قضايا وآراء

القدس ميزان القوة المتغير محليا و إقليما

حازم عياد
1300x600
1300x600

لم تغب المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لحظة واحدة عن تطورات المشهد في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان؛ حضور مكنها من رسم الخطوط الحمراء للاحتلال والمستوطنين أكثر من مرة في ظل غياب السلطة في رام الله وتثاقل وتباطؤ التحرك العربي والإسلامي الرسمي.

المقاومة الفلسطينية رسمت خطوط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في أكثر من محطة من محطات التصعيد خلال شهر رمضان الحالي؛ واضعة الاحتلال أمام استحقاق المواجهة؛ محرجة الدول العربية والسلطة في رام الله التي باتت منكشفة استراتيجيا لغياب الخيارات والبدائل أمامها لمواجهة الاحتلال وتصعيده وعدوانه في القدس الشريف.

التحذيرات التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية والخطوط الحمراء التي وضعتها جسدت موازين القوة الحقيقة في الأراضي الفلسطينية والإقليم؛ إذ استبقت التحركات الرسمية العربية التي انتظرت إلى نهاية الأسبوع الثالث من رمضان للإعلان عن اجتماع طارئ لوزراء خارجية الجامعة العربية المكلفين بالملف الفلسطيني؛ ولطلب عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية؛ ذلك دون فعل حقيقي على الأرض يتهدد الكيان الإسرائيلي ومصالحه المباشرة أمنيا وسياسا واقتصاديا.

المواقف العربية والإقليمية بقيت جوفاء بلا معنى أو مغزى أمني أو سياسي في حين رأى البعض أنها محاولة لمزاحمة المقاومة الفلسطينية وكبح جماحها وإعاقة أجندتها للمقاومة والتحرير هروبا من الالتزامات العربية المترتبة عن هذا الخيار المقاوم.

في المقابل فإن استراتيجية قادة الكيان الإسرائيلي لتقسيم الجبهات وفصلها عن بعضها البعض في قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي الـ 48 أصابها العطب بفعل ديناميكية الصراع والتصعيد في القدس المحتلة.

 

المواقف العربية والإقليمية بقيت جوفاء بلا معنى أو مغزى أمني أو سياسي في حين رأى البعض أنها محاولة لمزاحمة المقاومة الفلسطينية وكبح جماحها وإعاقة أجندتها للمقاومة والتحرير هروبا من الالتزامات العربية المترتبة عن هذا الخيار المقاوم.

 



فالمزاودات السياسية بين أجنحة اليمين الإسرائيلي سواء في الائتلاف الحاكم الهش أو في المعارضة؛ قوبل بتوحد الجبهات الفلسطينية وإسناد المقاومة في قطاع غزة لصمود المقدسيين والمعتكفين في مسجدها؛ فالاتفاقات لإخلاء المسجد الأقصى وتحييد المعتكفين في الأيام العشرين الأولى من رمضان باءت بالفشل بل وانتهت بهجوم فاشل على المعتكفين في المسجد القبلي واعتقال أكثر من 400 من المرابطين فيه دون جدوى لتنطلق بعدها الجهود العربية الجوفاء الخالية من الإجراءات العملية والميدانية على الأرض.

في المحصلة النهائية فإن صمود المقدسيين وإسناد المقاومة في قطاع غزة كرس واقعا جديدا في الأراضي المحتلة ترجم على شكل  فجوة كبيرة بين الأجندة السياسية الأمريكية والإسرائيلية والعربية  لفرض التهدئة وسياسة الأمر الواقع في القدس المحتلة وبين الواقع الميداني وقدرة القوى الفاعلة على الأرض.

 فجوة دفعت رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، لاتخاذ قرار حاسم  بمنع عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير من الوصول إلى باب العامود برفقة مسيرة الأعلام، "بناء على توصية الرئيس والمفتش العام للشرطة وزير الأمن الداخلي الذي حذر من انفجار يمتد أثره إلى المنطقة برمتها؛ ليسجل كنجاح للمقاومة مرة أخرى ولكن دون مواجهة شاملة كالتي حدثت في رمضان من العام الفائت 2021.

ختاما.. لازالت السيناريوهات في الأراضي المحتلة تتأرجح بين التصعيد والتهدئة في ظل ديناميكية التنافس والتصارع في الساحة الاسرائيلية والفعل المقاوم الذي رفع كلف تصدير الأزمة الداخلية الإسرائيلية إلى الضفة الغربية والقدس؛ فالمقاومة في قطاع غزة والقدس وجنين تحولت إلى فاعل أساسي أعاد تشكيل موازين القوة وأعاد خطوط التماس وقواعد الاشتباك مجددا.. أمر سيجد الاحتلال صعوبة في تجرعه دفعة واحدة؛ لكنه سيفعل ذلك على مضض بمواجهة مسلحة أو بدونها.

hazem ayyad
@hma36

التعليقات (0)