صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية لمسيّرات حزب الله نحو "كاريش".. ليست الأخيرة

إسرائيل منذ انسحابها من لبنان من طرف واحد صيف 2000 حاولت دون نجاح تحقيق مكاسب بحرية- جيتي
إسرائيل منذ انسحابها من لبنان من طرف واحد صيف 2000 حاولت دون نجاح تحقيق مكاسب بحرية- جيتي

أكدت صحيفة إسرائيلية، أن إطلاق حزب الله اللبناني 3 مسيرات نحو حقل "كاريش" للغاز في المنطقة المتنازع عليها، لن يكون العملية الأخيرة. 

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، أن عملية إطلاق المسيرات الثلاث نحو الحقل المذكور أمس السبت، "ينبغي أن لا تكون مفاجئة، خاصة مع وجود خلاف بين بيروت وتل أبيب حول الحدود البحرية". 

سرقة الغاز 

وذكرت أن "إسرائيل منذ انسحابها من لبنان من طرف واحد صيف 2000، حاولت دون نجاح، الاتفاق مع الأمم المتحدة على الحدود البحرية، وهذه الحدود ينبغي أن يتفق عليها بين طرفي النزاع (الاحتلال ولبنان)". 

ونوهت إلى أنه "بعد الانسحاب، اتفق على خط الانسحاب البري بعد مفاوضات مضنية مع الأمم المتحدة، وسمح الخط المتفق عليه لمجلس الأمن أن يقر أن على إسرائيل أن تنفذ قرار الأمم المتحدة "425"، وأن ذاك الخط هو بحكم الأمر الواقع الحدود المعترف بها من الأسرة الدولية، دون اعتراف لبنان". 

وقالت: "لما كانت الفجوة بين الطريقة التي اختارتها إسرائيل وطريقة الأمم المتحدة واسعة جدا، اتفق على ألا يكون الاتفاق، وتل أبيب أوضحت بأنها ستعمل بطريقتها حيال الترسيم، وبموجب ذلك، رسمت الحدود البحرية من رأس الناقورة باتجاه الشمال الغربي". 

 

اقرأ أيضا: فيديو يظهر لحظة اعتراض الاحتلال "مسيّرات" حزب الله (شاهد)

وأشارت الصحيفة إلى أنه "بعد سنوات، تبين أنه يوجد الكثير من الغاز الطبيعي في البحر أمام شواطئ إسرائيل (فلسطين المحتلة)، واكتشف بئر "تمار" وبعده "لافيتان" وبعد ذلك "كاريش" و"تنين"، منوهة إلى أن "اكتشاف الغاز وإدراك إمكانية وجود آبار غاز كبيرة أمام شواطئ لبنان، منح حزب الله أداة "دعائية" جديدة، وهو ملتزم بالعمل وفق المصالح الإيرانية". 

ونبهت إلى أن "الحزب يفهم أن قيامه بعمل ضد إسرائيل استجابة لطلب إيراني، سيمس بشدة بمكانته في لبنان، وفي المقابل، فإنه إذا ما عمل عسكريا ضد السطو الذي تنفذه إسرائيل على مقدرات الغاز اللبناني، فسيكون له إسناد واسع في الدولة، وهذا هو السبب الذي جعل الأمين العام حسن نصرالله، يؤكد أن قيمة الغاز الذي تسطو عليه إسرائيل يصل إلى نحو 9 مليارات دولار". 

سحب البساط  

وزعمت "يديعوت" أن "الفجوة بين إسرائيل ولبنان بالنسبة لموقع الحدود البحرية ضيقة جدا، وذلك عقب النشاط الأمريكي الذي أقنع الطرفين بتقديم تنازلات ذات مغزى، وظاهرا، فإن من المجدي للبنان أن يوافق على الخط المقترح الآن من الولايات المتحدة، فالأمر سيسمح له بأن يطور حقل الغاز الذي يوجد في مياهه الاقتصادية، وبالتالي فإنه يخفف بشكل كبير من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به لبنان". 

 

وتابعت: "اتفاق كهذا بين إسرائيل ولبنان، لا يحصل لأن حزب الله يفرض الفيتو ويهدد كل سياسي لبناني مستعد لـ"حل وسط"، وللحزب أسبابه؛ فمن المهم له حالة التوتر بين تل أبيب وبيروت، وهذا أمر يسمح له بأن يبقى في صورة الوطني اللبناني". 

والسبب الثاني، أنه "في حال كان اتفاق رسمي، فإن هذا يشكل نوعا من الاعتراف بإسرائيل، ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاتفاقات، بما في ذلك بالنسبة للحدود البرية، وربما تعاون اقتصادي، وعليه، فإن حزب الله يؤكد أن الطوافة التي وصلت لتوها إلى حقل "كاريش" تؤدي إلى السطو على مقدرات لبنان، ولهذا فإن ذلك لن يسمح بأن يحصل". 

وأضافت الصحيفة: "من هنا يمكن أن نفهم لماذا أرسلت المسيرات باتجاه الطوافة، وينبغي الافتراض بأن هذه لن تكون العملية الأخيرة في هذا الاتجاه". 

وشددت على أهمية استعداد جيش الاحتلال لتكرار مثل هذه العمليات، "ولا يقل ذلك أهمية عن إقناع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالضغط أكثر على الحكومة اللبنانية لإجمال الحدود البحرية مع تل أبيب، وهكذا فإن هذا سيسحب البساط من تحت أقدام حزب الله"، معتبرا أن "الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، يسمح لواشنطن بفعل هذا بكل تأكيد". 



التعليقات (0)