صحافة إسرائيلية

"معاريف": حماس تتحضر لمواجهة قادمة بغزة وتصعد بالضفة

شهدت نهاية العام الجاري 2021 سخونة تدريجية للوضع الأمني في الضفة الغربية- جيتي
شهدت نهاية العام الجاري 2021 سخونة تدريجية للوضع الأمني في الضفة الغربية- جيتي

شهد عام 2021 أحداثا عسكرية وأمنية إسرائيلية مزدحمة، داخلية وخارجية، صحيح أن التركيز الإسرائيلي الرئيسي في الأشهر الأخيرة كان على التسلح النووي الإيراني، لكن التحديات الماثلة أمام الجيش الإسرائيلي موجودة أيضا داخل الحدود، خاصة حماس في قطاع غزة، وتصاعد الهجمات في الضفة الغربية.


في الوقت ذاته، فقد مرت ثلاثة أشهر ونصف على إطلاق آخر صاروخ من قطاع غزة، ومنذ العدوان الإسرائيلي الأخير في أيار/ مايو الماضي، التي انتهت قبل سبعة أشهر، فقد أطلقت الفصائل الفلسطينية خمسة صواريخ فقط، ومن حيث المعطيات الإحصائية الإسرائيلية، فإننا أمام واحدة من أهدأ الفترات في قطاع غزة منذ الانسحاب منه في عام 2005. 


تال ليف-رام الضابط الإسرائيلي السابق كتب في صحيفة معاريف مقالا ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى أنه اعتبارا من هذه المرحلة الزمنية، ومع التحضير لدخول العام الجديد 2022، فإن المفتاح الرئيسي الممكن للوضع القائم في غزة هو الجانب الاقتصادي، من حيث إطلاق أيدي منظمات الإغاثة تدريجيا، والسماح لعشرة آلاف تاجر بدخول إسرائيل".

 

اقرأ أيضا:  مخاوف إسرائيلية من مناورات حماس بغزة تحضيرا للجولة القادمة

وأضاف أنه "بالنسبة لإسرائيل، فإن التعامل مع غزة بهذه الكيفية يضمن لها هدوء أمنيا، يسمح لها بتحويل معظم انتباهها ومشاركتها إلى قضايا أخرى مثل الملف النووي الإيراني، والتدريبات العسكرية للجيش، لكن مع نهاية عام 2021، وعلى خلفية الهدوء المستمر في قطاع غزة، ستكون العديد من علامات الاستفهام على أعتاب عام 2022، لأنه بالتزامن مع الهدوء في قطاع غزة، فقد شهدت نهاية العام الجاري 2021 سخونة تدريجية للوضع الأمني في الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية". 


يزعم الإسرائيليون أن التوتر الحاصل في الضفة الغربية ليس مرتبطا بشكل مباشر بجهود حماس التي لا تتوقف لإشعال الوضع هناك، لأن أزمة الحكم في السلطة الفلسطينية لها تأثير مباشر أيضًا على الوضع الأمني، مع العلم أن حماس تبذل جهودا كبيرة لتعزيز الاتجاهات التصعيدية هناك، ما يعني أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية لديهما الكثير لتخسرانه من التصعيد الأمني على الأرض، أما حماس من ناحية أخرى فلديها الكثير لتكسبه. 


في الوقت ذاته، وتحت رعاية الهدوء في قطاع غزة، تتحدث المحافل الأمنية الإسرائيلية عن مواصلة حماس لجهودها لإعادة تأهيل القدرات العسكرية التي تضررت في العملية الأخيرة، كما تعلمت دروسا من الضربات التي تعرضت لها خلال العدوان الأخير، لذلك فإنها لا تزال تكثف تجهيزاتها القتالية تحضيرا لمواجهة قادمة في الطريق، وقد تكون في الأشهر المقبلة.


مع العلم أن هذا الواقع الأمني في غزة يعني أن تواجه إسرائيل معضلة كبيرة، فيما إذا كان ينبغي عليها القيام بمزيد من التحسينات الاقتصادية من أجل الحفاظ على الهدوء الأمني في قطاع غزة، لكن الجهات الأمنية الإسرائيلية لا تخفي تخوفاتها من أنه بجانب فوائد هذه الإجراءات، ستواصل حماس تكثيف واستثمار موارد العسكرية والتسلحية لتصعيد العمليات في الضفة الغربية ضد الأهداف العسكرية والاستيطانية.


من أجل ذلك، يواصل الإسرائيليون اتصالاتهم مع المصريين بشكل أساسي من أجل التوصل لاتفاقية طويلة الأمد مع حماس، والمضي قدما في المفاوضات لإنجاز صفقة تبادل أسرى، بعد تعرقلها خلال الأشهر الأخيرة، رغم ما قيل عن تحقيق تقدم حقيقي فيها، لذلك يعتقد الإسرائيليون أنه طالما لم يتم إحراز تقدم ملموس في القضايا الرئيسية، ورغم الهدوء الذي ساد الأشهر الأخيرة، فسيكون من الصعب إنجاز هدوء يستمر طوال العام المقبل 2022.

التعليقات (0)