حديث إسرائيلي عن خطة هجومية ضد منظومة الصواريخ في غزة

مع مرور ستة أشهر على اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ما زالت الأوساط العسكرية في جيش الاحتلال تدرس الآثار الناجمة عنه، والتبعات المترتبة عليه، خاصة في ضوء الدروس الناجمة عن استهداف الجبهة الداخلية برشقات صاروخية من قوى المقاومة.

وتحدثت لجان التحقيق التي شكلها رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال أفيف كوخافي عن إخفاقات رافقت أداء الجيش خلال تلك الحرب، ويخشى أن تتكرر في أي مواجهة عسكرية قد تندلع في الفترة القادمة، لاسيما مع استمرار التوتر في غزة، مع تسريبات عسكرية إسرائيلية عن التحضير لتنفيذ خطة هجومية واسعة النطاق ستضرب قواعد صواريخ حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي ذكر في تقرير على موقع "واللا"، ترجمته "عربي21" أنه "في الشهر الماضي حث قائد جيش الاحتلال كوخافي جميع الأطراف المشاركة في الجيش، بما في ذلك جهاز الأمن العام- الشاباك، على وضع خطة هجومية واسعة وعدوانية لإصابة صواريخ حماس والجهاد الإسلامي بشكل قاتل، وفقًا لمصادر في قسم عمليات هيئة الأركان العامة".

وأضاف أنه "من المتوقع أن يتم تنفيذ الخطة بشكل كبير في المراحل الأولى من أي عملية عسكرية قد تندلع في غزة، خاصة أن قدرات التنظيمات الفلسطينية على إطلاق الصواريخ من أي مدى في جميع أنحاء إسرائيل باتت على نطاق واسع، بعد أن ضربت قذائفها خلال حرب غزة الأخيرة "حارس الأسوار" العديد من مواقع الجبهة الداخلية، المدنية والعسكرية والاقتصادية، وهناك تخوف إسرائيلي من العودة إلى نطاق التجارب الصاروخية في الفترة التي سبقت الحرب، وما بعدها".

 

اقرأ أيضا: إعلام عبري: جاسوس لصالح إيران بمنزل وزير حرب الاحتلال

وتذكر الأوساط العسكرية الإسرائيلية أنه في الأشهر الأخيرة بذلت قوى المقاومة الفلسطينية المسلحة جهودا كبيرة جدا لإخفاء الصواريخ من غزة، من أجل جعل الأمر أكثر صعوبة على المخابرات الإسرائيلية، وتلافيا لأي هجوم قد يشنه الجيش الإسرائيلي من الجو والبر والبحر، ما يوصف بأنه "فشل استخباري وعسكري كبيرين".

في الوقت ذاته، يعترف الإسرائيليون بأنه لم يكن لدى الجيش الكثير من المعلومات حول الصواريخ الفلسطينية من نطاقات مختلفة، ما اضطر وحدات استخبارية بأكملها للقيام بمهمة جمع المعلومات الميدانية أثناء العملية القتالية ذاتها، رغم أنه زعم في مرحلة ما قبل الحرب أنه قادر على تحديد مواقع خزانات الصواريخ، وضربها، لكن عند اندلاع الحرب تبين أمر آخر، مع تنفيذ الفلسطينيين لعمليات وهجمات نوعية من البحر والجو والأرض، دون أن يكون الجيش قادرًا على إحباطها.

ورغم أن منظومات القبة الحديدية أظهرت قدرة ما على اعتراض الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة باتجاه إسرائيل، لكن قبل يوم واحد فقط من انتهاء العملية، وإعلان وقف إطلاق النار، فقد أظهرت المنظمات الفلسطينية استعدادها لإطلاق صواريخ على مناطق مختلفة في قلب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو استعداد يتزايد مع مرور الوقت، وتظهر هذه المنظمات جاهزية لتوسيع مديات صواريخها في المواجهة القادمة، ولم تعد المسألة سوى مسألة وقت.