اقتصاد دولي

فوضى بالتجارة البحرية بعد توقف قناة السويس.. ما البدائل؟

 أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال قناة السويس وجنوبها للمرور عبرها منذ الثلاثاء- جيتي
أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال قناة السويس وجنوبها للمرور عبرها منذ الثلاثاء- جيتي

تضاعف تكاليف الشحن البحري 4 مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي

 

7 ناقلات غاز طبيعي مسال تحول مسارها، وأكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر العبور

 

تعليق الملاحة بقناة السويس تسبب في انتكاسة جديدة لسلاسل التوريد العالمية 

 

 

قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية؛ إن توقف حركة الملاحة في قناة السويس، تسبب في إحداث فوضى في التجارة البحرية العالمية، وأدى إلى تضاعف تكاليف الشحن البحري 4 مرات، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

 

ولا تزال سفينة "إيفر غيفن" البالغ طولها 400 متر جانحة في قناة السويس منذ يوم الثلاثاء الماضي وثمة جهود جارية لتعويمها، لكن إحدى الشركات المشاركة في تلك الجهود قالت؛ إن الأمر قد يستغرق أسابيع، في ظل الطقس السيئ.

 

ونقلت الوكالة الأمريكية، في تقرير ترجمته "عربي21"، مخاوف أصحاب شركات الشحن العالمية من خطورة استمرار توقف حركة الملاحة بقناة السويس أكثر من أسبوع.

 

وقال مارك ما، مالك شركة شحن، مقرها الصين، لديها 20 إلى 30 حاوية تنتظر عبور قناة السويس المغلقة، إنه إذا لم تستأنف حركة المرور في غضون أسبوع، "فسيكون الأمر مروعا".

 

وأضاف: "سنرى ارتفاع أسعار الشحن مرة أخرى. المنتجات تتأخر، والحاويات لا يمكن أن تعود إلى الصين، ولا يمكننا تسليم المزيد من البضائع".

 

وحول تفكيره في مسارات بديلة، قال: "لا يبدو تحويل السفن خيارا قابلا للتطبيق في الوقت الحالي، بسبب مخاطر اتخاذ طرق غير مألوفة، ومحدودية العرض للطاقم، وطول المسافة".

 

وأشارت الوكالة إلى أن تسليم بضائع ومنتجات نفطية تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار قد تأخر حتى الآن، وفي حال بقيت القناة مغلقة لعدة أسابيع، فقد يتم إرسال البواخر التي تنقل النفط والمنتجات النفطية من الشرق الأوسط إلى أوروبا إلى طريق بديل، حول رأس الرجاء الصالح.

 

وبحسب تقديرات الوكالة، فإن تكلفة الإمدادات في هذه الحالة سترتفع بما لا يقل عن 300 ألف دولار، وهو مقدار الوقود الذي يجب دفعه لكل ناقلة لتغطية مسافة 9.65 ألف كيلومتر. 

 

وأضافت: "السعر الحالي للتسليم من الصين إلى أوروبا لحاوية شحن جافة قياسية بحجم 67.7 مترا مكعبا، حيث تبلغ تكلفة هذه الخدمة في الوقت الحالي حوالي 8 آلاف دولار، ما يظهر تضاعف سعر مثل هذه الخدمة أربع مرات مقارنة مع بيانات الفترة نفسها من العام الماضي".

 

وتظهر بيانات ملاحية من رفينيتيف أن أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال القناة وجنوبها للمرور عبرها منذ الثلاثاء.

 

اقرأ أيضا: قراءة في أزمة جنوح سفينة بقناة السويس.. ما سر ارتباك مصر؟

وقالت ريبيكا شيا المحللة في شركة كبلر لتحليل البيانات، الجمعة؛ إن سبع ناقلات غاز طبيعي مسال حولت مسارها بعيدا عن قناة السويس.

ولفتت إلى أن ثلاثا من الناقلات جارٍ تحويلها نحو المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح، مضيفة أن غالبية الناقلات التي حولت مسارها تتجه الآن إلى أماكن أخرى، بعد أن كانت وجهتها في الأساس هي قناة السويس.

وأضافت أن أربع ناقلات تحمل شحنات من الولايات المتحدة وقطر، فيما لا تحمل البقية أي شحنات.

 

وقالت شيا؛ إن ست سفن للغاز الطبيعي المسال تنتظر الدخول على جانبي القناة، مع وجود سفينة أخرى تسمى جولار تندرا عالقة في القناة منذ يوم الثلاثاء.

وأردفت: "ستتأثر خطط عبور ما إجماليه 16 سفينة غاز طبيعي مسال لقناة السويس، إذا استمر الازدحام حتى نهاية الأسبوع الجاري".

وتابعت: "سيكون هناك تأخير كبير في جدول التحميل في راس لفان في بداية أبريل (نيسان) بسبب الازدحام".


وأوضحت "بلومبيرغ" أن أزمة توقف قناة السويس التي يمر بها نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية، تسبب أيضا في انتكاسة أخرى لسلاسل التوريد العالمية، التي تعاني اضطرابا بالفعل بسبب طفرة التجارة الإلكترونية المرتبطة بتفشي وباء كورونا.

 

وذكرت الوكالة أن نحو 300 سفينة في العالم، إما عالقة في قناة السويس، في انتظار عبور الممر المائي، أو حددته كوجهة تالية، مشيرة إلى أن نحو 50 سفينة تستخدم الممر المائي يوميا.

وتوقعت أن يؤدي الازدحام في قناة السويس إلى تأخير ما يقرب من 7 بالمئة من شحنات الحبوب الرئيسية المنقولة بحرا في الولايات المتحدة، استنادا لوزارة الزراعة الأمريكية وبيانات السفن.

 

وقالت بريمار إيه.سي.إم شيببروكينج للوساطة في الشحن البحري، وفقا لرويترز: "أسعار (الشحن) للناقلات من فئتي أفراماكس وسويسماكس في البحر المتوسط تحركت أولا أيضا؛ إذ بدأت السوق تضع في الاعتبار توافر عدد أقل من السفن في المنطقة".

وقالت بريمار إيه.سي.إم؛ إن أربع ناقلات على الأقل من فئة (لونج-رينج 2) ربما كانت تتجه صوب السويس من حوض الأطلسي، تقيم على الأرجح الآن مسارا حول رأس الرجاء الصالح، وبإمكان الناقلة من تلك الفئة حمل نحو 75 ألف طن من النفط.

 

اقرأ أيضا: ما تأثير اضطرابات الملاحة بقناة السويس على أسعار النفط؟

وأضافت أن ارتفاع الطلب على خام حوض الأطلسي داخل أوروبا سيزيد أيضا من استخدام تلك الناقلات الأصغر حجما، ويدعم أسعار الشحن.

وزادت تكلفة شحن المنتجات الأقل تلويثا للبيئة، مثل البنزين والديزل، من ميناء توابس الروسي على البحر الأسود إلى جنوب فرنسا من 1.49 دولار للبرميل في 22 آذار/مارس إلى 2.58 دولار للبرميل في 25 آذار/ مارس، بزيادة 73 بالمئة بحسب رفينيتيف.

وقال أنوب جاياراج، سمسار شحن ناقلات لدى فيرنليس سنغافورة؛ إن مؤشرا قياسيا للشحن البحري للسفن من فئة (لونج-رينج 2) من الشرق الأوسط إلى اليابان، المعروف باسم تي.سي 1، ارتفع إلى 137.5 نقطة (ورلد سكيل) في وقت مبكر من اليوم الجمعة، مقارنة مع 100 نقطة (ورلد سكيل) الأسبوع الماضي.

وعلى نحو مماثل، سجل مؤشر لتكاليف الشحن للسفن من فئة (لونج-رينج 1) على المسار نفسه، المعروف باسم تي.سي 5، 130 نقطة (ورلد سكيل)، ارتفاعا من 125 في نهاية الأسبوع الماضي. وورلد سكيل هي أداة للقطاع تُستخدم لحساب تكاليف الشحن.

وقال محللون؛ إن تأثير تأخيرات الشحن البحري على أسواق الطاقة، سيخفف منه موسم يتسم بانخفاض الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.

وقالت شركة كبلر لمعلومات البيانات: "الطبيعية الموسمية لهذه التدفقات تعني أنه من المستبعد أن نشهد فرض ضغوط على شركات شحن الغاز الطبيعي المسال التي تنقل شحنات إلى الشرق؛ إذ إن مسارات رأس الرجاء الصالح الأصول والأقل تكلفة تحظى بتفضيلها".

وقال سمسار شحن بحري يعمل من سنغافورة؛ إن عدة ناقلات غاز مسال حولت مسارها، مضيفا أن المعنويات تجاه أسعار الشحن لناقلات الغاز المسال أكثر إيجابية بعد الحادث.

وأضاف أن بعض المشترين الأوروبيين الذين يترقبون تأخيرات في إمدادات الغاز المسال من قطر، ربما يدرسون خيارات أخرى مثل الشراء في السوق الفورية. لكن محللين يقولون إنه في ظل أن الطلب على الغاز المسال في موسم يتسم بالانخفاض، فإن التأثير ربما يكون ضئيلا.

وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء لدى ريستاد إنرجي في مذكرة أمس الخميس؛ إنه إذا استمر التوقف في قناة السويس لأسبوعين، قد يتأجل تسليم نحو مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا.

وأضاف أن هذا الرقم قد يتضاعف إلى ما يزيد عن مليوني طن من الشحنات المؤجلة التسليم، في ظل أسوأ تصور إذا ظلت القناة متوقفة لأربعة أسابيع.

 

التعليقات (1)
محمد غازى
السبت، 27-03-2021 12:26 ص
ما سمعته وقرأته، أن ما حصل فى قناة السويس، كان متوقعا بسبب جهل الحكومة المصرية، وعدم إيمانها بأن قناة السويس، قناه تخص العالم كله، بسبب عبور البواخر وناقلات النفط خلالها. علمت أن المحسوبية فى مصر، كتعيين مرشدين فى القنال عديمى الخبرة، وهم أكبر كبار السن، كانوا يعملون كجنرالات فى البحرية المصرية، وتقاعدوا، ولكنهم تم منحهم وظائف مرشدين فى القنال حتى يحافظوا على مستواهم المعيشى هم وأسرهم. ألمصيبة أن المرشدين فى القنال عديمى الخبرة وتم تعيينهم بالواسطة. أعتقد أنه على العالم أن يبحث عن ممرات أخرى لتسيير سفنه بدل قناة السويس ألتى يحصل فيها ما حصل وأدى إلى المصائب. إنه زمن السيسى اللعين.