قتال بخاركيف ودونباس.. قلق بمنسك وكييف تجدد طلب الانضمام

تشهد مناطق خاركيف وإقليم دونباس، معارك ضارية بين القوات الروسية والأوكرانية فيما تتعرض مدينة سومي في الشمال، لقصف متواصل استهدف مناطق قريبة من الحدود بين البلدين، بينما تعمل موسكو على ضم منطقة خيرسون الاستراتيجية، ضمن أراضيها.

 

أما سياسيا فقد جددت كييف مطالبها بالانضمام للاتحاد الأوروبي فيما تتواتر المواقف الدولية بخصوص تطورات الأزمة في شرق أوروبا.

 

وأقر الجيش الأوكراني بتقدم القوات الروسية في بعض المناطق في شرق البلاد، رغم صعوبة قياس مدى التقدم.

 

وقالت هيئة الأركان العامة، في تحديثها العملياتي اليومي، إن القوات الروسية عبرت نهر سيفرسكي دونيتس في اتجاه ليمان، الواقعة في منطقة دونيتسك.

 

وليمان هي بلدة تقع إلى الشمال الشرقي من سلوفيانسك، حيث إنها تعتبر أحد الأهداف الاستراتيجية للروس.

   

لوغانسك.. معارك ضارية

 

وقال مسؤول أوكراني إن الوضع على طول خطوط الجبهة في لوغانسك "تدهور بشكل كبير" الخميس، حيث يشهد الاقليم قصفًا مكثفًا على طول الجبهات. 

 

وأكد رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة لوغانسك، سيرغي هايدي، إن روسيا "دمرت المناطق التي استولت عليها في لوغانسك.. كما أنها تكثف القصف على طول الجبهة بأكملها".

 

وتحدث هايدي عن قتال عنيف حول سيفيرودونتسك (في بيلوغوريفكا وكوميشوفاغا وعلى مشارف سيفيرودونتسك)، موضحا أن الوضع "تدهور بشكل كبير".

 

وأكد رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة لوغانسك أن الوحدات الأوكرانية في بيلوغوريفكا ما زالت "تقاوم الغزو الروسي".

 

ولم يشر هايدي إلى سقوط أي بلدات أو قرى في المنطقة في أيدي القوات الروسية، حيث قال إن الروس "لا يغيرون التكتيكات.. إنهم يدمرون المدن وعندها فقط يدخلون الأرض المحروقة".

 

قصف على سومي

 

وفي الحدود الشمالية، قال مسؤولون أوكرانيون إن قرى حدودية عدة تتعرض لهجمات القوات الروسية.

 

وأكد مسؤولون أوكرانيون في سومي مقتل شخص عندما تعرضت قرية "نوفي فيكري" الصغيرة في فجر الخميس لوابل من 20 قذيفة مدفعية.

 

وتصاعد قصف المستوطنات الحدودية في سومي عبر الحدود في روسيا في الأيام الأخيرة، في نفس الوقت الذي تتقدم فيه القوات الأوكرانية نحو قسم مختلف من الحدود الدولية في منطقة خاركيف.

 

وفجر الخميس، قالت القوات المسلحة الأوكرانية، إن القوات الروسية شنت غارة جوية في منطقة شوستكا بمنطقة سومي.

 

هجوم مضاد.. خاركيف

 

أكدت بريطانيا، الخميس، أن القوات الأوكرانية تواصل هجوماً مضاداً في شمال خاركيف ثاني أكبر مدن البلاد، وتستعيد عدة بلدات وقرى قرب الحدود الروسية.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان على "تويتر" أن التقارير تفيد بأن روسيا سحبت وحدات من المنطقة ومن المرجح أن تعيد نشرها بعد تعويض الخسائر التي لحقت بها على الضفة الشرقية لنهر سيفرسكي دونيتس على الرغم من نجاحها في تطوير مدينة خاركيف.

وقالت الوزارة البريطانية إن "انسحاب القوات الروسية من منطقة خاركيف هو اعتراف ضمني بعجز روسيا عن الاستيلاء على المدن الأوكرانية الرئيسية حيث توقعوا مقاومة محدودة من السكان".

 

— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) May 12, 2022

 

حصيلة أوكرانية

 

وكشفت رئاسة الأركان الأوكرانية، في بيان لها، الخميس، عن مقتل 26 ألفا و650 جنديا روسيا منذ بداية الحرب أواخر شباط/ فبراير الماضي.

ولفت البيان إلى أن الجيش الروسي خسر 300 جندي خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع الإجمالي إلى نحو 26 ألفا و650 جنديا منذ بدء الحرب.

وأكدت الأركان تدمير 199 مقاتلة و161 مروحية و1195 دبابة وألفين و873 عربة مدرعة و534 مدفعية و191 راجمة صواريخ و87 منظومة للدفاع الجوي الروسي.

وأشار البيان أن القوات الروسية خسرت أيضا 2019 مركبة و13 سفينة وزورقا و398 طائرة مسيرة، لافتًا إلى أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت ودمرت 94 صاروخا موجها أطلقها الروس.

 

 

— Defence of Ukraine (@DefenceU) May 12, 2022

 

 

حصيلة روسية

 

وأعلن الجيش الروسي، الخميس، عن تدمير 4 مواقع قيادة، و34 منطقة تمركز للأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية ومخزني ذخيرة في الـ 24 ساعة الماضية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن القوات المسلحة الروسية قامت بتحييد أكثر من 320 عنصرا من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، وتعطيل 72 وحدة من المعدات العسكرية الأوكرانية.

وقصفت الطائرات الروسية 120 منطقة تمركز للأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية، بالإضافة إلى تدمير محطة الرادار الأوكرانية لمنظومة الدفاع الصاروخي "إس-300" في منطقة أوديسا ومستودع أسلحة بالقرب من "كراسنوبافلوفكا" في منطقة خاركوف.

واستهدفت القذائف الصاروخية والمدفعية 405 مناطق تمركز أفراد ومعدات، و12 مركز قيادة و26 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار.

كما أنه تم تدمير منظومة دفاع صاروخية "إس-300" بالقرب من "كوروتيش" في منطقة خاركوف، و3 قاذفات لأنظمة صواريخ "سميرتش" المتعددة ومستودعين للذخيرة بالقرب من "رازدول" في منطقة خاركوف و"سلوفيانسك" في جمهورية دونيتسك الشعبية.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 13 مسيرة أوكرانية من طراز "بيرقدار-تي بي2".

 

خيرسون روسية؟

 

من جهة أخرى، قال نائب رئيس الإدارة العسكرية-المدنية لمنطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف، إن المنطقة لن تنحرف عن مسار الانضمام إلى روسيا حيث ستواصل العمل على عدم إفشال وإعاقة الانضمام إليها.

وأضاف ستريموسوف: "لقد حددت منطقة خيرسون مسار الانضمام إلى قوام روسيا ولن تنحرف عن المسار المنشود.. ليس لدينا طريق آخر".

 

وبحسب قوله، فإن المنطقة لن تعود بعد الآن تحت سيطرة السلطات الأوكرانية.

 

وفي وقت سابق صرح ستريموسوف، بأن السلطات الجديدة لا تعتزم إجراء أي استفتاء شعبي على إعلان "جمهورية خيرسون الشعبية" (على غرار جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين).

 

الأربعاء، علق الكرملين على إعلان السلطات الجديدة في مقاطعة خيرسون الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية عن نيتها التوجه إلى موسكو بطلب انضمام الإقليم إلى قوام روسيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحفيين: "أولا، يعود القرار بشأن تقديم هذا الطلب من عدمه إلى سكان مقاطعة خيرسون، وهم الذين يتعين عليهم تقرير مصيرهم".

ولفت بيسكوف إلى ضرورة "دراسة وتقييم هذه المسألة بدقة من قبل القانونيين"، مشددا على أنه ينبغي أن "تستند مثل هذه القرارات المصيرية إلى قاعدة قانونية واضحة وأن تكون شرعية تماما كما كان في قضية القرم".

 

كييف تطالب بالانضمام للاتحاد 

 

وعلى الصعيد السياسي، طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الخميس، الاتحاد الأوروبي بتخصيص مكان لبلاده داخل التكتّل.

وأوضح كوليبا في تصريح لقناة "ARD" الألمانية، أن بلاده ستواصل مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

 

ودعا قمة وزراء خارجية دول مجموعة السبع التي ستعقد بضيافة ألمانيا اليوم، إلى تكثيف العقوبات على روسيا.

وشدد الوزير الأوكراني على ضرورة مناقشة وزراء خارجية مجموعة السبع، الأزمة الغذائية خلال اجتماعهم.

 

الاتحاد الأوروبي واليابان

 

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، خلال زيارة إلى طوكيو، الخميس، أنّ روسيا تشكل "أكبر تهديد مباشر للنظام العالمي" بسبب حربها في أوكرانيا.

 

وقالت المسؤولة الأوروبية بعدما التقت برفقة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إن روسيا "هي اليوم أكبر تهديد مباشر للنظام العالمي بحربها الهجمية ضد أوكرانيا وتحالفها المثير للقلق مع الصين".

 

من جهته، أكد كيشيدا الذي انضمت حكومته إلى العقوبات الغربية على موسكو ولا سيما في مجالي المال والطاقة، أن "غزو روسيا لأوكرانيا لا يعني أوروبا فقط بل يهز قلب النظام العالمي، بما في ذلك آسيا"، مضيفا أنه "يجب عدم السماح بذلك".

 

وزار المسؤولان الأوروبيان طوكيو الخميس لإجراء جولة محادثات سنوية بين اليابان والاتحاد الأوروبي، تقام هذه السنة في ظل الحرب في أوكرانيا ووسط مخاوف متزايدة في آسيا حيال الطموحات العسكرية الصينية.

 

بيلاروسيا متوجسة

 

من جانبه، قال سكرتير مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش، إن عدد العسكريين الأجانب في أراضي بولندا ودول البلطيق قد تضاعف خلال العامين الماضيين.

وأضاف فولفوفيتش في مقابلة مع مجلة "ناشيونال ديفنس": "في الوقت الحالي، يتمركز في بولندا ودول البلطيق أكثر من 20,000 عسكري أجنبي مجهزين بأسلحة هجومية حديثة. ومقارنة بعام 2020، تضاعفت هذه التشكيلة العسكرية".

وأشار المسؤول البيلاروسي إلى أن مجموعة التعزيزات الجوية التابعة لحلف الناتو لديها حاليا أكثر من 90 طائرة حربية، ويوجد حوالي 40 منها في بولندا ودول البلطيق.

 

بولندا.. بوتين أخطر من هتلر

 

أفاد رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أكثر خطورة من أدولف هتلر وجوزيف ستالين".

 

ودعا مورافيسكي، المجتمع الدولي إلى "تركيز الجهود فورا على إنقاذ أوكرانيا من سطوة بوتين"، معتبرا أن أيديولوجيته المعروفة بـ"السلام الروسي تشكل تهديدا مدمرا لأوروبا بأسرها".

وحث مورافيسكي حلفاء أوكرانيا على "تقديم ما هو أكثر من الدعم العسكري لها"، دون زيادة تفصيل.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.