صحافة دولية

التايمز: السياسة الخارجية الأمريكية ترى السعودية شريكا فقط

بايدن أشار إلى أنه سيخاطب الملك وليس ولي عهده- جيتي
بايدن أشار إلى أنه سيخاطب الملك وليس ولي عهده- جيتي

قالت صحيفة التايمز إن القائمين على السياسة الخارجية الأمريكية، وفي حال انزعاجهم من السعودية، و"هو ما يحدث غالبا"، يذكّرونها بأنها ليست حليفة لواشنطن وإنما مجرد "شريكة".

وقالت الصحيفة إن السعوديين في المقابل، لا ينظرون إلى الأمر على نحو مختلف. فهم يرون أنهم حصلوا من الولايات المتحدة على وعد بالأمن مقابل النفط، منذ حصول أولى الشركات الأمريكية على امتيازات نفطية في السعودية في ثلاثينيات القرن العشرين.

ولفتت إلى أن الرئيس جون بايدن يدرك هذا الأمر جيدا، لذا قالت متحدثة باسمه إنه يريد إعادة تقييم العلاقة مع السعودية، وأنه سيتعامل مباشرة مع الملك سلمان، وليس مع الحاكم الفعلي للمملكة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ورأت أن هذا الإعلان يعتبر بمثابة إعادة لسنوات الرئيس السابق باراك أوباما. فقد أعرب أوباما عن استياء إدارته من السعودية "التي جعلها سجلها الحقوقي ودعمها التاريخي للإسلام الراديكالي لا تحظى بشعبية في الغرب ولا في الحزب الديمقراطي".

وأشارت الصحيفة إلى اختيار أوباما، في عام 2009، مصر كمكان لإلقاء خطاب رئيسي "أعاد ضبط" علاقة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي. وأشارت إلى أنه تم إقناع أوباما في اللحظات الأخيرة فقط بالقيام بزيارة قصيرة قبل ذلك إلى الرياض.

 

اقرأ أيضاإكسيوس: بايدن يهاتف الملك سلمان قبيل نشر تقرير خاشقجي


وقال الكاتب إنه "بعد ذلك الازدراء، أصبح يُنظر إلى السعودية على أنها غير متعاونة مع سياسات أوباما في الشرق الأوسط". ويشير إلى أن السعودية كانت معادية بشكل علني للاتفاق النووي الإيراني الذي أنجزه أوباما.

ورأت الصحيفة أنه من الواضح أن بايدن يأمل في أن تسير الأمور بشكل مختلف الآن. ونُقل عن مستشارين قولهم إن بايدن يريد التركيز على الصين وروسيا وأوروبا وليس على الشرق الأوسط.

وشددت على أن ذلك سيعيد خلق المشكلة التي ظهرت خلال سنوات أوباما الذي اعتقد أن "دعم الولايات المتحدة للأنظمة الاستبدادية مثل الرياض كان عقبة أمام السلام والديمقراطية وأنّ ترك المنطقة لنفسها هو أفضل طريقة لتشجيع التقدم". وأضافت: "كلنا نعلم كيف سارت الأمور بعدها".

لكن الصحيفة أشارت إلى أن الظروف مختلفة الآن. وذلك لأنّ "السعوديين يعلمون أنّ مقتل جمال خاشقجي في عام 2018 أضعف محمد بن سلمان، الذي اضطر بعد ذلك إلى اتخاذ إجراءات، منها إطلاق سراح عدد من المعارضين".

وقالت إنّ بايدن سيرغب في المزيد من السعودية، في ما يتعلق بحقوق الإنسان وإسرائيل والفلسطينيين وإيران. مضيفة أنّ بايدن يعتقد "أنّ التوبيخ العلني سيزيد من احتمالية امتثال محمد بن سلمان له. وهذه مقامرة".

وتوقعت أنّ محمد بن سلمان سيصبح ملكاً في وقت ما قريباً "إذ أن والده يبلغ من العمر 85 عاماً، وكراهية بايدن لوريثه لم تصل إلى حد فرض إقالته".

ورجحت أنه في هذه المرحلة من شبه المؤكد أن تقرر الولايات المتحدة دعم الحاكم الجديد للمملكة، كما فعلت مع الحاكم السابق، إذ أنها "ستجد أنها لا تزال تريد شراء السعودية لأسلحتها والحصول على مساعدتها في ما يتعلق بالأمن والإرهاب ومنع وقوع المنطقة في أحضان روسيا والصين".

وختمت بالقول إنه في تلك اللحظة "لن يهم إذا كانت السعودية تُدعى حليفاً أو شريكاً" للولايات المتحدة.

التعليقات (0)