صحافة دولية

WSJ: بعد خروجه من السلطة نتنياهو يخطط للعودة

قال تساحي هنغبي العضو البارز في حزب الليكود بزعامة نتنياهو: "من السابق لأوانه إعلان أن هذه هي نهاية عهد نتنياهو"- جيتي
قال تساحي هنغبي العضو البارز في حزب الليكود بزعامة نتنياهو: "من السابق لأوانه إعلان أن هذه هي نهاية عهد نتنياهو"- جيتي
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي هزمه منافسوه السياسيون بعد 12 عاما في السلطة بدأ يخطط للعودة ويعتزم تحدي الحكومة الجديدة بشأن الأمور التي قد تؤدي إلى انقسام عميق في الائتلاف متعدد الأحزاب.

ويخطط نتنياهو، الذي من المتوقع أن يقود المعارضة الآن، للضغط على الائتلاف الحاكم الجديد، الذي يضم ثمانية أحزاب تتراوح من مجموعة عربية إلى قوى محافظة، بشأن قضايا سياسية حساسة مثل بناء المستوطنات وتمكين العرب في البلاد.

وهو يأمل في أن ينهار التحالف تحت الضغط، بحسب أشخاص مطلعين على خططه، وهو ما سيؤدي إلى انتخابات خامسة منذ عام 2019 ويمنح زعيم إسرائيل الأطول خدمة فرصة أخرى لتولي السلطة.

قال نتنياهو، الأحد، في البرلمان قبل التصويت على الثقة للائتلاف الجديد: "سأخوض معركة يومية ضد هذه الحكومة اليسارية السيئة والخطيرة لإسقاطها.. وبعون الله سيكون ذلك أسرع بكثير مما تعتقدون".

بالإضافة إلى القضايا الداخلية الملحة التي قد تكون مثيرة للانقسام، قال نتنياهو إنه يتطلع أيضا إلى المقارنة بينه وبين الحكومة الجديدة بشأن الجهود الأمريكية لإعادة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي تعارضه إسرائيل.

وقال نتنياهو: "بينيت لا يتمتع بالمكانة الدولية أو المكانة أو المعرفة". وأضاف أن إيران يجب أن تفهم أنه "سيعود قريبا".

في الأسبوع الماضي، أجل نتنياهو خططا لمسيرة أعلام مثيرة للجدل في القدس ينظمها القوميون اليمينيون إلى يوم الثلاثاء وهي قد تؤدي إلى تأجيج التوترات وإثارة موجة جديدة من الاضطرابات في المدينة - وهو التحدي الرئيسي الأول للحكومة الجديدة بعد يومين فقط من استلام الحكومة.

وتنطوي استراتيجية عودة نتنياهو على مخاطر كبيرة على نفسه وعلى الدولة. فهو يحاكم بتهم فساد ينفيها. وعندما كان رئيسا للوزراء، كانت لديه خيارات أكثر وأفضل لمحاربتها، مثل محاولة تمرير قانون يمنحه حصانة من الاتهامات أو محاولة التأثير على التعيينات التي يمكن أن تؤثر على كيفية التعامل مع القضية.

قال أمير فوتشس، الخبير في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز أبحاث مقره القدس: "لم تسر كما يشتهي".

قد تتحدى جولة جديدة من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل الخطط الحكومية لإحياء الاقتصاد بعد عمليات الإغلاق المتعددة بسبب كوفيد-19 العام الماضي، إذا كانت ستؤثر على تمرير ميزانية طويلة الأجل تشتد الحاجة إليها بعد عامين بدون ميزانية.

بدا أن نتنياهو اكتسب فرصة بقاء سياسي وسط صراع مميت استمر 11 يوما بين إسرائيل وحماس، ولكن مع ذلك القتال جاء الصراع الداخلي بين الإسرائيليين اليهود والعرب الذي شعر الكثير في البلاد أنه نتاج سنوات من خطاب التفرقة الذي انتهجه نتنياهو.

وصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أن انخرط الجانبان في أسوأ جولة قتال منذ آخر ثلاث حروب عام 2014، لكن الحركة حذرت من أنها ستطلق المزيد من الصواريخ إذا اتخذت إسرائيل خطوات استفزازية أخرى في القدس. وقتل الصراع الذي اندلع الشهر الماضي 256 فلسطينيا بينهم 66 طفلا و12 إسرائيليا بينهم طفلان.

كان نتنياهو القوة المهيمنة في السياسة الإسرائيلية لأكثر من عقد من الزمان. منذ عودته إلى السلطة في عام 2009 – حيث كان رئيسا للوزراء لفترة واحدة قبلها من عام 1996 إلى عام 1999 - قاد السياسات الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية للبلاد. وفي السنوات الأخيرة، جعل إيران أولوية أمنية قصوى للبلاد وأبرم صفقات تطبيع مع العديد من الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك الإمارات والبحرين. كما أوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وساعد في تعزيز قطاع تكنولوجي عالمي المستوى في الداخل.

قال آرون ديفيد ميللر، مستشار الشرق الأوسط السابق لعدد من وزراء الخارجية الأمريكيين ويعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "لقد ترأس هيمنة الجناح اليميني في السياسة الإسرائيلية ووسع نطاق وصول إسرائيل إلى العالم.. لقد حاول خلق فكرة مفادها أنه في الواقع، من دون معالجة القضية الفلسطينية بجدية، ستكون إسرائيل قادرة على توسيع نفوذها ومكانتها في المنطقة".

ولكن بعد أربع انتخابات غير حاسمة منذ عام 2019 والتي شكلت استفتاء على حكم نتنياهو، تمكن نفتالي بينيت، رئيس حزب يمينا اليميني، ويئير لابيد، الذي يقود حزب يش عتيد الوسطي، من تشكيل ائتلاف. من كامل الطيف السياسي في الكنيست.

وصوت المشرعون يوم الأحد بفارق ضئيل لصالح الحكومة الائتلافية الجديدة التي تضم حزبا عربيا مستقلا للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل. ومن المقرر أن يكون بينيت رئيسا للوزراء خلال العامين الأولين ولابيد سيكون وزيرا للخارجية خلال العامين الأولين، ثم يخلف بينيت كرئيس للوزراء.

وسيشغل بيني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض الوسطي، منصب وزير الدفاع، وجدعون ساعر من حزب نيو هوب اليميني منصب وزير العدل، وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني منصب وزير المالية.

وفي جهوده الفاشلة لتشكيل ائتلاف، تعامل نتنياهو أيضا مع الأحزاب العربية في إسرائيل، بما في ذلك حزب راعم، الذي أصبح الآن جزءا من الحكومة الجديدة التي طردته من منصبه. رفض شركاؤه اليمينيون الدينيون الانضمام إلى حكومة تعتمد على دعم الأحزاب العربية، لكن تبني نتنياهو لهذا التكتيك سمح لخصومه باستخدامه ليحلوا محله.

كانت المشكلة الرئيسية لنتنياهو هي عدم قدرته على الحفاظ على العلاقات مع الأشخاص الذين عملوا معه، وفقا لأشخاص يعرفونه. وقالت ميشال شير، وهي نائبة سابقة عن حزب الليكود انضمت إلى حزب ساعر العام الماضي: "إنه يخدم شخصا واحدا، هو ذاته".

ساعر كان سكرتيرا سابقا لمجلس الوزراء، وعمل غانتس معه كرئيس أركان للجيش وكان ليبرمان شريكا في حكومة نتنياهو السابقة. بينيت، رئيس الوزراء الجديد، هو رئيس مكتبه السابق.

وعلى الرغم من أن أداء حزب نيو هوب الذي يقوده ساعر كان أقل من التوقعات الأولية، إلا أن مقاعده الستة في انتخابات آذار/ مارس 2021 كانت كافية لحرمان نتنياهو من الأغلبية التي يحتاجها لتشكيل ائتلاف يميني وديني. حاول نتنياهو، وفشل، في استمالة ساعر، الذي صمد بعد سنوات من العلاقات السيئة بين الاثنين.

ووصف حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو ساعر بأنه انتهازي سياسي ترك الحزب بعد أن فقد الدعم داخله. وقال ساعر إن نتنياهو في السلطة لفترة طويلة ويخدم نفسه فقط.

في السنوات الأخيرة، تعرض هو وزوجته، سارة، لمشاكل قانونية، حيث تم توجيه لائحة اتهام له في عام 2020 بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بمزاعم أنه قبل هدايا باهظة الثمن من رجال أعمال أثرياء مقابل خدمات رسمية وأنه قدم مزايا تنظيمية ومالية لقطبي وسائل إعلام مقابل تغطية إخبارية إيجابية. لكن نتنياهو ينفي ارتكاب أي مخالفة.

شهادة الشهود في المحاكمة جارية. وليس من المتوقع أن يمثل أمام المحكمة مرة أخرى لعدة أشهر وقد يواجه ما يصل إلى 10 سنوات في السجن إذا تمت إدانته.

أمضى نتنياهو أيامه الأخيرة في المنصب في رفض الإطاحة به باعتبارها مؤامرة، واصفا إياها بأنها "أعظم تزوير انتخابي في تاريخ البلاد، وفي رأيي تاريخ الديمقراطية". لا يوجد دليل على أي مخالفة في التصويت، بعد أن فشل أربع مرات في تشكيل ائتلاف.

لا يزال نتنياهو يتمتع بدعم واسع النطاق بين الناخبين اليمينيين والمتدينين في إسرائيل، لكنه قد يواجه تحديات قيادية من أعضاء الليكود الآخرين الذين أصيبوا بالإحباط بسبب إخفاقاته المتكررة في تشكيل حكومة. قال مسؤولو الليكود إن نتنياهو قد يعقد انتخابات أولية لقيادة الليكود قريبا لتعزيز سلطته.

وقال تساحي هنغبي، العضو البارز في حزب الليكود بزعامة نتنياهو: "من السابق لأوانه إعلان أن هذه هي نهاية عهد نتنياهو".

في محادثاته مع مساعديه وشركائه، يعزو نتنياهو مشاكله لأولئك المتحالفين أيديولوجيا ضده. قال أحد الأشخاص الذين تحدثوا إلى نتنياهو مؤخرا: "في رأيه، كان في مواجهة قوى أقوى من أن يهزمها - القضاة اليساريون ووسائل الإعلام اليسارية.. وبالنسبة له إنه انقلاب غير ديمقراطي".

وقال أشخاص مقربون إنه أسر لهم بأنه يشعر ببعض العزاء، أن بطله، رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، تم التصويت ضد بقائه في المنصب أيضا.

0
التعليقات (0)