس).


وأشار البيان إلى "أهمية عدم امتلاك إيران أسلحة نووية"، مؤكدا أن "نتائج خطة العمل الشاملة المشتركة، حققت نجاحا كبيرا بالنسبة للدبلوماسية متعددة الأطراف".

 

اقرأ أيضا: هل يحق لإدارة ترامب تفعيل آلية "سناب باك" ضد إيران؟


وأضاف: "وأعربت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة عن اهتمامها الأمني الأساسي المشترك في دعم نظام عدم الانتشار النووي، وضمان عدم تمكن إيران أبدا من تطوير سلاح نووي".


ودعا البيان إيران إلى عدم اتخاذ أي خطوات إضافية، "لا سيما فيما يتعلق بتعليق البروتوكول الإضافي وأي قيود على أنشطة التحقق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران"، معتبرا أن منع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش منشآت إيران النووية "أمر خطير".

 

تعزيز الاتفاق النووي


وطالب البيان طهران بالنظر في عواقب هذا "الإجراء الخطير"، مؤكدا على معالجة المخاوف من برامج صواريخ إيران وأنشطتها الإقليمية، إلى جانب ضرورة تعزيز الاتفاق النووي الإيراني بالتشاور مع دول منطقة، وعودة إيران إليه.


كما أعرب الوزراء الأوروبيون عن ترحيبهم بإعلان الولايات المتحدة، في وقت سابق، نيتها العودة من جديد للاتفاق.


ووفق البيان الذي طالب إيران بالوفاء الكامل بالتزاماتها بموجب الاتفاق، قال وزير الخارجية الأمريكي: "كما قال الرئيس جو بايدن، إذا أوفت إيران بكامل التزاماتها، فإن الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه، وهي مستعدة لبدء مفاوضات مع إيران".


وأفاد البيان بأن "هناك قلقا عميقا بشأن نشاط تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في إيران، وبدء دراسات لإنتاج اليورانيوم المعدني".

 

وفي سياق متصل، رفعت الإدارة الأمريكية الجديدة قيود السفر عن دبلوماسيين إيرانيين كانت قد فرضتها إدارة ترامب ما حد من التمثيل الدبلوماسي الإيراني لدى واشنطن وحضور طهران في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.


وبحسب شبكة "سي أن أن"، فقد أشار مصدر مسؤول في الخارجية الأمريكية إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى فسح المجال أمام الدبلوماسية لتلعب دورها في ملف برنامج إيران النووي.

 

وستعود  إدارة بايدن إلى الأسلوب القديم حين كان يُعطى الدبلوماسيون من دول مثل إيران وكوريا الشمالية حرية التحرك في نطاق لا يتجاوز محيط مدينة نيويورك.

التعليقات (0)