ملفات وتقارير

ماذا وراء إسقاط "بلاغ التغيب" بحق النساء في السعودية؟

يمنع التعديل الجديد إجبار المرأة بقوة القانون على الإقامة مع محرمها ضد رغبتها- جيتي
يمنع التعديل الجديد إجبار المرأة بقوة القانون على الإقامة مع محرمها ضد رغبتها- جيتي

أثار إسقاط السعودية، رسميا، ما يعرف بـ"بلاغ التغيب"، جدلا واسعا، لكن تأييده أخذ حيزا كبيرا عبر وسائل التواصل، بالنظر إلى دور الخطوة بحل إشكالات اجتماعية معقدة متعلقة بوضع النساء في المملكة.

 

ومن شأن الخطوة، بحسب تقارير، الإتاحة للأرامل والمنفصلات عن أزواجهن الاستقلال بمنزل مع أبنائهن دون الحاجة إلى العودة لمنزل الأب.

 

كما يحل القرار مشكلة متعلقة بالفتيات اللاواتي يخرجن من السجن وترفض عوائلهن استقبالهن، حيث جرت العادة على تحويلهن لدور رعاية، يقول ناشطون إنها "سيئة السمعة".

 

ومن جانب آخر، يتيح إلغاء بلاغ التغيب للنسوة البالغات فرصة استئجار منازل والاستقلال عن عوائلهن، وهو ما يثير حفيظة سعوديين، فيما يقول آخرون إن الحق نفسه مكفول للشباب فوق سن 18 عاما، ولا يعني ذلك أن هذه الممارسة ستنتشر على نطاق واسع في مجتمع محافظ.

 

وقبل نحو عام تداول مغردون وسما بعنوان "#القضاء_يسقط_التغيب"، على خلفية قرار قضائي يرفض دعوى أب ضد ابنته التي قررت أن تعيش في سكنٍ مستقل. 


وبالرغم من معارضة البعض لقرار المحكمة آنذاك، كانت تلك القضية الشرارة الأولى التي سبقت إلغاء "بلاغ التغيب"، بحسب تقرير لموقع قناة "الحرة" الأمريكية.

 

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أفادت وسائل إعلام سعودية بإجراء تعديل في نظام المرافعات الشرعية يمنح المرأة الراشدة حق الاستقلال بنفسها في مسكنها بصرف النظر عن حالتها الاجتماعية.

 

 

ويمنع التعديل الجديد إجبار المرأة بقوة القانون على الإقامة مع محرمها ضد رغبتها، وفقا للمادة 169 الفقرة (ب) من نظام المرافعات الشرعية، ما يشير إلى أن المحاكم السعودية لن تعترف بدعاوى "بلاغ التغيب" مستقبلا، وفقا لما نقلته صحيفة "مكة".

وتقول السعودية تغريد بندر، 38 سنة: "أعيش بمفردي منذ 10 سنوات لظروف عملي بمدينة مختلفة عن المدينة التي يسكن فيها أهلي". 

 

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: الرياض تحاول تبييض سمعتها بقضية خاشقجي خارج واشنطن


وتشير تغريد خلال حديثها لموقع "الحرة" إلى أن المعاناة سابقا تتمثل في "عدم استقبال امرأة ترغب بالعيش لوحدها إلا ببطاقة العائلة أو وجود محرم (أحد الأقارب الذكور الذين لا يجوز شرعا الزواج منهم)".

 

وتلجأ السعوديات في مثل هذه الظروف إلى استئجار شقق بأسماء أقاربهن أو محارمهن للتحايل على رفض الملاك والعقبات القانونية. 

 

 

وتضيف: "بعد القرارات الجديدة أمتلك الآن سكني الخاص باسمي وأعيش بكامل استقلاليتي"، كما تقول تغريد بسعادة غامرة.


وبدورها تحدثت المواطنة السعودية روان أحمد البالغة من العمر (29 عاما) عن مشكلة مماثلة تتمثل في عدم السماح لها باستئجار سكن باعتبار أنها امرأة ليس لها محرم.


وقالت روان لموقع "الحرة" إن القرار الجديد "سينهي إشكالية عدم تأجير النساء لمنازل خاصة"، مردفة: "كانت مكاتب العقار ترفض تأجير النساء اللائي يرغبن بالعيش لوحدهن، حيث يلجأن لطرق غير قانونية للحصول على سكن مؤجر".

 

روان التي تعمل كمهندسة معمارية في العاصمة الرياض، انتقلت من مدينة جدة (غرب السعودية) بعد حصولها على فرصة وظيفية أفضل كما هو الحال بالنسبة لتغريد التي تعمل في القطاع المصرفي.

 

وبعد القرار الجديد، تقول تغريد إنها استقبلت الخبر "بكل بهجة وأمل"، مضيفة: "علمت تماما أننا نسير في الطريق الصحيح خاصة بعد سلسلة القرارات السابقة التي لا تقل أهمية عنه مثل قيادة المرأة وإمكانية استخراجها لأوراقها الرسمية دون وجود محرم".

 

وأشارت إلى أن "تلك القرارات القاطعة تماشت أيضا مع حفظ حقها من التعدي لفظيا أو جسديا من أي قريب وهذا يعزز موقف أي قانون جديد".

التعليقات (0)