ملفات وتقارير

واشنطن تعيّن سفيرها مندوبا إلى ليبيا.. هل تدير الملف دوليا؟

عاد الملف الليبي ليتصدر الملفات المهمة في البيت الأبيض خاصة بعد الانتخابات الأخيرة- تويتر
عاد الملف الليبي ليتصدر الملفات المهمة في البيت الأبيض خاصة بعد الانتخابات الأخيرة- تويتر

طرح قرار الإدارة الأمريكية تعيين سفيرها لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مبعوثا خاصا إلى ليبيا تساؤلات حول أهداف ودلالة الخطوة، لا سيما في هذا التوقيت، وما إذا كانت واشنطن تريد اهتماما وسيطرة أكبر على الملف الليبي. 

وصدر قرار من الخارجية الأمريكية بتعيين نورلاند مبعوثا خاصا للبيت الأبيض إلى ليبيا إضافة إلى منصبه كسفير ورئيس للبعثة الدبلوماسية هناك، بهدف تعزيز الدعم الدولي لإيجاد حلّ سياسي وشامل ومتفاوض عليه يقوده الليبيون، وتيسّره الأمم المتحدة، وفق بيان للوزارة. 


وأكدت الوزارة أن القرار الآن مؤشّر على الأهمية الكبرى التي توليها الولايات المتحدة للتواصل الدبلوماسي المُركز على مستوى عال لدعم العملية السياسية الليبية حتى الانتخابات التي ستجرى في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وأن نورلاند سيعمل على تعزيز الجهود لإبقاء العملية السياسية على المسار الصحيح وضمان إخراج القوات الأجنبية من ليبيا. 

"تنسيق ودور محوري" 

ورأت عضو البرلمان الليبي، أسماء الخوجة، أن "أمريكا ومنذ عشر سنوات تولي الملف الليبي أهمية خاصة، ولكن بعد مقتل سفيرها في بنغازي فإنها تراجعت خطوة إلى الخلف في إدارة الملف بشكل مباشر وكلفت دولا بعينها بالأمر تحت إشرافها وبما يتماشى مع مصالحها وأهدافها في المنطقة، واستمر هذا الحال حتى بدايات سنة 2020". 

وأوضحت في تصريحات لـ"عربي21" أنه "بعد فشل الدول المتصارعة في ليبيا في الوصول إلى حل توافقي حول مصالحهم هناك وحدوث الهجوم على طرابلس، فقد عاد الملف الليبي ليتصدر الملفات المهمة في البيت الأبيض خاصة بعد الانتخابات الأخيرة وتصويت الكونغرس على دعم استقرار ليبيا".

وبخصوص تعيين السفير مبعوثا خاصا، قالت: "أتوقع أن يقوم السفير بدور محوري للتنسيق بين الأطراف لتحقيق الهدف المنشود بشأن استقرار البلاد. ورغم أن هذا الأمر سيستغرق وقتا لا بأس به فإنه ليس مستحيلا في ظل مساعدة المجتمع الدولي وتوافقه مع المصالح الأمريكية بالمنطقة".

"استهداف المليشيات"

في حين قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرعثي إن "قرار الإدارة الأمريكية تحت قيادة بايدن بتعيين مبعوث خاص إلى ليبيا هدفه الأول التخلص من المليشيات غير الرسمية، وهو بمثابة ضمانات أمريكية للسلطة التنفيذية الجديدة التي رفضت لقاء قادة هذه المليشيات أو تعيينهم في مناصب عسكرية". 

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "الولايات المتحدة قادرة على ردع المليشيات وإنهاء وجودها بل وحتى اختطاف زعماء هذه المجموعات خاصة بعد مطالبة وزيرة الخارجية (المنقوش) بإخراج المرتزقة وخاصة التابعين لتركيا من ليبيا".

"إخراج الروس"

وبدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، إلى أن "القرار لا جديد فيه كون الصلاحيات قد تكون واحدة ومتشابهة مع كونه سفيرا، لكن المنصب ربما يوسع تواصله مع الأطراف الفاعلة وربما كمبعوث خاص يسمح له بلقاء شخصيات مسؤولة في الداخل والخارج". 

وأوضح أن "حديث الخارجية عن القرار وأن نورلاند سيعمل على إخراج القوات الأجنبية؛ فالهدف الوحيد منه هو استهداف التواجد الروسي في ليبيا وإخراج المقاتلين من هناك كون هذا الأمر يمثل هدفا متجددا للإدارة الأمريكية، والفاغنر الروس هم المقصودون من قولهم "قوات أجنبية"، وفق تصريحه لـ عربي21".

"تحجيم وردع"

لكن عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة، رأى أن "تكليف نورلاند مندوبا خاصا للبيت الأبيض إلى ليبيا يعني أن واشنطن تهدف الآن إلى تحرك استراتيجي مباشر ربما لوضع حد أو على الأقل تحجيم التدخلات العسكرية للدول الأخرى". 

وأكد خلال تصريحات لـ"عربي21" أنه "قد نشهد حتى تهديدا عسكريا حقيقيا لكبح جماح أتباع وأدوات هذه الدول من الأطراف الليبية إذا لم تلتزم بالاتفاقات السياسية الأخيرة وصولا إلى الانتخابات القادمة في موعدها، وتراهن الإدارة الأمريكية على انتخاب سلطة واحدة تمثل كل ليبيا ويمكنها أن تكون حليفا استراتيجيا واقتصاديا لواشنطن".

التعليقات (0)