سياسة دولية

تقرير: 5 احتمالات لا سادس لها لنهاية الحرب في أوكرانيا

ساد في البداية أن روسيا ستحقق فيها انتصارا سريعا، لكن المجريات على الأرض كانت عكس ذلك- تويتر
ساد في البداية أن روسيا ستحقق فيها انتصارا سريعا، لكن المجريات على الأرض كانت عكس ذلك- تويتر

بتجاوز الحرب في أوكرانيا يومها المائة، كثرت التساؤلات حول شكل نهاية تلك الحرب التي ساد في البداية أن روسيا ستحقق فيها انتصارا سريعا، لكن المجريات على الأرض كانت عكس ذلك.

تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية حاول استكشاف شكل نهاية الحرب وتوصل إلى أنها لن تخرج عن خمسة احتمالات:

حرب استنزاف

قد تستمر الحرب لشهور إن لم يكن سنوات وتخوض خلالها القوات الروسية والأوكرانية حرب استنزاف مديدة.

وحول ما يعنيه هذا الاحتمال يقول معد التقرير جيمس لاندال، أن يحقق كلا الجانبين مكاسب أحيانا ويمنيان بخسائر أحيانا أخرى. ولا يرغب أي طرف بالاستسلام.


ويعتقد لاندال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أنه يمكن أن يكسب الحرب من خلال إظهار الصبر الاستراتيجي والمراهنة على أن الدول الغربية ستشعر بـ "إرهاق أوكرانيا" وستركز أكثر على أزماتها الاقتصادية والتهديد الصيني.

لكن الغرب يستمر في تصميمه ويواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وبذلك تنشأ خطوط معركة شبه ثابتة وتتحول الحرب إلى صراع دائم بوتيرة منخفضة وتصبح "حربا إلى الأبد".

بوتين يعلن وقف إطلاق النار


الاحتمال الثاني هو أن يلجأ بوتين إلى إعلان وقف لإطلاق النار من طرف واحد.

ويمكن أن يدعي أن "عمليته العسكرية" قد اكتملت: فالانفصاليون المدعومون من روسيا في دونباس باتوا يتمتعون بالحماية، وأقام ممراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، ويمكنه بعد ذلك السعي لكسب موقف أخلاقي والضغط على أوكرانيا لوقف القتال.

"هذه حيلة يمكن أن تستخدمها روسيا في أي وقت، إذا أرادت الاستفادة من الضغط الأوروبي على أوكرانيا للتنازل والتخلي عن بعض أراضيها مقابل سلام افتراضي" كما يقول كير جايلز، الخبير الروسي في مركز أبحاث "تشاتام هاوس".

يقول لاندال إن مثل هذه الحجج راجت بالفعل في باريس وبرلين.

ومع ذلك، ستعارض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجزء كبير من دول أوروبا الشرقية هذا التوجه، حيث يرى ساسة هذه الدول أن الغزو الروسي يجب أن يفشل من أجل أوكرانيا والنظام الدولي.

لذا فإن أي وقف أحادي لإطلاق النار من جانب روسيا قد يغير تبريرات الحرب، ولكنه لن ينهي القتال، وفق التقرير.

جمود خطوط القتال

استنفد جيشا البلدين قدراتهما وباتا يعانيان من نقص في القوة البشرية والذخيرة. والخسائر البشرية والمادية لم تعد تبرر خوض المزيد من القتال. والخسائر العسكرية والاقتصادية لروسيا غير قابلة للتعويض، كما أن الشعب الأوكراني سئم الحرب وبات غير مستعد للمخاطرة بمزيد من الأرواح من أجل نصر بعيد المنال وصعب التحقيق.

ماذا لو قررت القيادة في كييف وبعد أن باتت غير واثقة من استمرار الدعم الغربي أن الوقت قد حان للتحدث مع الروس؟

لكن، وفق لاندال، قد لا يكون هناك جمود في ساحة المعركة لعدة أشهر وأي تسوية سياسية ستكون صعبة لأسباب ليس أقلها عدم ثقة أوكرانيا بروسيا. وقد لا يصمد أي اتفاق سلام ويمكن أن يعقبه المزيد من القتال.

انتصار أوكرانيا

هل يمكن لأوكرانيا أن تخالف كل التوقعات وتحقق شيئاً أقرب إلى النصر؟ هل تستطيع أوكرانيا إجبار القوات الروسية على الانسحاب إلى المواقع التي كانت تنتشر فيها قبل الغزو؟

قال رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي للتلفزيون الهولندي هذا الأسبوع: "إن أوكرانيا ستنتصر بالتأكيد في هذه الحرب".

ماذا لو فشلت روسيا في الاستيلاء على كل دونباس وتكبدت المزيد من الخسائر؟ العقوبات الغربية توجه ضربة لآلة الحرب الروسية. تشن أوكرانيا هجمات مضادة باستخدام راجمات الصواريخ الجديدة التي حصلت عليها وتستولي على الأراضي الواقعة في خطوط تمركز القوات الروسية وتمر عبرها خطوط إمدادها. وتنجح أوكرانيا في تحويل جيشها من قوة دفاعية إلى قوة هجومية.

هذا السيناريو محتمل لدرجة تكفي لجعل صانعي السياسة يشعرون بالقلق بالفعل بشأن عواقبه. إذا كان بوتين يواجه الهزيمة، فهل يمكنه التصعيد باستخدام أسلحة كيميائية أو نووية؟

قال المؤرخ نيال فيرجسون في ندوة في كينجز كوليدج بلندن مؤخراً: "يبدو من غير المرجح أن يقبل بوتين بهزيمة عسكرية تقليدية إذا كان لديه خيار نووي".

انتصار روسيا

وماذا لو حققت روسيا "انتصاراً" محتملاً؟ يؤكد المسؤولون الغربيون أن روسيا على الرغم من النكسات المبكرة التي منيت بها، لا تزال تخطط للاستيلاء على العاصمة كييف وفرض سطوتها على الكثير من أراضي أوكرانيا. وقال أحد المسؤولين: "تحقيق هذه الأهداف القصوى لا يزال مطروحاً".

يمكن لروسيا الاستفادة من مكاسبها في دونباس ونقل القوات لاستخدامها في أماكن أخرى وربما حتى استهداف كييف مرة أخرى. لا يمكن تجاهل العدد الكبير من قتلى القوات الروسية والقوات الأوكرانية تمنى بخسائر مستمرة في ساحة القتال.

اعترف الرئيس زيلينسكي بالفعل بمقتل ما يصل إلى 100 جندي أوكراني وإصابة 500 آخرين كل يوم في المعارك.

وقد ينقسم الشعب الأوكراني إلى معسكرين، واحد يرغب في استمرار القتال والآخر يبحث عن مخرج للتوصل إلى السلام. قد تبلغ بعض الدول الغربية مرحلة الشعور بالتعب من دعم أوكرانيا، لكن بالمقابل إذا شعرت أن روسيا في طريقها لتحقيق الانتصار فقد يرغب بعضها في التصعيد العسكري ضد روسيا.


التعليقات (1)
أبو سنبل
الأحد، 05-06-2022 06:39 م
لا يوجد غير نهاية واحدة لهذه الحرب ---- سقوط نظام الحكم في أوكرانيا وتحولها إلى دولة محايدة بالكامل --- وما اقتطعته روسيا حتى الآن وما ستقتطعه سيبقى معها --- هذا إن لم تتدخل بولندا وتضم غرب أوكرنيا لها وبالتالي تتحول أوكرنيا إلى مدينة بحجم الفاتيكان :))))))