سياسة دولية

سقوط مزار شريف.. طالبان تسيطر على عواصم 23 ولاية (شاهد)

تدور معارك عنيفة السبت حول مزار شريف عاصمة ولاية بلخ، حيث شن الجيش الأفغاني غارات جوية جديدة- الرئاسة الأفغانية
تدور معارك عنيفة السبت حول مزار شريف عاصمة ولاية بلخ، حيث شن الجيش الأفغاني غارات جوية جديدة- الرئاسة الأفغانية

أعلنت حركة طالبان الأفغانية، مساء السبت، انتزاعها السيطرة على مدينة مزار شريف، عاصمة ولاية بلخ، وأهم مدن الشمال، ليصبح بذلك مجموع عواصم الولايات التي باتت تحت قبضتها 23.

 

وأكدت مصادر حكومية سقوط مزار شريف، فيما تناقل ناشطون مشاهد لفرار القوات الحكومية من المدينة.

 

وكتب المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، على تويتر: "تم فتح مدينة مزار عاصمة ولاية بلخ"، مؤكدا سيطرة مقاتلي الحركة على أهم المقار الحكومية والإدارية والأمنية والعسكرية في المدينة.

 

 

وكانت مدينة "ميمنة"، عاصمة ولاية فرياب، المحاذية لبلخ، قد سقطت بأيدي مقاتلي الحركة قبل ساعات قليلة من اجتياحهم مزار شريف.

 

وبذلك، فإن الحركة التي لطالما قاتلت خارج المدن الرئيسية، باتت تسيطر على عواصم 23 ولاية من أصل 34، خلال أقل من تسعة أيام منذ أن انتزعت أول مركز؛ خمسة منها خلال اليوم السبت وحده.

 

 

 

وفي وقت سابق السبت، تعهد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، بـ"إعادة تعبئة" القوات الحكومية، وسط تحذيرات أمريكية من إمكانية سقوط العاصمة كابول نفسها خلال أيام قليلة.

 

وقال غني، في كلمة، السبت، إن "إعادة تعبئة قواتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا" مؤكدا بدء مشاورات "تتقدم بسرعة" داخل الحكومة، مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين؛ لإيجاد "حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني".

 

وقبل إعلانها عن انتزاع مزار شريف وميمنة، اجتاحت طالبان، خلال اليوم السبت أيضا، مراكز ثلاث ولايات شرق البلاد.

 

وكان ذبيح الله مجاهد قد قال في سلسلة تغريدات على تويتر إن مقاتلي طالبان سيطروا على مدن شرنة وجارديز وأسد أباد، وهي عواصم ولايات باكتيكا وبكتيا وكونار، على الترتيب.

 

 

كما ذكر أن طالبان سيطرت على منطقة "كوران ومنجان"، وهي آخر منطقة متبقية من ولاية "بدخشان"، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، شمالي شرق البلاد.


وأكد "مجاهد" أن الحركة سيطرت على عدد كبير من الأسلحة والمعدات.

 

وضع ميداني حرج


وفي وقت سابق السبت، اعترف مسؤولون أفغان أن طالبان سيطرت على ولاية "لوغار"، على بعد أقل من 80 كيلومترا جنوب العاصمة كابول.


وبات الوضع الميداني حرجا للغاية بالنسبة إلى الحكومة، إذ تمكنت طالبان خلال ثمانية أيام من السيطرة على معظم الشمال والغرب وجنوب أفغانستان، فيما باتت اليوم تضيق الخناق على العاصمة من الجانب الشرقي كذلك.

 

اقرأ أيضا: البنتاغون يستنكر تقاعس كابول.. وطالبان تهاجم "مزار شريف"

ودارت معارك عنيفة السبت حول مزار شريف، حيث شن الجيش الأفغاني غارات جوية جديدة، لكنه هزم في نهاية المطاف.

وحتى مساء السبت، كانت مزار شريف، إلى جانب كابول وجلال أباد (شرق) هي المدن الرئيسية الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الحكومة، بعد أن سقطت مدينتا هرات (غرب) وقندهار (جنوب)، بشكل خاص.

 

وأظهرت لقطات مصورة اعتراض مقاتلي الحركة لمروحية قالت وسائل إعلام إن مسؤولين كانوا على متنها وحاولوا الهروب.

 

 

 

مشهد الفرار

 

وفي الأثناء، تحلق مروحيات ذهابا وإيابا في كابول، بشكل مكثف، السبت، بين المطار الدولي والمجمع الدبلوماسي الأمريكي الواسع في المنطقة الخضراء التي تخضع لإجراءات حماية مشددة، في مشهد يذكر بعملية إجلاء قوات ورعايا الولايات المتحدة من فيتنام قبل 46 عاما.

ووصلت كتيبة أولى من مشاة البحرية الأمريكية إلى العاصمة الأفغانية حيث سيكون دورها تأمين إجلاء الدبلوماسيين والأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة الذين يخشون أعمالا انتقامية تنفذها طالبان. 

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، إن الولايات المتحدة تعتزم إجلاء "آلاف الأشخاص يوميا"، ما تطلب إعادة إرسال ثلاثة آلاف جندي.

 

اقرأ أيضا: طالبان تسيطر على أفغانستان.. هل تصمد كابول؟ (خريطة)


وتلقى موظفو السفارة الأمريكية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها طالبان "لأغراض دعائية".

وأعلنت لندن في الوقت نفسه عن إعادة نشر 600 جندي لمساعدة البريطانيين على المغادرة.

كما أفادت دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا، الجمعة عن تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحد الأدنى. كما أعلنت عن برامج لنقل موظفيها الأفغان.

وفضلت بلدان أخرى بينها النرويج والدنمارك إغلاق سفاراتها مؤقتا، بينما قالت سويسرا، التي ليس لديها سفارة هناك، إنها قررت سحب بعض الموظفين السويسريين ونحو أربعين موظفا محليا. كما أعربت إيطاليا عن جهوزيتها لإجلاء دبلوماسييها ورعاياها "سريعا" من كابول.

 

"ساعات أخيرة قبل السقوط"

وعلى الرغم من جهود محمومة لإجلاء الرعايا، تصر إدارة بايدن على أن سيطرة طالبان على البلاد بأكملها ليست حتمية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الجمعة إن "كابول لا تواجه حاليا تهديدا وشيكا" لكنه أقر بأن مقاتلي طالبان "يحاولون عزل" المدينة. 

وفي المقابل، ذكرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية أن مصدرا دبلوماسيا كشف لها عن تقييم استخباراتي يشير إلى أن كابول يمكن أن تكون معزولة من قبل طالبان في غضون أسبوع وربما في غضون 72 ساعة القادمة.


وأوضح أحد المصادر أن الوضع على الأرض يمثل تحديا كبيرا للدبلوماسيين الأمريكيين الذين يقولون إن الخطط تتغير كل دقيقة.


وذكرت الشبكة ذاتها، الخميس، أن إدارة بايدن تدرس نقل السفارة الأمريكية من موقعها الحالي في العاصمة إلى مطار كابول.

 

 

التعليقات (0)