صحافة دولية

صحيفة "التايمز": لماذا قد تضطر أمريكا لقصف إيران؟

إيران أقرت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نحو 60 في المئة- جيتي
إيران أقرت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نحو 60 في المئة- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" مقالا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، بعنوان "لماذا قد تضطر الولايات المتحدة لقصف إيران؟".

 

وتحدث سبنسر في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، عن أنباء مسربة تفيد بأن القادة العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين يخططون لمناورات مشتركة، تهدف إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية.

 

واتفقت واشنطن وتل أبيب، الخميس، على تعزيز التعاون الدفاعي بينهما، لاسيما في ظل تصنيف إيران بأنها "أكبر تهديد للسلام في العالم وعدم الاستقرار في المنطقة".

 

جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي بيني غانتس، في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، ركز على ملف إيران النووي.

 

اقرأ أيضا: اتهامات إسرائيلية متبادلة بشأن برنامج إيران النووي
 

ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الجوية الأمريكية أعلنت قبل أيام عن نجاح اختبار لقنبلة خارقة للتحصينات موجهة بالليزر، وهذا النوع من القنابل له أهمية قصوى، فهو مصمم لاختراق حواجز صلبة من النوع الذي بنته إيران حول مواقعها النووية، والعديد منها مدفون في أعماق الجبال.

وأشار سبنسر إلى تصريح أدلى به وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الجاري، عندما قال إنه "غير متفائل" بمحادثات فيينا. 

وأضاف الكاتب أن المتأمل لهذه التصريحات يرصد عدم تنصل أي إدارة أمريكية على الإطلاق من الاحتمال النظري لمهاجمة إيران. وقد أوضح بلينكن وفريقه أن "الخيارات الأخرى" إلى جانب المحادثات مطروحة على الطاولة.

وجاء في المقال الذي نشرته "التايمز" إشارة إلى تهديد إسرائيل والولايات المتحدة المتكرر بقصف إيران منذ سنوات عدة وأمثلة عليها، أولها ما قاله جون ماكين عام 2007، في أثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، عندما قال مازحا؛ إنه يريد "قصف إيران بالقنابل"، مرددا كلماته بمحاكاة لحن أغنية أمريكية بعنوان "بيتش بويز" لباربرا آن.


وفي عام 2015، دعا جون بولتون، وكيل وزارة الخارجية السابق لشؤون الحد من التسلح في عهد جورج دبليو بوش، إلى شن عمل عسكري.

 

وقال حينها في مقال بعنوان "لوقف القنبلة الإيرانية، (يلزم) قصف إيران": "الوقت قصير للغاية، لكن لا يزال بإمكان الضربة أن تنجح".


وتولى بولتون منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بيد أنه أخفق في تنفيذ مراده. بل إن ترامب سخر من ميوله العدوانية، قائلا إن بولتون أراد "ضرب" كل بلد لا يعجبه بالسلاح النووي، حتى إنه سأله ذات مرة عما إذا كانت إيرلندا "على قائمته" للدول التي يريد غزوها.

 

وتهدف محادثات فيينا إلى إحياء اتفاق عام 2015 للحد من البرنامج النووي الإيراني، مقابل استئناف تخفيف العقوبات المفروضة عليها، لكن هذه المرة تغيرت الأمور بالفعل.

 

اقرأ أيضا: ما التحديات التي تواجه "إسرائيل" إذا نفذت هجوما على إيران؟

إذ اتخذت إيران خطوات قد تفضي إلى بناء سلاح نووي، بعد أن قامت بتخصيب يورانيوم بنسبة نقاء 60 في المئة، وهي نسبة لا تقل كثيرا عن نسبة 90 في المئة اللازمة لصنع القنبلة، وتتجاوز بكثير أي نسبة تستخدم في تطبيقات غير عسكرية، كما اعترفت مؤخرا، لأول مرة، علانية بأن برنامجها النووي يحتوي على عناصر عسكرية.

 

وقال روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران؛ إن الولايات المتحدة "لن تقف مكتوفة الأيدي" إذا تقدم البرنامج النووي الإيراني، كما نُقل عن "مسؤول أمريكي" مؤخرا، في إفادة بشأن القرارات الأمريكية وما سيحدث إذا فشلت المفاوضات، قوله: "عندما يقول الرئيس بايدن إن إيران لن تحصل أبدا على سلاح نووي، فهو يعني ذلك".


وقال الكاتب؛ إن البيت الأبيض في عهد بايدن والنظام في طهران يؤمن كل منهما رسميا باتفاق 2015، وأنه يجب إحياؤه الآن، وكلاهما يتنصل من قرار الرئيس ترامب بانسحابه الأحادي وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران.


وأفاد سبنسر بأن السؤال بالنسبة للأمريكيين يظل ما إذا كان التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط ممكنا في الواقع، عسكريا أو سياسيا. كما يوجد شك واسع النطاق في أن إسرائيل، رغم كل تهديدات رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، والتصريحات الغاضبة من خليفته، بينيت، ووزير الدفاع، بيني غانتس، مستعدة أو مسلحة لحرب كهذه.


وأضاف أن بعض المصادر تصر على أن الهجوم يجب أن يكون مثل "سهم في القلب"، ليس فقط لإلحاق الضرر بالبرنامج النووي بل تدميره، بيد أن المشككين يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ يقول أفنير كوهين، وهو مؤرخ إسرائيلي وخبير في سياسات الردع النووي في البلاد؛ إنه إذا كانت إيران مصممة على امتلاك القنبلة، فسوف يتطلب الأمر تغيير النظام في طهران لوقفها.


وختم المقال بالقول؛ إن "هذا بالتأكيد يفوق قدرة إسرائيل وإرادتها، كما أنه يتجاوز إمكانية الولايات المتحدة، على الأقل حتى عودة جون بولتون".

 
التعليقات (1)
نجوا کنگان
الجمعة، 10-12-2021 10:18 ص
عنصر المفجاء في انتظار المعتدي"كما قال المرشد خامنئي: قد ولى زمن اضرب واهرب"، مؤكدا أن "الرسالة الإيرانية وصلت للأمريكان، وأعتقد أن الموقف الإيراني هذا وصل لهم، وهم يدركون تماما، أننا جادون في الرد عليهم".